كثيرون يتحدثون عن الحب، وقليلون مروا به حقاً، كثيرون يخدعون باسم الحب، وكثيرون يعتقدون أن مشاعرهم مشاعر حب، والحقيقة أن القليل منهم من يعيش حقاً الحب، حتى من الأقوال المنتشرة فى المجتمع هى (نهاية الحب الزواج) وفلان يعيش فى قصة حب، وهكذا وأنا أرى أن بداية الحب الزواج، وليس نهايته والإنسان لا يعيش فى قصة حب بل إن حياته نفسها تكون حباً وسعادة فإن كلمة يعيش فى قصة حب تعنى أنه يجب انتهاء هذا الحب فى وقت قصير، وتعنى أن له فترة صلاحية لأن لا توجد قصة بلا نهاية أبداً ولكن الحب الحقيقى يعيش أبدا فى الحياة، وبعد الوفاة وفى جنة الخلد إن شاء الله. والحب الحقيقى هو الذى يبدأ فى علاقة رسمية تتمم بالزواج الذى يزيد الحب أكثر وأكثر، والحقيقة العلمية التى قد تكون صاعقة للبعض أن الحب لا يبدأ إلا بعد الزواج بفترة لا تقل عن ستة أشهر، لأن الحب ينتج عن معاشرة يومية فى بيت واحد بالطبع، أنا أقصد الحب العاطفى ولا أقصد مثلاً حب الصديق لصديقه، ولذلك نرى فى مجتمعنا الكثيرين ممن تزوجوا بعد قصة حب قوية، كما يقولون ويحدث بعد الزواج بشهور قصيرة الطلاق لأنهم فى الحقيقة كانوا معجبين ببعض، ومتمسكين ببعض غريزياً وفطرياً بحكم ميل الرجل للأنثى، وميل الأنثى للرجل، ولذلك حين تزوجوا وعاشروا بعضا اكتشفا أنهما لا يصلحان لبعض، وأنا شخصياً شاهدت هذه الحالة مع شخصيات أعرفها، ولو كانوا حقاً يحبون بعضا لاستطاعوا إصلاح ما بينهم ولكنهم لا يحبون بعض حقاً، وقد يكون الطرفان ممتازين ولكنهما لا يصلحان لبعض وبسبب ما يسمى بالحب قبل الارتباط الرسمى جعلهما لا يريان صفات الآخر بكل دقة وانتباه مما أدى لمشاعر خطأ مع الشخص الخطأ، والتمسك بالشخص الخطأ، حتى الزواج ويكونان بسبب هذه الحالة قبل الزواج كل منهما تخيل أن الآخر سيفعل ما لا يدركه الخيال من أجل إسعاده، ويتخيل خطأ أنه سيتزوج شخصاً لا يخطىء (ملاكاً) وهذا غير واقعى، وغير حقيقى أبداً لدرجة أن البعض منهم لا يتخيل أبداً أن حبيبه عذراً يدخل الخلاء، كباقى البشر، وحين يتزوجان يفاجأ كل منهما بأن الآخر ليس ملاكاً كما اعتقد خطأ، الرجل الأنيق تراه جالساً على الأريكة بالفانلة الداخلية، وهو يراها لمه شعرها لمه عجيبة الشكل جداً وتغير فى الشخصيات، التى كانوا يعتقدونها ومسئولية الزواج وغيرها مما يظهر بعد إزالة الغشاوة العاطفية ويظل الحلم الجميل ينهار شيئاً فشيئاً حتى تموت المشاعر تماماً بسبب تخيل عجيب، وبرج عال بنياه للآخر ليس حقيقيا ولن يحدث قط لذلك وكل إنسان لديه عقلان عقل تحليلى للأفكار المنطقية الصحيحة، وعقل عاطفى أنا أحث أى إنسان أن يعمل عقله التحليلى فى بداية أى علاقة، ولا يترك مشاعره تتحرك إلا بعد دراسة عميقة وارتباط رسمى (قراءة فاتحة , خطوبة , كتب كتاب( وأقول لكل إنسان زواج الصالونات ليس بعبعا كما يعتقدون بل إن الدراسات تقول إن نسب الطلاق فى الزواج العاطفى، أعلى بكثير من زواج الحب، بل إنى اطلعت ذات مرة على دراسة نتائجها تقول إن 85% من المطلقات تزوجن بعد قصة حب، و15% من المطلقات تزوجن زواج صالونات. وأخيراً أريد أقول لكل إنسان إن الحب جميل فلا تلوثه بالاختيار الخاطئ ويجب أن يكون إعجاب بالشخص وروحك تقبله. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (الأرواح جنود مجندة ما تعارف منها ائتلف وما تناكر منها اختلف) رواه مسلم، وقال صلى الله عليه وسلم بسند حسن: (تخيروا لنطفكم) وقال (صلى الله عليه وسلم) : (تنكح المرأة لأربع لمالها ولحسبها وجمالها ولدينها فاظفر بذات الدين تربت يداك) رواه البخارى ولم يقل (صلى الله عليه وسلم) فاظفر بحبيبتك وهذا لا يعنى أبداً أن الحب الخطأ بدليل أن الله سبحانه وتعالى قال:( وَمِنْ آَيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِى ذَلِكَ لَآَيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُون). آية 21 سورة الروم وكلمة مودة معناها محبة. وكل ما أردته أن نحسن الاختيار، ونفكر جيداً فى أى علاقة بعقلنا التحليلى وليس بالعقل العاطفى، وبعد حسن الاختيار بإذن الله والتوكل على الله واستخارة المولى عز وجل سنستمتع بالحب الحقيقى الرائع الذى يزداد يوماً بعد يوم بل يزداد كل دقيقة مع الرحمة والسعادة الرائعة.