دخلت الأزمة في سوريا نفقا مظلما.. وأصبح نظام بشار الأسد في خندق من الصعب خروجه منه بعد مجزرة الحولة التي راح ضحيتها108 من المدنيين, فمن ناحية ضيقت الدول الكبري الخناق الدبلوماسي حول نظام الأسد, وفي الأممالمتحدة أصبحت ملامح اللجوء إلي التدخل العسكري تلوح في الأفق أكثر من ذي قبل. وبعد أن قررت12 دولة من الدول الكبري من الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة وكندا واستراليا طرد سفراء سوريا ودبلوماسييها في تلك الدول, ردا علي مذبحة الحولة, قررت تركيا جارة سوريا والتي يعنيها ما يحدث في سوريا لأنه يجري علي حدودها طرد جميع الدبلوماسيين السوريين من أراضيها, كما طلبت اليابان أيضا من سفير سوريا في طوكيو مغادرة البلاد في أسرع وقت ممكن. وقد نجحت الجهود الدبلوماسية الدولية والعربية في الدفع بعقد جلسة خاصة لمجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة غدا لبحث مجزرة الحولة, وقال الرئيس الفرنسي فرانسوا أولاند إن التدخل العسكري في سوريا ليس مستبعدا بشرط أن يكون بقرار من مجلس الأمن, لكن إذا كان مجلس الأمن منقسما ولا تريد روسيا أو الصين التدخل العسكري في سوريا, فإن الأوضاع سوف تظل تراوح مكانها, في الوقت الذي يستمر فيه نزيف الدم في سوريا. ومادام أن المجتمع الدولي منقسم بشأن سوريا والمعارضة السورية منقسمة ومفتتة ومواقف الدول العربية لا تختلف كثيرا عن ذلك, وجامعة الدول العربية سقطت في غياهب الجب ولم يعد لها صوت, فإن دماء السوريين سوف تظل تنزف وتتواصل معاناتهم.