توج فريق (ليستر سيتى)الانجليزى ، الملقب بالثعالب ، بطلاً للدورى الكروى الأعرق عالمياً «البريميرليج» وبفارق 7 نقاط عن الثانى فى الترتيب ، توتنهام هوتسبيرز. واعتبر ليستر هذا الموسم النموذج الأوضح لقوة الإرادة وحسن الإدارة فى عالم الساحرة المستديرة، باعتباره فريقاً من النجوم الصاعدة ، لم تتجاوز ميزانية انتقالاتهم وتعاقداتهم السنوية (ربع) ما أنفقته الأندية الكبرى المنافسة ، أمثال مانشستر سيتى ويونايتد وتشيلسي وغيرها من كبار الدورى الأنجليزى . لكن ليستر استطاع بإمكانات مادية متواضعة ومن خلال الإدارة الواعية للمدير الفنى الإيطالي رانييرى ، أن يسطر واحدة من أعظم قصص النجاح فى التاريخ الحديث للكرة الانجليزية ، لقبتها الصحافة الرياضية هناك برحلة الطيران - وليس الصعود - للقمة. وللمقارنة ذات المغزى ، نذكر أن مانشستر يونايتد أنفق هذا الموسم 391 مليون جنيه إسترليني لشراء لاعبين سوبر ، مقابل 411 مليون إسترليني أنفقها بيليجرينى فى مانشستر سيتى ، قبل رحيله بنهاية الموسم الحالى وتولى جوارديولا المهمة فى الموسم المقبل، ويعلم الله كم سينفق هو الآخر! بينما أنفق تشيلسى 298 مليونا، أما ليستر سيتى المتوج هذا الموسم فلم ينفق أكثر من 52.8 مليون ، استطاع بها كلاوديو رانييرى أن يشكل الفريق البطل الذى انتزع اللقب المرموق من بين براثن الكبار والأثرياء ، فى الدورى الأصعب عالمياً ، برغم أن كل الرهانات كانت ضد الثعالب !! فقد كانت الرؤية الثاقبة للمدير الفنى وراء حسن اختياره لعناصر الفريق ثم إعدادهم بدنياً وفنياً ونفسياً ، وبخاصة النجوم الصاعدة الواعدة ، الذين قام بانتقائهم بعناية من الدوريات الأوروبية ، وفى مقدمتهم نجم الموسم فى الكرة الانجليزية ، الشاب الجزائرى رياض محرز ، الذى اشتراه من لوهاڤر الفرنسى بأربعمائة ألف جنيه فقط ! ومعه المغمورون الذين صاروا نجوماً مثل نجولو كانتى وجيمى فاردى وغيرهما . إذن وكما يقول المصريون: الفلوس مش كل حاجة .. نعم فالإدارة الجيدة هى كل حاجة فى عالم اليوم . فلا يوجد هناك رؤساء أندية أو أعضاء مجالس إدارة يبرمون صفقات وتعاقدات ( دعائية ) ويشترون لاعبين ويتصارعون مع منافسيهم فى المجالس الأخرى .. فهذا ليس دورهم ولا هو تخصصهم .. يارب نفهم !! لمزيد من مقالات عصام عبدالمنعم