حضرت من أسبوعين البيان العملى «مجد 14» لسلاح المدفعية.. البيان يدور حول صد وتدمير هجوم للعدو على بعض الأهداف. البيان استخدام لعناصر المدفعية فى الدفاع على مساحة أرض عمقها أكبر من 20 كيلو متراً والمواجهة 10 كيلو مترات تقريباً. استطلاع المدفعية ومراكز مراقبته رصدوا قوات للعدو تجهز نفسها بأعمال عدائية محتملة على عدة مواقع حددوا إحداثياتها أى حددوا مواقعها... بهذا البلاغ بدأت معركة صد وتدمير قوات العدو بمشاركة فوق التسعة أنواع مدافع وصواريخ.. بعضها قصف مباشر والآخر غير مباشر وكلاهما جهنم الحمراء تقذف نيرانها التى لا ترحم على أعدائنا!. المعركة وإن شئت الدقة البيان استمر قرابة الثلاث ساعات.. البلاغات خلالها لم تتوقف محددة أهدافاً جديدة للعدو على مسافات مختلفة. البلاغ الذى تسمعه وقت استقبال القائد المسئول له.. ما بينه وبين تحرك مدافعنا أو صواريخنا واحتلالها لمواقع الضرب وقيامها بإطلاق داناتها أو صواريخها وتدميرها للهدف أو للأهداف.. الفارق الزمنى ما بين الإبلاغ والتدمير كان لحظات فى إحساسنا من سرعة رد فعل رجال المدفعية!. رأيناها لحظات رغم أنها على أرض الواقع عملية معقدة بالغة الدقة فيها إجراءات كثيرة يتخذها القائد. تحليل للبيانات وتحديد للمسافات على ضوء رصد مراكز المراقبة وعناصر استطلاع المدفعية للأهداف.. ثم تحديد نوعية سلاح الرد مدفعية أم صواريخ وأمور أخرى تحكمها عمليات حسابية تحدد زوايا القصف وخطوط المرور!. كل هذه الإجراءات تتم فى لا وقت ولا خطأ والنتيجة علنية يراها الجميع فى الهدف الذى تم تدميره!. الذى عشته وشاهدته فى بيان المدفعية.. تمنيت أن تكون مصر كلها معى تعيشه وتشاهده!. مصر تشاهد خير أجناد الأرض عن حق وبحق!. تشاهد كفاءة قتالية الامتياز لا يوفيها حقها!. تشاهد مصر كفاءة لم تأت من فراغ إنما بعرق وجهد وإعداد ونظام والتزام وولاء وانتماء!. تشاهد كفاءة قتالية عظيمة من جنود وضباط صف وضباط أغلبهم.. وهذا قمة التحدى.. دفعة تَخَرُّج حديثة سواء من مدرسة ضباط الصف أو الكلية الحربية.. هم نتاج ثلاثة أشهر فقط تدريب!. كفاءة قتالية مثال حالها يقول اطمنى يا مصر «طول» ما جيشك العظيم موجود!. مثل أى مصرى شعرت بالفخر وأنا أرى شباباً مصرياً على هذه الدرجة من الاستعداد والإتقان فى وقت تدريب قياسى بكل المقاييس!. شعرت بالارتياح لامتلاكنا أحدث الأسلحة والأهم قدراتنا الفائقة على استيعابها واستخدامها.. بل وتطويرها!. نعم.. بسم الله ولا قوة إلا بالله.. تطويرها ولا أملك الحديث فى تفاصيل!. أقول الحقيقة ولا أبالغ لأنها والله هى الحقيقة بصرف النظر عن أغلبنا إن عرفها لن يصدقها!. الحقيقة أن أغلبية الشعب لم تتح أمامه مرة واحدة على مدى سنوات طويلة فرصة التعرف على قدراته الحقيقية!. جيشك يا مصر هوالمؤسسة العظيمة التى أوجدت لنفسها بنفسها هذه الفرصة بعد هزيمة 1967!. العدو على القناة ولا أمل فى تحرير الأرض إلا بتفجير طاقات هذا الجيش الكامنة.. وحدث!. استعوضنا ما استطعنا تعويضه من عِتَاد فى حدود الإمكانات التى معنا والقيود