بالرغم من البيانات العديدة التي صدرت من كثير من الإيبارشيات ومنها لوس أنجلوس وهاواي وفلوريدا بالولايات المتحدةالأمريكية وإيبارشية الإسكندرية صاحبة الحق الأعلي في الاختيار في أن يتم اختيار البابا البطريرك من الآباء الرهبان. وكذلك التصريحات الحازمة لقائم قام البطريرك بأنه لا يجوز انتقال أسقفة أيبارشية إلي الكرسي البابوي, أقول بالرغم من ذلك نجد أن هناك اصرارا من كثيرين من المطارنة والأساقفة في الترشح للكرسي البابوي! ولجميع هؤلاء اسجل أخطر وثيقة تم العثور عليها من تراث البابا يوساب البطريرك 115 وتعود إلي فترة أوائل الخمسينات لعلها تكون حافزا للتمسك بتقاليد الكنيسة. في نحو عام 1951 أرسل القمص مينا البراموسي المتوحد (فيما بعد البابا كيرلس السادس البطريرك 116) وكان وقتها رئيس دير الأنبا صموئيل بجبل القلمون بالرسالة التالية إلي البابا يوساب (1946 1956) البطريرك 115 قال فيها: (إن سمعتم صوته فلا تقسوا قلوبكم.. قداسة المطران المكرم الأنبا يوساب مطران كرسي جرجا وليس هو بطريرك الكرازة المرقسية أدام الله حياته. هذه رسالة أكتبها لقداستكم لي ثقة في يسوع المحبوب أن تحوز القبول لديكم.. قال السيد المسيح له المجد: طوبي لصانعي الصلح والسلام فإنهم أبناء الله يدعون. فالآن اصبحت سلامة الكنيسة والشعب كله مفقودة فألتمس باسم يسوع المسيح المحبوب أن تعقد مجمعا مقدسا وتعلن الخطأ الذي وقع فيه الآباء المطارنة الذين يطمعون في الكرسي البطريركي. وبعد ذلك تنتخب لجنة للبحث في الأديرة عن ثلاثة من الرهبان أتقياء, مساكين بالروح, مشهود لهم من الجميع, وتنادوا بصوم ثلاثة أيام, وتلقي القرعة الهيكلية. والذي يختاره الرب تجعله وكيلا لقداستكم وبعد تمتعكم بالعمر الطويل والحياة الهنية يكون بطريركا خلفكم فإذا فعلت هذا أفرحت السمائيين والأرضيين. ويكتب لك تاريخ بماء الذهب ويعطيكم الرب أجرا سمائيا وأكليلا ممجدا ويحسبك مع مصاف القديسين لأنك أنقذت الكنيسة من محنة شديدة. فهل بعد هذه الكلمات الواضحة والصريحة والمخلصة من راهب شجاع ومستنير, مازال المطارنة والأساقفة متمسكين بترشحهم علي الكرسي وهو الأمر الذي يتنافي مع القوانين الكنسية هل آن الأوان ليعمل المجمع المقدس علي إنقاذ الكنيسة من محنة شديدة مقبلة.. الله يسمع ويري ويدبر كل شيء صالح.. والشعب يصرخ من أجل سلامة الكنيسة الواحدة الوحيدة المقدسة الجامعة الرسولية. د. مينا بديع عبدالملك أستاذ الرياضيات بهندسة الإسكندرية