سادت أجواء التشاؤم حيال وصول مشاورات الكويت التى تجرى بين الأطراف اليمنية إلى حل للأزمة تحت رعاية الأممالمتحدة بعد الأزمات التى تكررت خلال المشاورات التى تدخل أسبوعها الرابع. وقد اتهم الوفد الحكومى اليمنى الميليشيات الحوثية بخرق الهدنة عدة مرات وقدم أدلة للمبعوث الدولى لليمن اسماعيل ولد الشيخ على ذلك، ولكن حرصا منه على استمرار الهدنة حتى يقطع عليهم أى محاولة لتعطيلها وإلقاء اللوم عليه وافق على الاستمرار فى المشاورات حتى جاءت جلسة الأمس ليعلن وفد الحوثيين وحليفهم صالح طلبه بتشكيل قيادة تنفيذية جديدة، مما أدى إلى قيام المبعوث الدولى بتعليق جلسات الحوار المباشرة بين الجانبين، نافيا تعليق المشاورات لأجل غير مسمى كما نقلت وسائل إعلامية. وفى سياق متصل، أكد ولد الشيخ فى صفحته على «فيسبوك» الليلة قبل الماضية أن المشاورات ستظل مستمرة ولكن بين ولد الشيخ وبين كل وفد (الحكومة والحوثيين) على حدة. وحاول ولد الشيخ أن يقلل من تعليق المشاورات المباشرة وقال إن الجلسات المشتركة ضرورية لطرح القضايا العامة وإشراك الجميع فى معالجتها. ودعا الأطراف للتحلى بالهدوء والحكمة ووضع مصلحة الشعب اليمنى فوق كل اعتبار، مؤكدا أن الأممالمتحدة تبذل قصارى جهدها للم الشمل اليمنى ومساعدة اليمنيين على التوصل لحل توافقي. وألقى ولد الشيخ المسئولية عن نجاح المشاورات على الطرفين المتحاورين. وقال، يبقى على الأطراف أنفسهم أن يسمعوا نداء الشعب ويتحملوا مسئولياتهم، فى إشارة إلى أن أى إخفاق سيرجع لهما وليس لفشل جهود الأممالمتحدة . ويبدو أن المبعوث الدولى يحاول مد المشاورات لعل الطرفين يتوصلان إلى قاعدة مشتركة للتفاهم ولكن موقفيهما على طرفى نقيض، فالحوثيون يريدون وقف إطلاق النار ويرفضون شرعية الرئيس اليمنى عبد ربه منصور هادي، بينما يريد الوفد الحكومى اليمنى تنفيذ قرار مجلس الأمن وتسليم الميليشيات أسلحتهم للدولة وانسحابهم من المؤسسات الحكومية التى سيطروا عليها ، وكل هذا لن يقبله الحوثيون ويحاولون التحايل على تنفيذ القرار. فيما جاءت التصريحات الصادرة عن الشرعية تتحدث صراحة عن تشاؤمها من سير المفاوضات فى ظل عرقل الحوثيين لجدول الأعمال المتفق عليه، أكدت وكالة الأنباء اليمنية الحكومية أن المشاورات وصلت مساء أمس الأول إلى طرق مسدود. يأتى ذلك فى وقت، ذكر مركز «سبأ» اليمنى الإعلامى أن ميليشيات الحوثيين وقوات صالح واصلت انتهاك الهدنة فى جبهات القتال مع قوات الشرعية فى عدة محافظات يمنية. وقال المركز التابع للمقاومة الموالية للشرعية اليمنية أمس، أن الميليشيات استهدفت مواقع الجيش والمقاومة بمختلف الأسلحة الثقيلة والمتوسطة فى مديرية نهم بمحافظة صنعاء، وصدت قوات الجيش والمقاومة هجوما للميليشيات فى منطقة نهم شرق صنعاء. وأضاف المركز أن تعزيزات عسكرية للميليشيات وصلت إلى حبل الأشقرى والمخدرة وصرواح وحريب القراميش بمحافظة مأرب وسط اليمن ، وقصفت الميليشيات مواقع الجيش بمعسكر كوفل والعبدية من مواقعهم فى جبل الاشقرى ومن منطقة المطار بصرواح. وفى محافظة تعز جنوب غربى البلاد، أكد المجلس العسكرى بالمحافظة - التابع للجيش اليمنى - أن المليشيات واصلت قصفها على الأحياء السكنية ومواقع الجيش والمقاومة وسط استمرار الدفع بتعزيزات عسكرية إلى جبهات تعز تتضمن أسلحة ثقيلة، بالإضافة إلى شن هجمات على مواقع الجيش والمقاومة فى مختلف الجبهات. وذكر المجلس أن اشتباكات عنيفة وقعت فى شارع الثلاثين وفى محيط الدفاع الجوى والضباب بين قوات الشرعية إثر قيام عناصر الميليشيات بالهجوم على مواقع القوات بالقرب من «اللواء 35 مدرع» ولكن تم ردهم وتكبيدهم خسائر كبيرة. وأدت عمليات القصف والاشتباكات أمس إلى مقتل جندى وإصابة9 آخرين بالإضافة إلى مقتل مدنى وإصابة 17 آخرين.