وضع الشعب المصرى القوي العظمي في العالم فى حيرة دائمة بسبب ردود الأفعال غير المتوقعة منه تجاه الأحداث التي يتعرض لها سواء كانت سياسية أو إجتماعية أو اقتصادية وجاءت هذه الحيرة بعد ان تعرض المصريين لما يسمونه "إختبارات نفسية " متلاحقة فى محاولة من هذه الدول للتوصل إلي فك طلاسم الشخصية المصرية حتي يمكن السيطرة عليها وتحريكها كما يريدون لتحقيق أهدافهم الدفينة وأولها تفتيت النسيج المصري مستخدمين مبدأ "فرق .. تسد" وهو مصطلح سياسي عسكري أقتصادي لاتيني الأصل "divide et impera" ويعني تفريق قوة الخصم الكبيرة إلى أقسام متفرقة لتصبح أقل قوة وهي غير متحدة مع بعضها البعض مما يسهل التعامل معها!! وعلي الرغم من أن حادث الطائرة المصرية المفقودة الأخير مأساوياً بكل المقاييس وسادت بسببه حالة من الحزن ليس فقط في بيوت أسر ضحاياها ولكن خيم الحزن علي مصر من شرقها لغربها ومن شمالها لجنوبها وظهر هذا جلياً علي مواقع التواصل الإجتماعي وفي أماكن التجمعات الشبابية حتى أن الأطفال أيضاً لم يتوقفوا عن الأسئلة لمعرفة أخر الأخبار كأنها حدوتة قبل النوم .. إلا أن هذا لم يمنع المصريون كعادتهم في التعامل مع المشاكل والكوارث للإصطفاف والتكاتف لإنقاذ شركة مصر للطيران من السقوط كطائرتها بعد دعوات بعض المغرضين بالتشكيك في الإمكانيات البشرية والفنية لتلك الشركة العريقة وما لحق بها من خسائر مادية ومعنوية على خلفية الحادث الذي لا تزال أسباب وقوعه مجهولة حتى الآن .. حيث دشنت أكثر من حملة إلكترونية علي مواقع التواصل الإجتماعي كان أكثرها تفاعلا هاشتاج "#سأسافر_مع_مصر_للطيران" وأجمع مغردو موقع "تويتر" على أن حادثة سقوط الطائرة المصرية لن تثنيهم عن السفر علي خطوط شركة "مصر للطيران" في رحلاتهم القادمة وقد شارك في هذه الحملة نشطاء من الدول العربية الأخري كالإمارات والسعودية تضامنا مع الشعب المصري، ويرجع تاريخ تأسيس شركة للطيران في مصر إلي شخص يدعي "كمال علوي " الرجل الذي سافر إلى باريس وتعلم الطيران هناك وبعد عودته دعا إلى إنشاء شركة طيران وطنية وبعد الكثير من المباحثات تم الإتفاق على تكوين الشركة .. وفي يومي 23 و25 أبريل 1932 تم تأسيس الشركة بالتصديق على العقد الابتدائي ثم صدر مرسوماً ملكياً يوم 7 مايو من نفس العام بإنشاء الشركة ثم تولي الإقتصادي المصري طلعت حرب تأسيس البنية الأولية للشركة بالتعاون مع شركة Airwork البريطانية تحت مسمى Misr Airwork. وقد كان في البداية تشغيل الطائرات مقصوراً على الرحلات الخاصة والطائرات المؤجرة ثم بدأت عملياتها بعد عام من تاريخ إنشاؤها وبالتحديد في 30 يونية 1933 عندما وصلت أول طائرتين جديدتين إلى مطار ألماظة من إنجلترا وكانتا نواة للخطوط المنتظمة وفي يولية 1933 بدأ أول خط منتظم بين القاهرة والأسكندرية وكان الركاب يتجمعون بمكتب مصر للسياحة أمام فندق شبرد بشارع إبراهيم باشا (الجمهورية حالياً) في وسط القاهرة حيث تقلهم السيارات بعد ذلك إلى مطار ألماظة. وفي 15 فبراير 1934 أمتد عمل الشركة إلي خارج الحدود المصرية وكان أول خط بين القاهرة وفلسطين وفي عام 1936 كانت الشركة هي أول شركة طيران في العالم تهبط في المدينةالمنورة بالمملكة العربية السعودية. وخلال الحرب العالمية الثانية تولت الحكومة المصرية إدارة الشركة وفى عام 1948 ظهرت المضيفات لأول مرة على طائرات مصر للطيران .. ثم تم تغيير اسم الشركة إلي Misr Air عام 1949 وفي يناير سنة 1961 إنضمت شركة مصر للطيران والسورية للطيران تحت مظلة شركة جديدة هي "الخطوط الجوية العربية" وكان ذلك نتيجة للوحدة السياسة التي قامت بين مصر وسوريا حينئذ وظلت مصر للطيران تحمل هذا الاسم حتى أكتوبر 1971 إلي أن تم تغيير إسمها إلي مصر للطيران "Egypt Air" وأخيراً عام 2002 تم إعادة هيكلة الشركة وتحويلها من مؤسسة حكومية إلي شركة قابضة وتسع شركات تابعة لها وذلك لتحسين الكفاءة الخدمية والربحية لتصبح الآن مصر للطيران سابع شركة طيران علي مستوي العالم تقدم خدماتها الجوية لأكثر من 80 وجهة حول العالم . وإذا كان الحادث بفعل فاعل أو مقدراً فإن مصر التي ذكرها الله سبحانه وتعالي في كتابه الكريم ستظل بموقعها الجغرافي المتميز وثرواتها الكامنة في الأرض مطمع للطامعين والحاقدين ولكنها أيضاً كما جاء في التاريخ ستبقي مصر "مصيدة للغزاة والمستعمرين " ولن تنتهي الإختبارات النفسية للمصريين وإن تغيرت أشكالها !! [email protected] لمزيد من مقالات د.دعاء قرنى