أكدت السفيرة نائلة جبر رئيس اللجنة الوطنية التنسيقية لمنع ومكافحة الاتجار في البشر وجود محاولات غريبة حاليا لتهميش دور المرأة المصرية, علي الرغم من أنها كانت موجودة قبل ثورة25 يناير وخلالها وبعدها وشاركت في الانتخابات البرلمانية لمجلسي الشعب والشوري مؤخرا.. لافتة إلي أن ثقافة العنف ضد المرأة أصبحت ظاهرة في الشارع للأسف وذلك بسبب النظام التعليمي الخاطئ, وطالبت رجال الدين والإعلام بالعمل علي إبراز دور المرأة التي هي الأم و الأخت والابنة والزوجة ووجوب إحترامها وإعطاؤها الهواء حتي تتنفس.. وفيما يلي نص الحوار: لعبت المرأة المصرية دورا مهما في الثورات المصرية.. كيف ترين دورها في ثورة25 يناير؟ المرأة كانت موجودة قبل وخلال وبعد25 يناير الثورة.. ولكن للأسف الشديد هناك محاولات رهيبة لتهميش المرأة بشكل غريب, لكنها كانت موجودة في الانتخابات, وحضورها كان كثيفا, سيدات من كل الأعمار والطبقات والتوجهات الفكرية والسياسية شاركن في الانتخابات لمجلسي الشعب والشوري, الأمر الذي يعد دليلا علي أن دور المرأة اساسي في التنمية. تضيف: لا تستطيع أن تبني مجتمعا متكاملا ومتوازنا سياسيا واجتماعيا وثقافيا ودينيا بدون المرأة لأنها هي الأم والابنة والأخت وهي الزوجة, يجب إعطاؤها القدرة علي أداء العمل الذي ترتضيه, ويجب ألا تضع سقفا لدور المرأة لكي تعمل في إطار احترام المجتمع والمنظومة القيمية والأخلاقية للمجتمع.. أقول للرجال اتركوها تتنفس. لماذا العنف ضد المرأة? نتيجة للتعليم الخاطئ, الذي لم يحترم المرأة ودورها, وقام بتهميشها في كل المقررات, فإن لفظ العنف ضد المرأة سواء كانت ابنة او زوجة انسانة موجود في الشارع, يتطلب أن تكون هناك رسالة إعلامية تحض علي احترام دور المرأة, كما يجب أن ينص الخطاب الديني في المساجد والكنائس علي احترام دور المرأة, للأسف توجد بعض التوجهات في الإعلام تنظر للمرأة كسلعة للبيع تظهرها في مشاهد للخلاعة لا تتفق مع المنظومة القيمية والخلقية للمجتمع. ايضا هناك رؤية أخري متطرفة تسحق المرأة وتري دورها لا قيمة له وهامشا ولا داعي له, وأن دورها يقتصر علي الإنجاب وتربية الأطفال فقط, بالعكس الأم عندما تكون واعية ومتعلمة تستطيع أن تغذي أبناءها تغذية صحية وتربيهم تربية سليمة, كذلك تستطيع المرأة أن تلعب دورا أساسيا في نجاح الحملة الحالية اشتري المصري لإنعاش الاقتصاد المصري. المرأة تستطيع لعب الدور الأساسي في المنزل ومواجهة العادات الاستهلاكية للاسرة وانتهاج اسلوب التقشف وعدم الإسراف. أما ثقافة العنف فللأسف الشديد أصبحت سائدة في المجتمع المصري وهي مشكلة مجتمعية, وأصبح اللجوء للعنف هو الوسيلة لحل أي مشكلة, نتيجة, الكبت عند الناس ونقص في الثقافة السياسية. السياسة. حوار, تقتضي احترام الرأي والرأي الآخر حتي إذا لم يكن علي هواك.. هذه طبيعة الحياة السياسية.. وهذا كله نتيجة أن الشعب لم يعتمد علي الممارسة السياسية الجادة. ما هي طبيعة عمل اللجنة الوطنية لمنع الاتجار في البشر بعد ثورة25 يناير؟ مصر بطبيعة الحال تحافظ علي التزاماتها الدولية التعاقدية, فمصرعضو في اتفاقيات دولية لمنع ومكافحة الاتجار في البشر ومنها بروتوكول باليرمو في هذا الخصوص, ونتيجة لذلك لدينا التشريع الوطني واللجنة الوطنية التنسيقية لمكافحة الاتجار في البشر, نقدم تقارير, كما نرد علي استبيانات الأممالمتحدة وأجهزتها المعنية. مصر تمر بمرحلة مخاض سياسي وانتخابات تشريعية, ولكن المؤسسات تعمل, والالتزامات التعاقدية الدولية تحترم, وعمل اللجنة الوطنية لم يتوقف يوما واحد منذ ثورة25 يناير, قدمنا تقاريرنا لمجلس الوزراء, كما نقوم بإجراءات, وبرامجنا من أجل تنفيذ كل البرامج الخاصة بالاستراتيجية في هذا المجال التي تمتد علي مدار سنتين بدأناها من يناير2011 وتنتهي بعد سنتين, بطبيعة الحال هناك برامج اضطررنا إلي ترحيلها وإدخال برامج أخري بدلا منها, وقد انتهينا من28 برنامجا دون ان تتكلف الدولة مليما واحدا, بالتعاون مع المنظمات الدولية والأجهزة المصرية والمجلس القومي للبحوث الجنائية والاجتماعية, والتي اشادت الوزيرة نجوي خليل باللجنة الوطنية وبرئيستها, حيث أجرينا برامج عديدة في القضاء والنيابة وفي مختلف التخصصات.. كما سنقوم بتنظيم برنامج للدبلوماسيين بوزارة الخارجية. ما هي الإجراءات التي اتخذتها مصر لحماية ضحايا الاتجار في البشر؟ المؤسسات المصرية تعمل في هذا الخصوص بجدية بشهادة مؤسسات دولية ومسئولين دوليين, بأن مصر مستمرة في إجراءاتها لحماية ضحايا الاتجار في البشر, علما بأن هذه الجريمة تزيد في حال السيولة الأمنية, وحالات الأزمات الاقتصادية, وقد رأت اللجنة الوطنية تكثيف عمليات التوعية حتي نضيق الخناق علي أي من أصحاب النفوس الضعيفة لارتكاب هذه الجريمة, مما يعطي رسالة إيجابية ويحمي المجتمع, لأن المجرم جبان ويحتاج الي إبراز وجودك. للأسف الشديد نتيجة للأولويات الحالية فيما يتعلق بالانتخابات البرلمانية أو حدوث كوارث وطنية كل فترة علي المستوي السياسي سواء من أحداث شارع محمد محمود, او ماسبيرو أوكارثة احتراق المجمع العلمي.., كل ذلك يؤدي إلي عدم إبراز دور اللجنة في الإعلام لأن الأولوية للأحداث الجارية والانتخابات.. جميعنا نبكي علي التراث الوطني الذي يضيع والله وحده يعلم وطأة الضغوط النفسية التي نعمل فيها.