التداخلات الكبيرة التى تشهدها المنطقة العربية خلال السنوات الأخيرة والصراع الداخلى فى أغلب دول المنطقة خاصة الذى بدأ فى أواخر 2010 جعل الكثيرين يسارع بالتساؤل متخوفاَ أحيانا وحذرا مرة أخرى ومحذراً هل تشهد المنطقة سايكس بيكو جديدة؟ وهل المنطقة مقبلة على إعادة رسم أخرى؟ وهل نفس الظرف التاريخى الذى كان منذ مائة عام هو نفسه؟ وهل الشعوب العربية ذاتها التى عاصرت وفرض عليها سايكس بيكو الأولى؟ وهل الجغرافية العربية قابلة لمثل هذا النوع من التداخلات؟ وهل ايضا التيارات والكتل السياسية التى تملأ فضاء السياسية العربية على إستعداد لقبول أو رفض تكرار أمر آخر؟ هل الظرف الدولى أو بمعنى آخر ما موقف القوى العظمى التى اختلفت عن إنجلتراوفرنسا إلى الدولة العظمى الولاياتالمتحدة ومعها روسيا والصين إحدى القوى الصاعدة أو أوروبا القارة المتأثرة بشكل مباشر بأى تغيير فى جغرافية المنطقة هذه بعض العوامل والتساؤلات التى قد تحدد السيناريو الذى يواجه العرب بعد مائة عام من سايكس بيكو ومعاهدة سيفر ومؤتمر سان ريمو 1920 وهو المؤتمرالذى عقده المجلس الأعلى للحلفاء 19 الى25/4/1920 في مدينة سان ريمو بإيطاليا وكان إمتدادا لمؤتمر لندن فبراير 1920الذي بحث شروط الحلفاء للصلح مع تركيا والمصادقة عليها بعد إعلان سورية إستقلالها ومناداتها بالأمير فيصل ملكاً عليها في "المؤتمر السوري العام" المؤتمر السوري العام في الثامن من مارس 1920 لتصدر عنه معاهدة سيفر التي رسمت جغرافية المنطقة العربية حسب مصالح دول الحلفاء و تقسيم سورية الكبرى إلى أربعة أقسام هى سورية ولبنان والأردن وفلسطين وتوضع سورية ولبنان تحت الإنتداب الفرنسي وفلسطين والأردن تحت الانتداب البريطاني بالإضافة إلى العراق وقد تسبب وضع فلسطين تحت الإنتداب البريطاني في إندلاع صدامات واسعة بين اليهود والعرب في مدينة القدس وقد أثارت قرارات المؤتمر التى لم يعلن عنها الا فى فى 15 مايو 1920 بما فيها من إجحاف وغدر بالعرب وخيانة للوعود المقطوعة ويتضمنها نص وعد بلفور وإنشاء الوطن القومي لليهود في فلسطين مشاعر والحزن والغضب والثورة لدى الشعب العربي الذي كان ينتظر الاستقلال التام مكافأة له على دوره في الحرب من جهة أخرى. وكان المؤتمر السورى قد اجتمع فى 8 مارس 1920م واتخذ عدة قرارات تاريخية تنص على إعلان استقلال سوريا بحدودها الطبيعية استقلالاً تاماً ردا على المطالب الصهيونية في إنشاء وطن قومي "يهودى" لليهود في فلسطين وإنشاء حكومة مسئولة أمام المؤتمر الذي هو مجلس نيابي وكان يضم ممثلين إنتخبهم الشعب في سوريا ولبنان وفلسطين وتنصيب "فيصل بن الحسين" الأمير فيصل بن الحسين ملكًا على البلاد وأستقبلت الجماهير المحتشدة في ساحة الشهداء هذه القرارات بكل حماس بالغ باعتبارها محققة لآمالهم ونضالهم من أجل التحرر والاستقلال لكن فرنسا اعترضت على ذلك واحتلت سوريا وبعدها رديت بريطانيا بتعيين فيصل ملكا علي العراق. والسؤال المطروح الان فى ظل ما تموج به المنطقة من ا ضطرابات هل توشك الدول التي نشأت فى أعقاب سايكس بيكو في عشرينيات القرن الماضي على الإنهيار؟ هل تشهد المنطقة إعادة رسم لحدودها؟ شارك فى إعداد الملف: محمد جميل رانيا شعلان سالي رفعت محبمد عده سحر حسنى عصام صلاح عبود ماهر أحمد عبدالعال مروة عزت عبدالفتاح محمود محمد منير