استأنفت مشاورات السلام اليمنية جلساتها فى الكويت أمس بعقد جلسة عمل مشتركة لمتابعة جدول الأعمال المتفق عليه، وذلك بعد ثلاثة أيام من إعلان وفد الحكومة اليمنية تعليق مشاركته فى المشاورات، بسبب هجوم استهدف معسكرا بمحافظة عمران غربى اليمن. ووفقا لما نقلته وكالة الأنباء الكويتية "كونا" فإنه من المقرر أن تستكمل الأطراف اليمنية الممثلة فى وفد الحكومة اليمنية ووفدى الحوثيين والمؤتمر الشعبى العام بحث تصورات ملامح الإطار العام، الذى اقترحته الأممالمتحدة حول هيكلية وإطار العمل بالنسبة للمحاور السياسة والأمنية والاقتصادية والإنسانية فى المرحلة المقبلة.وكان المبعوث الدولى إسماعيل ولد الشيخ قد تسلم خلال جلسة مباحثات مشتركة مع الأطراف اليمنية عقدت يوم السبت الماضى ورقتين تحملان تصورا شاملا لملامح المرحلة المقبلة ولاسيما فيما يتعلق بالترتيبات الأمنية والقضايا السياسة والانسحاب وتسليم السلاح والأسرى والمعتقلين. ويأتى استئناف المشاورات بعد جهود خليجية "حثيثة" لدعم المشاورات. وكان ولد الشيخ أعلن الليلة قبل الماضية، قبول وفد الحكومة المفاوض فى الكويت العودة إلى المشاورات المباشرة. وكشف عن أنه تم الاتفاق بين الوفود اليمنية على أن تعمل لجنة التهدئة والتنسيق على النظر فى الأوضاع الشائكة ميدانيا وتقديم تقارير مفصلة عنها للجهات المعنية ، وأوضح المبعوث الدولى أن استئناف المباحثات يأتى بعد "الاتفاق على أن تعمل لجنة التهدئة والتنسيق على النظر فى الاوضاع الشائكة ميدانيا وتقديم تقارير عنها للجهات المعنية"، وأن الاطراف اتفقوا على "أن تقوم هذه اللجنة بتقصى الأوضاع فى لواء العمالقة وإعداد تقرير فى غضون 72 ساعة عن أحداث الأيام الأخيرة، مع توصيات عملية يلتزم الأطراف بتنفيذها لمعالجة الأوضاع".ومن جانبه أكد عبد الملك المخلافى نائب رئيس الوزراء وزير خارجية اليمن ورئيس وفدها الى المشاورات بشأن الأزمة اليمنية التى تستضيفها الكويت أن هناك محادثات جرت تهدف إلى توفير الضمانات لتثبيت وقف اطلاق النار ومعالجة موضوع لواء العمالقة ووقف قصف المدنيين فى تعز وفتح ممرات آمنة لاستئناف المشاورات. يأتى ذلك فى وقت، بدأت مدينة المكلا فى جنوب شرق اليمن تستعيد نمط الحياة الطبيعية بعدما طردت القوات الحكومية مدعومة من التحالف العربى بقيادة السعودية، عناصر تنظيم القاعدة الذين سيطروا عليها لزهاء عام، عاش خلاله السكان فى ظل الخوف وقيود اجتماعية متشددة. ولا تزال شوارع المدينة الساحلية التى يقطنها قرابة مائتى الف نسمة، وهى مركز محافظة حضرموت، تضم شواهد على القوانين التى فرضها التنظيم والشعارات التى رفعها وأرغم السكان على الالتزام بها. وسيطر الجهاديون على المدينة ومناطق اخرى فى ساحل حضرموت مطلع أبريل 2015. ومنذ 24 أبريل، تخلو المكلا وجوارها من أى وجود علنى لهم بعد عملية واسعة للقوات الحكومية شاركت فيها قوات خاصة سعودية واماراتية منضوية فى التحالف الذى تقوده الرياض منذ مارس 2015دعما للرئيس اليمنى عبد ربه منصور هادي، ضد الحوثيين وحلفائهم من الموالين للرئيس السابق على عبدالله صالح.