تدعم بريطانيا استئناف المفاوضات بين الفلسطينيين والإسرائيليين لإيجاد حل يقوم على مبدأ الدولتين كما يقول مسئولون فى الخارجية البريطانية، موضحين أن لندن تساند فى هذا الإطار الجهود الفرنسية لإجتماع التحضيرى المقرر فى باريس غدا والذى سيركز على سبل تشجيع الطرفين الفلسطينى والإسرائيلى على إستئناف المفاوضات عبر حوافز إقتصادية وضمانات أخرى عرضت دول مختلفة تقديمها لبناء إجراءات ثقة من أجل إعداد جدول أعمال لمؤتمر سلام دولى يعقد فى النصف الثانى من 2016. ويوضح سايمون ماكدونالد المسئول البارز فى الخارجية البريطانية أن بريطانيا تشجع حل الدولتين. وتشجع الطرفين على إستئناف المفاوضات”. وتتجاوز الرؤية البريطانية حل أعقد صراع فى المنطقة وهو الصراع العربى الإسرائيلى إلى هدف آخر متصل به وهو منع انتشار التطرف والعنف فى المنطقة والعالم، فإحلال السلام يمكن أن يساعد فى الجهود الدولية للتصدى للتطرف والإرهاب كما يرى المسئولون فى لندن. وبحسب مصادر مطلعة فإن وزير الخارجية البريطانى فيليب هاموند بحث موضوع عملية سلام الشرق الأوسط فى جولته الخليجية الموسعة التى شملت السعودية والكويت والبحرين والأمارات وسلطنة عمان والتى بحث خلالها أيضا الأزمتين السورية واليمنية. وقال هاموند إن علاقات بريطانيا “القوية مع دول الخليج” تتيح للطرفين فرصة “العمل معا لمواجهة التحديات فى المنطقة والتهديدات التى تتربص بنا، سواء كانت من التطرف، أو الإرهاب، أو الظروف الاقتصادية المتغيرة”. ولعب رئيس الوزراء البريطانى الأسبق تونى بلير دورا كبيرا من خلف الكواليس لإرسال رسائل إلى الأطراف الرئيسية فى المنطقة حول إستئناف عملية السلام. وقال بلير خلال مؤتمر فى لندن فى 24 مايو الماضى إن هناك فرصة فى ظل الأوضاع الراهنة فى الشرق الأوسط، أن توافق دول عربية على أن تكون أكثر مرونة فيما يتعلق بالخطوط العريضة لمبادرة السلام العربية بحيث تتخذ خطوات لتطبيع العلاقات مع إسرائيل، فيما المحادثات الاسرائيلية الفلسطينية جارية، بدلا من الانتظار لاتفاق الوضع الدائم والنهائى بين إسرائيل والفلسطينيين. وتابع: ”إذا كانت الحكومة الإسرائيلية مستعدة للالتزام بالحوار على أساس مبادرة السلام العربية، فإنه سيكون من الممكن اتخاذ خطوات تطبيعية لإعطاء ثقة لعملية التفاوض. ومع القيادات الجديدة فى المنطقة اليوم فإن هذا ممكن. الكثير سيتوقف على رد إسرائيل على المقترح وعلى المبادرة العربية وعلى الخطوات التى ستتخذها إسرائيل”. وقال بلير إنه بسبب انعدام الثقة العميق بين القيادتين الإسرائيلية والفلسطينية والقيود السياسية الصعبة على الجانبين، فإن المشاركة النشطة من قبل الدول العربية فى عملية السلام هى مفتاح النجاح. موضحا:”نحتاج إلى توسيع قاعدة دعم عملية السلام. نحتاج إلى دعم دول المنطقة. الباب بين إسرائيل والدول العربية مغلق الآن. والمفتاح هو التقدم فى المفاوضات مع الفلسطينيين”. لكن برغم تفاؤل بلير إلا أن الدبلوماسيين الغربيين يتشككون فى امكانات تحقيق اختراق كبير ما لم تقدم إسرائيل على خطوات فى المفاوضات رفضت الإقدام عليها منذ 2009 ومن ضمن ذلك مطالبة إسرائيل الفلسطينيين والمجتمع الدولى بالاعتراف بيهودية دولة إسرائيل، وقبول الفلسطينيين مفاوضات مباشرة مع اسرائيل دون شروط مسبقة بما فى ذلك وقف الاستيطان الذى تتزايد وتيرته يوما بعد يوم، ورغبة نيتانياهو فى إدخال تعديلات على مبادرة السلام العربية لتأخذ فى اعتبارها التطورات التى استجدت فى المنطقة منذ أطلقها ملك السعودية الراحل الملك عبد الله بن عبدالعزيز عام 2002. ويعزز القلق كذلك فشل مباحثات حكومة وحدة وطنية مع حزب “الاتحاد الصهيوني”، يسار الوسط، ودخول حزب “إسرائيل بيتنا” اليمينى المتطرف فى الائتلاف الحكومى وتعيين افيغدور ليبرمان وزيرا للدفاع وهو ما أثار الضيق فى واشنطنولندنوباريس وعواصم عربية من بينها القاهرة. ورغم أن بلير أنهى دوره كممثل للجنة الرباعية لسلام الشرق الأوسط منذ شهور إلا أنه ظل يتحرك بشكل مستقل من أجل استئناف المفاوضات بين الفلسطينيين والإسرائيليين. وخلال الأشهر القليلة الماضية زار إسرائيل ودولا عربية مرات عدة.