فقد الرأى العام العالمى اهتمامه بالقضية الفلسطينية، وتراجعت أمام التطورات المتلاحقة فى منطقة الشرق الأوسط فرص أى تدخل دولى لإعادة تنشيط عملية السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين، وفرض الواقع الجديد نفسه على الجميع خاصة ما يتعلق بانتشار الجماعات التكفيرية فى بعض دول المنطقة، وامتداد أثرها الإرهابى إلى أوروبا. لذلك فإن الرسالة التى وجهها الرئيس عبدالفتاح السيسى أمس إلى الجانبين الفلسطينى والإسرائيلي، وإلى العالم بأسره عن أهمية إعادة إحياء عملية السلام واستعداد مصر القيام بدور أساسى فى هذا المجال، استمرارا لدورها التاريخى المعروف، هى فرصة تاريخية مهمة يجب اقتناصها للتوصل إلى تسوية سلمية للقضية الفلسطينية تفتح صفحة جديدة فى المنطقة. لكن الوصول إلى هذا الهدف يستلزم إجراءات محددة من الطرفين للتمهيد لهذه التسوية، فلابد من إتمام المصالحة الفلسطينية، وترميم الجبهة الداخلية للفلسطينيين، حتى يكون الطرف الفلسطينى جاهزا للدخول فى التسوية المرتقبة. وقد سبق أن قامت مصر بجهد كبير مع جميع الفصائل الفلسطينية دون استثناء لإتمام عملية المصالحة، وعلى كل فصيل أن يتحمل مسئولياته الآن أمام الشعب الفلسطينى وأمام التاريخ، ويضع المصالح العليا للفلسطينيين فوق الانتماءات الحزبية والايديولوجية والمصالح الخاصة الضيقة. وعلى الجانب الإسرائيلى إعادة قراءة الواقع الحالى للمنطقة، والتأكد من أن السلام سيكون فى صالح الشعب الإسرائيلى أيضا، وأن ما تحقق بين مصر وإسرائيل بعد كامب ديفيد يمكن أن يتحقق أيضا بين إسرائيل وفلسطين. وهذا يلزم الإسرائيليين بضرورة وقف جميع أشكال التهويد والاستيطان، والدخول فى مفاوضات جادة، وقبول قيام دولة فلسطينية مستقلة على حدود 67، مع وجود ضمانات كافية بتحقيق الأمان لجميع الأطراف. إن هذه الفرصة التاريخية الجديدة تتكامل مع الجهود العربية والدولية من أجل الوصول إلى سلام يغير وجه الشرق الأوسط إلى مستقبل أفضل للجميع. لمزيد من مقالات رأى الاهرام