هل أصبحنا إلي هذه الدرجة من الهشاشة والضعف بحيث لا نقدر علي تحمل قدر يسير من المصاعب، بيد أن مجرد رياح بسيطة تنثرنا في الهواء كالهاموش، أو بتنا من فرط الدلع والتدليل شعب مرفه لم يعرف القنوط يوما كهولاء الذين يطلق عليهم الوصف الساخر » فافي » كالبسكويت. أقول ذلك بمناسبة هذا اللغط المقيت والسمج والجدال العقيم حول التوقيت الصيفي، والخزعبلات التي تقال بشأنه يرافقها حكايات ما أنزل الله بها من سلطان لسذاجتها وضحالتها وكأننا لسنا من نسل أجدادنا الذين حفروا قناة السويس بسواعدهم في أشد الظروف قسوة وكانوا يصومون أيضا في نهار طويل يكاد لا ينتهي وقيظ لافح يعصف بالأبدان. نصف الكرة الأرضية تقريبا،وربما أكثر تأخذ بلدانها بهذا النظام يطبقونه تلقائيا دون صخب أو ضوضاء ، ومنها دول إسلامية فعندما يحين الوقت يتم التغيير بلا زعيق أو ضجيج لأنهم ببساطة اعتاودا علي النظام والالتزام بالقواعد كعوالم متحضرة. إلا مصر البلد الوحيد في هذا الكون الفسيح الذي يثور شعبها غضبا وكأن مسا من الجنون أصابهم ، فيهبون وقد روعهم الخبر يصرخون يستنجدون طالبين المدد ولولا الملامة لاستغاثوا بالأمم المتحدة ومجلس الأمن لتطبيق البند السابع علي حكومتهم التي تنكل بهم وتجبرهم علي تقديم ساعتهم ساعة واحدة. وبالتوازي تسرع مراكز الأبحاث لعقد اجتماعات مكثفة تستنهض بدورها أهل العلم والمعرفة كي يدلون بدلوهم في تلك القضية المصيرية وقطاعات من المجتمع تؤازرهم ، والصحف تحذر والميديا المرئية من جانبها تعلن حالة الطورائ وتركت شاشاتها لاستقبال تعليقات المواطنين الذين ركبهم الهم الأبدي فماذا عساهم أن يفعلوا في ظاهرة فريدة عنوانها العريض هو اللت والعجن وتخرج النتائج المذهلة تقول منذرة ومتوعدة أن نفسية المصريين ستتحطم ومزاجهم العام سينكسر ونظامهم البيولوجي مهدد بالانهيار. والأهم من كل هذا هو أن مستقبل أبنائهم علي حافة الخطر فرمضان قادم وكيف لهم أداء فريضة الصوم مع الامتحانات فلماذا لا تؤجل حتي يتفرغوا للعبادة بالشهر الفضيل. لمزيد من مقالات سيد عبد المجبد