المفروضة علينا.. ولم يكن ذلك كافياً لتحرير 61 ألف كيلو متر مربع محتلة!. كان لابد من حل نملكه ووجدناه فى العقول المصرية العبقرية التى حولت الأحلام إلى واقع والأسلحة محدودة الكفاءة إلى حكاية لا سقف لها!. عرفنا كيف نستفيد من أسلحة الحرب العالمية الثانية!. طورنا وأضفنا واخترعنا وأجبرنا العالم على احترامنا!. قبل أن يساوركم الشك فى قدراتنا على التطوير والإضافة.. أود طمأنة حضراتكم أن ما فعلناه بالأمس القريب قبل وأثناء حرب أكتوبر وما نفعله الآن.. لا هو طفرة ولا هو صدفة.. إنما هو واقع يستند إلى واقع وحقيقة يعرفها العالم كله وليس بإمكانه أن ينكرها.. وللأسف نحن الوحيدون الذين نسيناها وربما أغلبنا لا يعرفها!. كم مصرياً ومصرية يعرفون هذه المعلومات؟. المصريون أول من اخترعوا المدفع!. أول مدفع سمع العالم كله عنه اخترعته مصر!. المصريون اخترعوا واستخدموا أول مدفع عرفه العالم فى دفاعهم عن أرضهم وقتالهم ضد الحملة الصليبية بقيادة لويس التاسع سنة 1250 ميلادية فى معركة دمياط والمنصورة. وليس هذا فقط واعرفوا التالى... المصريون فى عام 1260ميلادية أول من استخدم البارود فى معركة عين جالوت ضد الصليبيين.. والغرب استخدموا البارود فيما بعد بنفس الاسم الذى أطلقه المصريون على البارود!. أعود لاختراع المدفع وأترك الوصف لمؤرخ فرنسى وفارس فى حملة لويس التاسع اسمه جوانفيل وهذا ما كتبه بالحرف: «كنا نحرس الأبراج فى ذات ليلة حيث أحضر المسلمون آلة لم يستعملوها من قبل يقذفوننا منها بشىء ملأ قلوبنا بالدهشة والرعب!. نار مستقيمة كأنها اسطوانة كبيرة وذيلها مثل الحراب الطويلة». الوصف الذى قاله الفارس والمؤرخ الفرنسى لحملة لويس التاسع.. ينطبق على الصواريخ التى تظهر خلفها ألسنة اللهب الناتج من اشتعال المادة القاذفة. يكمل المؤرخ الفرنسى كلامه قائلا: «ذات دوى يشبه الرعد وكأنها جارح يشق السماء». كلام المؤرخ يؤكد أن السلاح الذى استخدمه المصريون كان يعتمد أساساً على البارود.. سواء كان مكحلاً «مدفع» أو قاذفاً صاروخياً.. وإن كان الوصف ينطبق أكثر على القاذف الصاروخى!. ويكمل جوانفيل وصفه للسلاح المصرى بقوله: «القذيفة أشبه ببرميل مشتعل من حامض النبيذ فى ذيله عمود من نار يساوى طول عمود المزراق العظيم الاشتعال وهى تحدث دوياً هائلاً مثل الرعد كأنه تنين طائر فى الفضاء وأضاءت جوانب المعسكر الصليبى حتى أصبح الليل فيه كالنهار». انتهى كلام المؤرخ الفرنسى.. شاهد منهم.. فارس حارب ومؤرخ كتب.. شهادته أن لويس التاسع وجيشه فوجئوا بالمصريين يستخدمون سلاحاً لم يروه من قبل.. أول مدفع فى التاريخ.. اخترعه المصريون وحارب به المصريون وأوروبا مندهشة مرعوبة!. فى القرن التالى.. أى القرن ال 13.. نجد كتاب «الأنيق فى المجانيق» يتحدث عن ظهور سلاح آخر «مكاحل النفط»!. المدفع الجديد مصنوع من نحاس وحديد.. توضع فى ماسورته «البندق» وهى كرات حديد تنطلق عندما يشتعل البارود فى خزانته. وهذا السلاح مركز صناعته فى مسابك المدافع التى كان اسمها «سَبْك المكحلة» وهذه المسابك