تكثفت الجهود الدبلوماسية سعيا لإحياء اتفاق وقف الأعمال القتالية فى سوريا مع عقد محادثات فى برلين بمشاركة ألمانياوفرنساوالأممالمتحدة والمعارضة السورية، ثم اجتماع لمجلس الأمن الدولى فى نيويورك خلال ساعات. جاء ذلك فى الوقت الذى استمرت فيه المعارك العنيفة بين الجيش السورى والفصائل المسلحة على أطراف مدينة حلب. ومن المنتظر أن تعقد محادثات فى برلين خلال ساعات بين وزير الخارجية الألمانى فرانك فالتر شتاينماير ونظيره الفرنسى جان مارك إيرو ومبعوث الأممالمتحدة حول سوريا ستافان دى ميستورا والمنسق العام للهيئة العليا للمفاوضات الممثلة لأطياف واسعة من المعارضة السورية رياض حجاب .وأعلنت الخارجية الألمانية أن المحادثات ستركز على كيفية إيجاد الظروف المواتية لاستمرار مفاوضات السلام فى جنيف وتهدئة العنف وتحسين الوضع الإنسانى فى سوريا.وفى إطار متصل، يعقد مجلس الأمن الدولى اجتماعا لبحث الوضع فى حلب فى شمال سوريا، وسيقدم جيفرى فيلتمان مساعد الأمين العام للأمم المتحدة للشئون السياسية لأعضاء المجلس ال 15 عرضا للوضع فى حلب. واعتبر السفير البريطانى لدى الأممالمتحدة ماثيو رايكروفت أن الوضع فى حلب ملف «ذو أولوية قصوى». بينما أكد السفير الفرنسى لدى الأممالمتحدة فرنسوا دولاتر أن حلب «تمثل بالنسبة لسوريا ما مثلته سراييفو للبوسنة». وفى باريس، قال ستيفان لو فول المتحدث باسم الحكومة الفرنسية إن فرنسا ستعقد اجتماعا فى التاسع من مايو الحالى فى باريس مع مسئولين حكوميين من قطر والسعودية بشأن سوريا. وقبيل إنطلاق مفاوضات برلين ، حذر وزير الخارجية الأمريكى جون كيرى الرئيس السورى بشار الأسد من «التداعيات» إذا لم يلتزم بوقف إطلاق النار الذى توسطت فيه الولاياتالمتحدةوروسيا ولم يمض قدما فى انتقال سياسى يهدف لإنهاء الحرب السورية. وبعد يوم من اجتماعات طارئة فى جنيف، قال كيرى للصحفيين «إذا لم يلتزم الأسد بذلك فستكون هناك بالطبع تداعيات ربما يكون إحدها الانهيار الكامل لوقف إطلاق النار ثم العودة للحرب».وأضاف: «لا أعتقد أن روسيا تريد ذلك، ولا أعتقد أن الأسد سيستفيد من ذلك، ربما تكون هناك عواقب أخرى قيد الدراسة».وأضاف أن الهدنة متماسكة فى مناطق بدمشق واللاذقية حيث قال إنها شهدت انخفاضا «ملموسا» فى العنف، مشيرا إلى أن الولاياتالمتحدة تحاول تحديد أى جماعة معارضة تتحمل مسئولية هجوم صاروخى وقع على مستشفى حلب. وشدد كيرى على أن الولاياتالمتحدة لن تقبل أبدا انتقالا سياسيا يشمل الأسد. وعلى الصعيد الميدانى فى سوريا، استمرت المعارك العنيفة بين الجيش السورى والفصائل المقاتلة على أطراف مدينة حلب فى شمال سوريا. وذكرت وكالة الأنباء الرسمية «سانا» أن ثلاثة أشخاص لقوا مصرعهم بعد سقوط قذائف صاروخية على أحياء سكنية فى حلب. ونفى مصدر عسكرى سقوط ضحايا كثيرين فى صفوف الجيش لكنه قال إن عشرات المدنيين ومقاتلين كثيرين من المعارضة لقوا مصرعهم. وفى الوقت ذاته، استهدفت ضربات جوية منطقة واقعة تحت سيطرة المعارضة السورية شرق دمشق بعد انتهاء الهدنة، كما تجددت الغارات والاشتباكات فى الغوطة الشرقية فى ريف دمشق حيث استهدفت 22غارة جوية أطراف بلدتى شبعا ودير العصافير. وترافقت الغارات مع اشتباكات عنيفة بين الجيش السورى والإرهابيين فى محيط دير العصافير. من جهة أخرى، أكد مركز المصالحة الروسى الواقع فى قاعدة حميميم بسوريا، تراجع مستويات العنف منذ دخول الهدنة حيز التنفيذ فى فبراير الماضي، رغم التوتر المستمر فى بعض المناطق بما فيها حلب.ونقلت قناة «روسيا اليوم» عن رئيس المركز الجنرال سيرجى كورالينكو قوله إنه «منذ إنشاء المركز فى 27 فبراير الماضي، سجلنا تراجع مستوى العنف بعدة مرات، وتراجع عدد عمليات القصف التى تشنها مختلف الأطراف»، موضحا أن الوضع الميدانى يتجه نحو الاستقرار رغم استمرار التوتر فى بعض المناطق بشمال ريف اللاذقية وفى حلب وفى مناطق عدة بريف دمشق. كما كشف كورالينكو أن العسكريين الروس العاملين بسوريا وزملاءهم الأمريكيين تمكنوا من استحداث آليات فعالة للحد من إطلاق النار فى سوريا. وفى أنقرة، قال وزير الخارجية التركى مولود تشاووش أوغلو إنه يجب طرد متشددى تنظيم داعش الإرهابى فورا من منطقة «منبج» التى تقع فى شمال سوريا ويستخدمها التنظيم كطريق لوجيستي. وفى غضون ذلك، اجتمع أمس وزراء دفاع 11 دولة من دول التحالف الدولى فى مدينة شتوجارت الألمانية لبحث سبل دعم الحملة ضد تنظيم داعش الإرهابي. ومن جانبه، قال آشتون كارتر وزير الدفاع الأمريكى إنه على الرغم من المكاسب الأخيرة ضد داعش، إلا أن الحرب ضد التنظيم الإرهابى أبعد من أن تنتهى الآن، مشيرا إلى أن التحالف يحتاج للبحث عن مزيد من الفرص لفعل المزيد ولضمان نجاح الحملة العسكرية ضد الإرهابيين.