تجلس معه وكأنك تجلس مع "شيخ القبيلة" أو "العمدة" الذى يتسم بالهدوء والرصانة والعقلانية، فهو قليل التحدث فى الإعلام، ، إنه محمد محسن صلاح الدين رئيس مجلس إدارة نادى وشركة المقاولون العرب، الذى فضل التحدث لل "أهرام" فى كل الاتجاهات، سواء عن مستقبل الفريق ونسبة نجاح محمد عودة كمدير فني، وأسباب عدم نجاح حسن شحاته وطارق العشرى مع الفريق، وحقيقة مطالبته لعلاء نبيل رئيس قطاع الناشئين بتجهيز فريق كامل من الناشئين سيخوض به مسابقة الدورى الموسم بعد المقبل، ووغير ذلك من الأمور وإليكم الحوار... ضمن المقاولون البقاء فى مسابقة الدورى ، ما هى سياستكم من أجل استعادة الفريق لمستواه الموسم المقبل؟ أمجاد وبطولات المقاولون العرب التى تحققت فى السابق سواء فى الدورى المحلى أوكأس مصر أوبطولة إفريقيا، كانت جميعها على يد أبنائه، ولكننا تخلينا عن هذا العرف بشراء لاعبين كثيرين من خارج النادى لتدعيم الفريق، وهو ما كان يحدث فى السابق، ولكن بطريقة مقننة بشراء لاعب أوإثنين فقط من خارج النادى، وفى الغالب يكون إفريقيا أمثال بيل أنطوان وعبد الرزاق وليس لاعبا محليا، فقد كان لدينا فى السابق لاعبون محليون على مستوى عال ومميز، ولذلك أعطيت توجيهاتى بالإهتمام بمدارس الكرة وتدعيم فرق الناشئين بمختلف الأعمار السنية مع عودة أبناء النادى لتولى الأمور. ما الذى تهدف له حاليا وتود تحقيقه؟ لدينا فى النادى قيمة تدريبية كبيرة بالنسبة لى، متمثلة فى علاء نبيل رئيس قطاع الناشئين، الذى له باع كبير فى منتخبات الشباب وفرق الناشئين، وله كل الدعم من الإدارة فى قطاع الناشئين، ولا أحد ينكر مجهود علاء نبيل من أجل عودة الأمور إلى نصابها فى قطاع الناشئين وبالتالى عودة الزمن الجميل للفريق الأول، فهو له فكره المميز، والذى أهدف له حاليا، بل وتحدثت معه فيه، بأن يقوم علاء نبيل بتصعيد فريق كامل "11 لاعبا" من ناشئى النادى بالدورى الموسم بعد المقبل، ووعدنى بأن يتم تدعيم بعض المراكز بالناشئين فى الموسم المقبل، على أن يكون جاهزا بفريق كامل من الناشئين يمثل به "ذئاب الجبل" الدورى الممتاز بداية من الموسم بعد المقبل، لكى يعود الفريق الأول من أبناء النادى فقط. هل سيتم التعاقد مع لاعبين جدد العام المقبل، أم إعادة الذين رحلوا عن الفريق الموسم الماضى أمثال محمد فاروق ومحمد رزق وباسم على؟ كل هذه الحلول وارد التطرق إليها، فى ظل عدم جاهزية الناشئين المميزين من أبناء النادى، ففى هذه الحالة فقط يجب على كرئيس نادى المقاولون أن أحافظ على إسم النادى بشتى الطرق، ولا أستطيع أن أنسى الدور المحورى الذى يقوم به المهندس محمد عادل فتحى المشرف على الفريق الأول، فهو يساعدنى كثيرا للوصول لأفضل حال بالفريق، فهو فى منتهى الاخلاص للشركة وللنادى، ونهدف معا حاليا لإحتلال مركز أفضل بجدول مسابقة الدورى بعد ضمان البقاء بنسبة كبيرة، فلدينا 5 مباريات مقبلة فى شدة الأهمية. ما هى الأسباب الحقيقية وراء تدهور نتائج المقاولون هذا الموسم بهذا الشكل رغم استقرار الإدارة برئاستك؟ لا أنكر أننا مررنا بفترة تغييرات كبيرة فى الأجهزة الفنية التى توليت مسئولية الفريق هذا الموسم، وتم تعاقب أكثر من مدرب على الفريق، وهو ما كنت أرفضه بشدة ولكن إضطررت إليه، وهذا بطبيعة الحالة له أثار إيجابية وسلبية أيضا على الفريق، وأنا من رؤساء الأندية التى تصبر كثيرا على مدربيها وتعطى الفرص دون المحاسبة ب "القطعة"، من أجل إصدار الحكم النهائى الذى يكون فى صالح الفريق، فقد تدهور حال الفريق من قبل مع حسن شحاته وطارق العشرى اللذين أقدرهما وأحترمهما كثيرا. هل قدمت لهما العون والنصيحة قبل أن يرحلا عن تدريب الفريق؟ بالطبع، بدورى قدمت النصيحة والإرشاد وإجتمعت بهما مرارا لتقديم يد العون لإصلاح الأحوال، ولكن الأمور كانت تسير عكس الإتجاه الصحيح، بل وزادت التعادلات والهزائم المتتالية أمام منافسين لا يتوقع أحدا أن تتفوق علينا ب "أسلوب واحد" عن طريق إحراز هدف فى شباكنا فى أخر 5 دقائق من المباراة رغم إستحواذنا طوال اللقاء لنفقد 3 نقاط كانت فى حوزتنا، وهو ما حدث كثيرا هذا الموسم فى 4 مباريات مع شحاتة، وفى كثير من اللقاءات أيضا مع العشرى الذى وعدنى بمركز متقدم للفريق فى بداية التعاقد معه، ولكنه فى وقت الإختلاف فى وجهات النظر تنصل عن وعده فى النهاية وذكر الكثير من المبررات الواهية للهزائم والتعادلات المتتالية للفريق، فقد فاز فى مباراة واحدة من أصل 10 لقاءات خاضها الفريق تحت قيادته، ما أثر علينا حاليا فى الدورى، وهو ما صدمنى وجرحنى فى آن واحد، فتمت إقالته وحصل على الشرط الجزائى بالكامل دون أزمات. وما الذى فكرت فيه فى هذه اللحظة الفارقة؟ فى اللحظة التى اختلفت فيها مع طارق العشرى، قررت أن يكمل الطريق من بعده واحد من أبناء النادى الأبرار المخلصين وهو محمد عودة المدير الفنى الكفء، فهو "أخر عنقود" المخلصين بحق للنادى، فقد إجتمعت به فى البداية وقلت له أن ثقتى بك ليس لها حدود، فهذا أول إختبار حقيقى لك بأن تكون "الرجل الأول" بالجهاز الفنى للفريق بالدورى الممتاز، وهذا بالطبع سلاح ذو حدين، وفى عدم استفادتك من التجربة وتشبثك بنجاحها سوف تصبح "كارت محروق" والعكس. لماذا لا نراك تتدخل بقوة فى أمور الفريق، برغم أنك رئيس للنادى؟ أتحدث فقط فيما يخص الفريق مع المهندس محمد عادل فتحى المشرف عليه ، والذى أعتز برأيه كثيرا فهو له باع كبير مع الفريق "دون أى مقابل" مادى، فكل فرد منا له دوره المعروف لا يتخطاه، وأنا أقف بجانبه بل وفى ظهره دائما، وسياستنا معا التحدث فى "الغرف المغلقة" فقط وليس على الملأ أوعلى صفحات الجرائد، فأنا أثق كثيرا فى المهندس محمد عادل على إخلاصه غير العادى للفريق، وله كل الشكر والتقدير، فهو يساعدنى كثيرا. هل إتخذت إدارة المقاولون قرارا باستمرار محمد عودة مديرا فنيا للفريق الموسم المقبل، أم سيتم إستقدام أجنبى، ؟ قررنا بشكل نهائى إستمرار محمد عودة مديرا فنيا للفريق الموسم المقبل، ما أثبت وجوده واحترم المسئولية الملقاه على عاتقه، وهو ما ظهرت نتائجه الإيجابية على الفريق، ويبقى أن ننتهى من الموسم الحالى لعقد "جلسة ثلاثية" بينى وبين المهندس محمد عادل وعودة للإتفاق على "خارطة الطريق" بالنسبة للفريق فى الموسم المقبل. أكد عودة أنه رفض عرضا من أحد الأندية ب 150 ألف جنيه حتى لا يترك المقاولون، كما أنه يرفض أن يكون الرجل الثانى بالجهاز الفنى مستقبلا، ما تعليقك على ذلك؟ لا أعلم شيئا عن هذه التصريحات ولكن لو صرح بذلك فهذا رأيه لا أستطيع الحجر عليه، فحديثه عن وصول عروض له للتدريب فى أندية أخرى أمر يخصه هو، ولكن من واقع تعاملى مع عودة لمست أنه رجلا بمعنى الكلمة ولديه الولاء والإنتماء لمنظومة المقاولون العرب وما حققه من نتائج مع الفريق يعتبر أمرا جيدا، فهو "مشروع" مدرب مصرى ناجح، ولكنى أشدد عليه العودة لمجلس الإدارة قبل أن يدلى بمثل هذه التصريحات التى ذكرتها، ويعيد التفكير جيدا ويتذكر أن المقاولون العرب هو من وضعه فى هذه المكانة العالية حالياوصاحب الفضل عليه، وعليه أن يضع المقاولون العرب فى بدايات تصريحاته. بدون دبلوماسية..لماذا لم يوفق شحاته والعشرى خلال توليهما القيادة الفنية للفريق فى السابق، برغم خبرتهما الكبيرة فى عالم التدريب؟ بكل أمانة وصدق، عندما شعر حسن شحاتة بأنه لن يضيف جديدا للفريق قرر الرحيل فى هدوء دون أن يطلب الحصول على الشرط الجزائى من إدارة النادى، برغم أنه أحد البنود المذكورة فى التعاقد، فبكل روح طيبة وشموخ إعتذر شحاته عن إستكمال مهمته، وله كل الشكر والتقدير على موقفه، أما طارق العشرى فكان "قصة أخرى" تماما، ولكنى لن أخوض فيها مرة أخرى، وكانت تجربة وإنتهت إلى حال سبيلها. المقاولون دائما ما يفرز ناشئين مميزين للأندية، فهل نتوقع ظهور أحد منهم أمثال محمد صلاح ومحمد الننى بالفريق الأول للمقاولون قريبا؟ أتابع قطاع الناشئين بمختلف أعماره السنية أكثر من الفريق الأول، لأن هذا القطاع هو الأمل والمستقبل بالنسبة للنادى، وهذه هى رؤيتى المستقبلية، فهناك الناشئ طاهر محمد طاهر (17 عاما) والذى تم تصعيده للفريق الأول بعد تألقه وظهوره بمستوى طيب، ولكن الإصابات المتعددة لمهارته العالية، أبعدته حاليا عن المشاركة، فهو من نفس "قماشة" صلاح والننى، ونتعشم فيه كثيرا مع الفريق الأول، وأكررها للمرة الثانية قائلا: أطالبك يا علاء يا نبيل بتجهيز فريق مكونا من 11 لاعبا، لأخوض به مسابقة الدورى الممتاز الموسم بعد المقبل، ولن أتنازل عن طلبى هذا. فى النهاية، متى يعود المقاولون للمنافسة على حصد البطولات من جديد؟ عندما ألعب ب "فرقتى" من أبناء النادى مرة أخرى، ليرفعوا اسم النادى ويرتفعون به، وهذا سوف يحدث الموسم بعد المقبل بمساعدة علاء نبيل، وستشاهدون فريقا مختلفًا تماما للمقاولون العرب.