خلف القلعة. فى القرن ال 14 انبهرت وانزعجت أوروبا من سلاح عربى جديد!. مدفع له ماسورة و «سِبْيََّة» تتحرك بواسطتها الماسورة.. الغرب المنزعج فى وصفه للسلاح الجديد قال: «يوضع فى الماسورة شىء ما.. ثم يقترب من الماسورة فرد واحد فقط يُقَّرِب منها عصا حديد فى طرفها لهب ودخان وتنطلق من الماسورة كرة من الحديد». كيف عرف الغرب المدفع الجديد الذى يمتلكه العرب؟. عرفوا خلال حصار العرب لمدينة إسبانية ودارت معركة عندما هاجم الجنود الإسبان المدينة لفك حصارها ليفاجأوا بما لم يخطر على ذهن أوروبا كلها!. العرب لديهم سلاح عجيب!. ما إن تقترب النيران من ماسورته تخرج منها نيران ودخان وقذائف مدمرة مع صوت كالرعد!. عندما سقطت القذائف على الجنود الإسبان انطلقوا هرباً فى كل اتجاه يبعدهم عن جهنم التى يمتلكها العرب!. الإسبان لم يترددوا لحظة.. قرروا فوراً عدم محاربة هذه القوة المجهولة!. انسحب الجنود الإسبان بعيداً عن المدينة ولم يعودوا ثانية!. انتشرت فى أوروبا الأنباء المقلقة المزعجة المرعبة عن القوة المجهولة التى تقذف القذائف المدمرة محدثة رعداً وصوتاً ودخاناً ولهباً ولا تعرف الرحمة!. هذا كلامهم وذاك وصفهم لما يملكه العرب واعتراف صريح بتخلفهم عن العرب!. اثبتت الأيام وقتها أن قوة النيران الأساسية فى الحرب اخترعها المصريون فى دفاعهم عن أرضهم ضد حملة لويس التاسع الصليبية!. وقت تدنست أرض مصر باحتلال.. ظهرت العبقرية المصرية واخترعت أول مدفع فى العالم ولعله كان قاذفاً صاروخياً أكثر من مدفعاً!. الاختراع المصرى الفذ والاستخدام المصرى المذهل.. أذهل الفرنسيين وربما كان الدافع لهم لأن يفكروا ويخترعوا ويمتلكوا ما يكسبون به حرباً!. العرب استمرت صحوتهم فترة!. المصريون طوروا اختراعهم واستمر التطور الإعجاز حتى القرن ال 14 واختراع سلاح آخر.. جعل الإسبان يرفعون الراية البيضاء عندما حاولوا فك أسر مدينة إسبانية يحاصرها العرب.. فجاء الرد من مدافع العرب التى أدخلت جنودهم فى نوبة فرار فى كل اتجاه وأى اتجاه يبعدهم عن جهنم الحمراء التى يمتلكها العرب!. الإسبان قرروا عدم العودة للمدينة المحاصرة!. الإسبان عرفوا أن العرب قوة هائلة تملك أسلحة فتاكة!. ... الفرنسيون والإسبان والغرب كله تعلم الدرس من العرب.. فانطلقوا على أمل اللحاق يوماً بالعرب!. بدأوا فى الغرب التقدم وبدأنا نحن العرب فى التأخر!. قررنا نحن العرب التأخر!. لم يكن قراراً اتخذناه إنما وَهمُ صدقناه!. أخطر الأخطار على الإنسان عندما يُصَدِق أن القمة له مهما حدث والنجاخ مُجبَر أن يلازمه والمستحيل يحميه من أى مخلوق يحاول اللحاق به!. عندما تُصَدِق نفسك ولا تسمع إلا نفسك بكل غرورها!. عندما تقع أسيراً لنفسك.. أعلم أن وقوعك حتمى وأنها مسألة وقت!. الغرب يتقدم بسرعة مذهلة والعرب يتقدمون للخلف بسرعة أكبر!. العرب صدقوا أنفسهم ولم يتخيلوا للحظة أن الأراضى التى يحتلونها فى إسبانيا من قرون ممكن أن تثور عليهم!. الغرور تملك العرب وعندما يعرف الغرور طريقه لك.. إعرف أن السقوط أقرب ما يكون