فى إجابة سريعة ومختصرة جدا، يمكننا أن نقول عن الزواج ناجحا، متى إستكان القلب، وهدأ فى رحاب شريك الحياة.. فكثير من الناس يسأل، هل ينجح الزواج، إذا سبقه الحب، أم إذا كان التعارف قبله تقليديا عن طريق الأسرة، بما يطلقون عليه "زواج صالونات" ؟! والحقيقة أن النتيجة النهائية هى ما تهمنا دائما، مهما أختلفت الطرق المؤدية إليها. فالعثور على شريك حياة "مناسب" تقضى معه عمرك، من منتصف فترة الشباب وحتى تشيخ معه، هى منحة إلهية كبيرة جدا، ورائعة فى نفس الوقت. فتأملوا معى، أن يكون القلب مرتاحا، ومطمئنا بجوار إنسان يشعر بطيبته ورعايته له، يريد أن يقضى أكثر الوقت معه، قد يستغنى عن الجميع به، لا يتغاضب معه، أو يختلف كثيرا، بل تكون لهم "بعض" الرغبات المختلفة التى يحترمونها، ويتم تلبيتها فى هدوء مريح للطرفين. أهدافهم فى الحياة متقاربة، تكمل أحلامهم بعضها، يخلقون صداقة جميلة داخل شراكة الزواج التقليدية. ولهذا نقول أنه، رغم أن الزواج عن حب له مميزاته، كالذكريات الجميلة التى يتشاركها الزوجان، والاستمتاع بتخطى بعض الصعوبات التى واجهتهما، إلا أنه ليس بالضرورة قد يخلق زواجا ناجحا، فكثير ممن تزوجوا عن حب، أنفصلوا بمشكلات كبيرة. وكذلك ممن تزوجوا زيجات تقليدية، حرصوا فيها على التوافق الدقيق فى كافة الإهتمامات والأهداف، وحتى الهوايات، لكن بعضهم لم يحالفه النجاح أيضا،عندما أصبح الزواج واقعا يعيشونه !! وفى الحالتين السابقتين، يتزوج الناس وكأنهم لم يتزوجوا، لأنهم يشعرون بأرواحهم تهيم منفردة بعيدا عن مؤسسة الزواج حتى وإن كان هذا الزواج يلبى كل إحتياجاتهم الإجتماعية والمادية. والمشكلة التى قد يقع فيها الأزواج الجانحون بعيدا عن شركائهم هى شعورهم الدائم بالحاجة للإحتواء العاطفى، فتراهم يبحثون عن الحب والأهتمام، لأنهم لم يتلقوه من شركائهم. أما إذا كان الإنسان محصنا بالحب من شريك حياته، فلن يهتز قلبه أبدا لغيره، لأنه "يسكن" إليه كما ورد فى التعبير القرآنى البليغ حين قال الله تعالى : "ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجا لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة" فسكينة القلب أعلى مراتب الحب، والمودة هى وقود الاستمرار لتلك الحالة الرائعة التى يعيشها القلب، أما الرحمة فهى تعبر عن اللين عند الاختلاف لتمر أى مشكلة قد تواجه الزوجين دون أن تترك أثرا، قد يتراكم مع السنوات، ثم يحدث شرخا فى هذه العلاقة الجميلة. ومتى تحققت سكينة القلب للزوجين معا، كان الزواج ناجحا، سواء كان عن حب أو تقليديا، أما إذا ظلت القلوب فارغة تبحث دوما عمن يملأ فراغها، كان هذا زواجا فاشلا، فالطرق مختلفة، والقلوب متباعدة، وعطشى للحنان والاهتمام من أى مصدر خارجى، ولو بكلمة أو سؤال. [email protected] لمزيد من مقالات وفاء نبيل