رئيس جامعة قناة السويس يتفقد امتحانات الآداب.. ويوجه بتوفير الدعم لذوي الهمم    مدبولي: الدولة تدعم وحدات الإسكان الاجتماعي ب60% من قيمتها الحقيقية    مصر للتأمين تفتح باب التقديم لبرنامج التدريب الصيفي لعام 2025    شعبة المواد الغذائية: "كلنا واحد" دعم حقيقي للمواطن ومواجهة فعالة لغلاء الأسعار    نجم ليفربول يفوز بجائزة أفضل لاعب شاب في البريميرليج    الداخلية تكشف ملابسات فيديو لمشاجرة استخدم فيها الأسلحة البيضاء بالقليوبية    تأجيل محاكمة متهمي اللجان النوعية    العرض قريبا.. سارة التونسي تجسد شخصية ريحانة في مسلسل مملكة الحرير    المانجو "الأسواني" تظهر في الأسواق.. فما موعد محصول الزبدية والعويسي؟    أسعار الفراخ البلدي تتراجع 5 جنيهات اليوم السبت (آخر تحديث)    النزول من الطائرة بالونش!    اتحاد الصناعات: الدولة تبذل جهودا كبيرة لتعميق صناعة حديد التسليح محليًا    افتتاح محطة طاقة غاز الرئيسية بمدينة الخارجة بالوادي الجديد    صحة غزة: 300 حالة إجهاض بسبب نقص الغذاء والدواء    سوريا ترحب بقرار الحكومة الأمريكية القاضي برفع العقوبات عنها    وزير الداخلية اللبناني: الدولة لن تستكين إلا بتحرير كل جزء من أراضيها    يديعوت: تأجيل تفعيل آلية توزيع المساعدات الأميركية في غزة لأسباب لوجستية    القوات الروسية تسيطر على 3 بلدات في شرق أوكرانيا    بيرو تفتح تحقيقاً جنائياً بحق جندي إسرائيلي بعد شكوى مؤسسة هند رجب    المرصد الأورومتوسطي: إسرائيل تصعد سياسة التهجير والتجويع تمهيدًا لطرد جماعي للفلسطينيين    محافظ قنا يكرم باحثة لحصولها على الدكتوراه في العلوم السياسية    كونتي ضد كابيلو.. محكمة تحدد المدرب الأفضل في تاريخ الدوري الإيطالي    بمشاركة منتخب مصر.. فيفا يعلن ملاعب كأس العرب    هيثم فاروق: بيراميدز الوحيد الذي نجح في إحراج صن داونز بدوري الأبطال    ذا أثليتك: أموريم أبلغ جارناتشو بالبحث عن نادٍ جديد في الصيف    محمد صلاح يعادل إنجاز رونالدو وهنري ودي بروين    راموس يمهد الطريق.. هل ينضم رونالدو إلى مونتيري في كأس العالم للأندية؟    النائب مصطفى سالمان: تعديلات قانون انتخابات الشيوخ خطوة لضمان عدالة التمثيل    وزيرة التنمية المحلية تعلن انتهاء الخطة التدريبية لسقارة للعام المالي الحالي    تسجل 44.. الأرصاد تحذر من حالة الطقس في مصر: موجة شديدة الحرارة تضرب البلاد ل48 ساعة    سقوط عدد من "لصوص القاهرة" بسرقات متنوعة في قبضة الأمن | صور    أزهر كفر الشيخ يختتم أعمال تصحيح الشهادة الابتدائية وجار العمل فى الإعدادية    مغادرة الفوج الأول لحجاج الجمعيات الأهلية بالبحيرة للأراضي المقدسة    البابا لاون يلتقي موظفي الكرسي الرسولي    «منزل العفاريت الظريفة» على مسرح التربية والتعليم في السويس الثلاثاء    ماجد المصري يُقبل "يد" هيفاء وهبي بحفلها في دبي (صور وفيديو)    الشامي وتامر حسني يُفرجان عن أغنية "ملكة جمال الكون"    داليا مصطفى: لا أحب العمل في السينما لهذا السبب    متحف الحضارة يستقبل وفداً رفيع المستوى من الحزب الشيوعي الصيني    إسماعيل ياسين وشادية.. ثنائي كوميدي أثرى السينما المصرية    القارئ السيد سعيد.. صوت من السماء حمل نور القرآن إلى القلوب | بروفايل    رئيس الوزراء يفتتح المقر الرئيسي الجديد لهيئة الإسعاف    استخراج موبايل من معدة مريض في عملية