بعيدا عن الأهواء والآراء المسبقة, فإن نتيجة الانتخابات الرئاسية في جولتها الأولي هي الأفضل علي الاطلاق بالنسبة لكلا المرشحين اللذين وصلا إلي جولة الإعادة. واذا كانت الحسابات المجمعة قد اسفرت عن تصويت نحو 40% من الذين ذهبوا للاقتراع لمصلحة مرشحي الثورة, فالأفضل لشفيق منافسة مرسي الأصولي عن مواجهة أبو الفتوح المعتدل أو حمدين الثائر. أما مرسي فإن مواجهة شفيق أهون بكثير من مواجهة أي من مرشحي الثورة علي أمل ان يقتنص بعضا من أصوات مؤيدي الثورة.. ومع التسليم بعدم وقوع عمليات تزوير ذات بال أمام صناديق الاقتراع, إلا أن هذه النتيجة تشي بوقوع تزوير وتلاعب في إرادات الناس سمحت لكل من مرسي وشفيق باختيار منافسه في الإعادة.. وهذه قصة طويلة!. وترتيبا علي ذلك فإن مرشحي الثورة كانوا ضحية الألعاب الانتخابية في أول انتخابات رئاسية حقيقية تشهدها البلاد, والكل يعلم أن أبوالفتوح بعد أن تخلي عن تشدده كان سيكسب أصوات الثوار ومناصري النظام السابق فيما لو قدر له الإعادة مع مرشح الإخوان, وكان نفس الأمر سيحدث لو قدر له الإعادة مع شفيق, حيث كان سيستقطب بسهوله, اضافة إلي الثوار, أصوات الإسلاميين بجميع تياراتهم.. وشيء من هذا كان سيحدث لحمدين. الأن المعركة تحولت, رغما عن الكثيرين, إلي مواجهة بين الإخوان والفلول وهو مايضع مناصري مصر الجديدة في حيرة مابعدها حيرة, فهل يضعون أصواتهم لمرشح النظام السابق أم يصوتون لمرشح الزمن القديم؟. شفيق لديه فرصة قليلة بغسل يده من آثام نظام مبارك الذي هيمن طوال الثلاثين عاما الماضية لنيل جانب من أصوات الثوار المناصرين للدولة الحديثة, أما الإخوان فلديهم فرصة أكبر قليلا فيما لونجحوا خلال الأيام المقبلة في الالتحاق بزماننا واقناع صوت الثورة إنهم قادرون علي قيادة الأمة نحو المستقبل بمعايير الحاضر اقتداء بمافعله مهاتير محمد في ماليزيا وأردوغان في تركيا, غير أن هذا الأمر يحتاج إلي تغيير قناعات جوهرية.. أخشي أن الوقت فات علي إجرائها. المزيد من أعمدة عماد غنيم