إليك!. الفساد انتشر وهو كفيل بإسقاط أعتى الإمبراطوريات!. استمر الغرب فى تقدمه فى الوقت الذى فيه التَغّييب بحر فيه يغرق العرب!. سواء كان التغييب بفعل فاعل من الخارج أو صناعة محلية.. الأمر واحد لأن الأمة التى حكمت العالم يوماً.. أحد لم ينَوِّمها أو يخبرها أنها هى من فعلت بنفسها كل هذه النواقص!. الفرنسيون الذين يوماً على لسان مؤرخهم وفارسهم جوانفيل «انبهروا وانزعجوا بل واترعبوا» من اختراع المصريين لأول مدفع فى العالم.. هم أنفسهم الفرنسيون الذين وعوا الدرس وقرروا أن يكونوا يوماً مثل من اخترعوا أول مدفع!. قرروا وأخلصوا فوصلوا.. وجاء اليوم على من اخترعوا أول مدفع فى العالم لأن يستوردوا سلاحا من كانوا يتمنون أن يكونوا مثلنا يوماً!. هل نستطيع أن نعيد سيرتنا الأولى.. وقت اخترعنا أول مدفع فى العالم!. طبعاً نستطيع لأننا المصريين عندنا كل مقومات النجاح بل والإبهار!. نفعل ذلك عندما نستشعر الخطر.. وفعلناه قديماً وهزمنا التتار!. فعلناه عندما هزمنا وأسرنا لويس التاسع فى حملته الصليبية!. حققناه بعد هزيمة 1967 وكانت كافية لكسر مصر وتيئييس وإحباط المصريين.. إلا أن عبقرية شعب مصر طغت على كل شىء وحولت اليأس إلى عزيمة وزرعت فى رَحِم الهزيمة بذرة أعظم انتصار وانتفض الشعب العملاق العظيم!. فى تقديرى.. ظروف مصر الصعبة جداً .. الناجمة عن تراكم مشكلات معقدة جداً.. يمكن حلها بسهولة جداً!. نعم مصر تقدر ومصر تستطيع!. الحل عند الشعب لا الحكومة!. نعم الشعب.. وبداية الحل عند كل مصرى ومصرية!. كل منا يبدأ بنفسه ويتصالح مع نفسه!. لو كل منا تصالح مع نفسه وكرر التعرف على نفسه.. فى يوم وليلة سنجد الشعب كله يداً واحدة!. صعب بل مستحيل أن ينتشر الحب والتسامح والتراحم بيننا وكل منا كاره لنفسه ومتخاصم مع نفسه!. حدوتة المدفعية التى فيها مصر اخترعت أول مدفع عرفه العالم.. اخترعته لتدافع عن أرضها وليس لسلب أرض ليست لها!. هذه الحقيقة هى سمة مميزة للشخصية المصرية.. يمكن أن تكمن لكنها أبداً لا تختفى أوتنمحى!. الذى رأيته من أيام فى بيان المدفعية.. تأكيد لا يقبل شكا أن السمة المميزة للمصريين من قرون هى نفسها الموجودة الآن.. تظهر على فترات وتكمن فترات ودور كل منا أن نبقيها أمامنا وفى قلوبنا وعيوننا فى كل الفترات.. وهذا سهل جداً فيما لو تذكرنا دائماً أننا كنا ومازلنا وسنبقى بإذن الله مصدراً للإبهار والإعجاز!. استسمح حضراتكم فى سياق الكلام عن المدفعية تقديم هذه النقاط عن هذا السلاح المهم الجبار فى حرب أكتوبر: 1 التمهيد النيرانى للمدفعية يوم 6 أكتوبر 1973 اشتركت فيه 2203 قطع مدفعية منها 1540ضربا غير مباشر و763 قطعة ضرب مباشر. التمهيد النيرانى استمر 53 دقيقة وهى الفترة التى تعبر فيها الموجات الأولى من المقاتلين القناة لإقامة رءوس كبارى واحتلال الهيئات الهندسية للعدو حتى عمق كيلو متر فى الشرق لمنع أى هجوم مضاد أثناء تشييد الكبارى لأجل عبور القوات للشرق. 