نادرة بالقليوبية    نائب وزير الصحة يبحث مع وفد منظمة الصحة العالمية واليونيسف تعزيز الحوكمة ووضع خارطة طريق مستقبلية    جامعة كفر الشيخ تسابق الزمن لإنهاء استكمال المنظومة الطبية والارتقاء بالمستشفيات الجديدة    مباشر.. أسرة سلطان القراء الشيخ سيد سعيد تستعد لاستقبال جثمانه بالدقهلية    التشكيل الرسمي لصن داونز أمام بيراميدز بذهاب نهائي دوري الأبطال    براتب 20 ألف جنيه.. تعرف على فرص عمل للشباب في الأردن    رئيس جامعة الأزهر: القرآن الكريم مجالًا رحبًا للباحثين في التفسير    المتحدث العسكري: الفريق أحمد خليفة يعود إلى أرض الوطن بعد انتهاء زيارته الرسمية لدولة فرنسا    خلي بالك.. رادارات السرعة تلتقط 26 ألف مخالفة في يوم واحد    رئيس جامعة المنصورة يتفقد امتحانات الفصل الدراسي الثاني بعدد من الكليات    أحياء الإسكندرية تكثف حملاتها لإزالة التعديات على أراضى أملاك الدولة    فتاوى الحج.. ما حكم استعمال المحرم للكريمات أثناء الإحرام؟    حكم طلاق الحائض عند المأذون؟.. أمين الفتوى يُجيب    الداخلية تضبط المسئول عن شركة لإلحاق العمالة بالخارج لقيامه بالنصب    تعرف على مواقيت الصلاة اليوم السبت 24-5-2025 في محافظة قنا    هل يجوز الحج عن الوالد المتوفي.. دار الإفتاء توضح    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



«والأكادة».. يقول لك ضريبة العدالة!
نشر في الأهرام اليومي يوم 05 - 06 - 2016

يتحدث بعض الاقتصاديين والسياسيين عن الضريبة على القيمة المضافة، باعتبارها ضريبة العدالة لأن جميع المواطنين والأجانب فى مصر سيدفعونها بمجرد شراء أى سلعة أو خدمة. وبما أننا لا نتوقف جميعا عن شراء أكل وملابس وأدوية وأدوات منزلية ومفروشات، ونحتاج جميعا إلى سكن ندفع ثمنه أو إيجاره، ونحتاج إلى استهلاك كهرباء ومياه وغاز و أنابيب بوتاجاز، كما نحتاج إلى استخدام المواصلات بأنواعها المختلفة سواء للنقل الداخلى أو السفر أو التليفون والموبايل، أو شراء بنزين للسيارات... وبما أننا نحتاج إلى خدمات الطبيب والمستشفى ونحتاج مدارس وجامعات لأولادنا، ونحتاج لاستخراج تصاريح وشهادات من جهات حكومية مختلفة، وبما أننا نحتاج فى الواقع الى شراء مئات السلع والخدمات بشكل متكرر، فإن فرض ضريبة تضاف على الثمن الذى ندفعه فى كل مرة يسوى بين الناس جميعا.. فالكل يدفع.. ومن يشترى أكثر يدفع أكثر. الاقتصاديون الذين يرون أن الضريبة على القيمة المضافة هى ضريبة العدالة، يقولون لنا إن الأمر أكثر عمقا من ذلك. فمنتج السلعة يحتاج إلى شراء آلات ومعدات وخامات ومستلزمات إنتاج مختلفة، وعندما يشتريها يدفع ثمنها مضافا إليه الضريبة. وعندما ينتهى من إنتاج السلعة و يقوم ببيعها تفرض الدولة ضريبة على ثمنها يتعين عليه أن يقوم بتوريدها للخزانة العامة. العدالة تقتضى إذن ألا يقوم بتوريد كامل تلك الضريبة بل يخصم منها الضرائب التى سبق أن دفعها عند شراء الآلات والمعدات والخامات ومستلزمات الانتاج (يدفع فقط على القيمة المضافة). يقولون أيضا إن هناك مشروعات كثيرة غير رسمية لا تتعامل بفواتير و لا تدفع ضرائب، وتتمكن بالتالى من بيع سلعها وخدماتها بثمن أقل من المشروعات الرسمية، وهو ما يخل بالمنافسة والعدالة. مشروع قانون الضريبة على القيمة المضافة يقول لنا إنه يحل هذه المشكلة. فعندما تقوم أى منشأة ببيع منتجاتها لمشروع لا يتعامل بفواتير