2 خلال ال 53 دقيقة مدفعية تم إطلاق 121632 طلقة وزنها 2712 طناً. وزن المادة شديدة الإنفجار داخلها 428 طناً. كثافة النيران فى الدقيقة الأولى لتمهيد المدفعية 10500 طلقة فى الدقيقة بمعدل 175 طلقة فى الثانية. متوسط النيران بعد ذلك 2416 طلقة فى الدقيقة. كثافة الرمى غير المباشر 2190 طلقة فى الدقيقة. كثافة الرمى المباشر 850 طلقة فى الدقيقة. 3 الضربة الجوية استهدفت عمق دفاعات العدو.. المطارات.. قواعده الجوية.. مراكز القيادة والسيطرة.. مواقع صواريخ مضادة للطائرات.. مدفعية العدو بعيدة المدى.. مواقع رادار... التمهيد النيرانى للدفعية بدأ بعد الضربة الجوية فى كل الاتجاهات وعلى مختلف المسافات بهدف إسكات أي نيران للعدو خلال ال 53 دقيقة بعد ضربة الطيران وهى فترة عبور مفارز قواتنا التى ستحتل نقاطاً دفاعية فى عمق من كيلو وحتى5 كيلو مترات ومهمتها صد أى هجوم مضاد من احتياطيات العدو خلال فترة التجهيز للعبور الكبير بعد إنشاء الكبارى!. المدفعية دورها من خلال جحيم النيران التى تطلقه ألا تجعل العدو يرفع رأسه أو يضرب طلقة على قواتنا!. المدفعية نجحت بنسبة 100٪ فى إسكات نيران العدو. 4 مدفعية الجيش الثانى منعت العدو من التدخل فى أى قطاع ومن أى نقطة ضد عمليات العبور خصوصاً فى مراحلها الأولى. مدفعية الجيش الثانى دمرت وأسكتت أبراج مراقبة العدو ومزاغل نيرانه ومنعته من استخدام أى أسلحة ضد قواتنا أثناء العبور. مدفعية الجيش الثالث قامت بتغطية وتماسك رءوس الكبارى التى تأخر وصول العناصر المدرعة لها فى توقيتاتها لظروف إنشاء الكبارى فى مناطق الجيش الثالث!. مدفعية الجيش الثالث قامت بالواجب وأكثر بفض كل هجوم مضاد لمدرعات العدو على نقاط المصريين التى لا توجد بها مدرعات!. مدفعية الجيش الثالث لم تنتظر أن يهاجموا.. بل هى التى هاجمت وضربت بلا هوادة على كل تجمعات العدو حتى عمق 30 كيلو مترا وأجبرتهم على اللجوء للدفاع فتخلو عن فكرة الهجوم المضاد. 5 8 سبتمبر 1968 يوم مشهود للمدفعية المصرية وفيما بعد أصبح عيداً للمدفعية!. يوم 8 سبتمبر 1968 قررت القيادة السياسية الانتقال من مرحلة الصمود إلى الردع!. مَنْ غير المدفعية يفعل ذلك؟. بداية الدفاع النشط والتمهيد لحرب الاستنزاف. تقرر تنفيذ قصفة مدفعية بنيران مركزة قوية ضد جميع أهداف العدو بمواجهة 170 كيلو مترا وعمق 20 كيلو متراً. العقيد أركان حرب محمد عبد الحليم أبو غزالة قائد مدفعية الفرقة الثالثة مشاه أحد أبطال هذا اليوم تخطيطاً وتنفيذاً!. القصفة التى استمرت ثلاث ساعات متواصلة وشاركت فيها 36 كتيبة مدفعية.. كبدت العدو خسائر كبيرة فى أفراده ومعداته وأسلحته ودمرت الخط الدفاعى الأول له وفرضت السيطرة النيرانية للمدفعية على جبهة القتال.. والأهم من كل ذلك رفع الروح المعنوية لقواتنا ورسالة لنا ولهم أن جيش مصر خسر معركة لكنه مصمم على الانتصار.. وحدث فى أكتوبر 1973!. ... وبعد سنوات تقترب من نصف القرن.. جيشك يا مصر يواجه الإرهاب بالسلاح ويدعم الاقتصاد بمشروعات البناء والتشييد والإعمار... تحية إلى جيش مصر العظيم فى الأمس واليوم والغد وكل غد بإذن الله. لمزيد من مقالات ابراهيم حجازى