ستضيف على ثمن البيع قيمة الضريبة + 3%. يعنى لو ثمن السلعة 100 والضريبة على القيمة المضافة 10% تباع البضاعة للمنشأة غير الرسمية بمبلغ 100 + 10+3= 113 جنيها. وبذلك يتصور مشروع القانون أنه قد تمت محاصرة المنشآت غير الرسمية وإجبارها على دفع ضرائب، وتحقيق العدالة بينها وبين المشروعات الرسمية. مبدئيا.. وبدون أى لبس، نحن مع تطبيق العدالة الضريبية، وتحقيق التنافسية بين المشروعات المختلفة. ولكن ماذا عن العدالة بالنسبة للمستهلك النهائى؟ فى النهاية كل مشروع سواء كان رسميا أو غير رسمى سيضيف الضريبة التى يدفعها على ثمن بيع السلعة أو الخدمة. يعنى فى الآخر الضريبة ستقع فى حجر المستهلك الذى سيتحمل قيمتها كاملة ويدفعها صاغرا، بل إنه هو فى الواقع الذى سيتحمل العقوبة المفروضة على المنشآت غير الرسمية والمتهربة من الضرائب! بجد.. أين العدالة فى ذلك؟ ثم إذا كانت الضريبة ستضاف على ثمن السلعة أو الخدمة فإن هذا يعنى رفع أسعار كل شىء وازدياد صعوبة الحياة للفقراء وأصحاب الدخل الثابت.. فما هو وجه العدالة فى ذلك؟ وزارة المالية تقول لنا إن تطبيق الضريبة على القيمة المضافة سيرفع المستوى العام للأسعار بنحو 1.3% فقط. طبعا وزارة المالية تتجاهل أن الاحتكارات لدينا ترفع سعر أى شيء أضعافا مضاعفة. وزارة المالية تتجاهل أيضا أن معدل التضخم حاليا يدور حول 10% بينما الزيادة المستهدفة فى بند الأجور بالموازنة العامة أقل من 5%، يعنى لا تكفى لتغطية الزيادة فى الأسعار سواء قبل أو بعد تطبيق الضريبة، فما هو وجه العدالة فى ذلك؟ طبعا مشروع قانون الضريبة على القيمة المضافة يترك باب الرحمة مواربا، و يؤكد إمكانية استثناء بعض السلع والخدمات بنص خاص، كما يشير إلى وجود قوائم بالسلع والخدمات المعفاة مرفقة بالقانون. إذن الأمل معقود على توسيع قائمة السلع والخدمات المعفاة لتشمل كافة السلع والخدمات التى تشكل حاجات أساسية للغالبية العظمى للمواطنين. إلا أن هذا الأمل يبدو ضعيفا فى ظل تصريح نائب وزير المالية بأنه إذا تم التوسع فى قائمة الإعفاءات فيجب أن تفرض الضريبة بسعر مرتفع حتى تتحقق الحصيلة المرجوة. وهذا هو فى الواقع مربط الفرس. الضريبة على القيمة المضافة هى ضريبة جباية.. ضريبة حصيلة. فطالما أن الناس لا يتوقفون عن شراء السلع والخدمات فى كل يوم وكل لحظة فسيستمر الدفع والجباية فى كل يوم وكل لحظة، وبذلك تكون الحصيلة مضمونة. الحكومة سبق أن أوضحت أن الزيادة المستهدفة من تطبيق تلك الضريبة خلال السنة المالية القادمة تدور حول 40 مليار جنيه. نقول للحكومة صحيح إنه فى دول العالم المختلفة توجد ضرائب تضاف على أسعار السلع والخدمات، إلا أن هناك بالأساس ضرائب مرتفعة على دخول وأرباح وثروات الأغنياء. وهذه هى العدالة. الضريبة على الدخل تصل إلى 40 % فى انجلترا وفرنسا وسويسرا، و 45% فى استراليا وألمانيا، و 50% فى اليابان و62% فى الدانمرك. الحكومة لدينا ترفض فرض ضريبة على الثروة، وخفضت الحد الأقصى للضريبة على دخول الأغنياء وكبار رجال الأعمال إلى 22.5%، وأوقفت الضريبة على الأرباح الرأسمالية للمتعاملين فى البورصة، وتعجز عن تحصيل الضرائب على دخول أصحاب المهن الحرة، ثم تريد تعويض كل ذلك بضريبة ترفع الأسعار على جمهور المواطنين. والأكادة يقول لك عدالة!
لمزيد من مقالات د. سلوى العنترى

انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.