تعد إستطلاعات الرأي من أهم الوسائل التي يعتمد عليها لمعرفة آراء المواطنين تجاه قضية معينة أو شخص معين,وهي أداة هامة لقياس إتجاهات الناخبين في وقت الإنتخابات التشريعية والرئاسية كما هو الحال في مصر الآن. وتعتمد استطلاعات الرأي علي أخذ عينه من المجتمع تعبر عن رأي المجتمع ككل, ويتم إختيارها عشوائيا ويجب أن يتراوح عدد العينة بين1000 و2000 شخص لضمان الدقة, كما يجب أن تتمتع بالشفافية والصدق والحياد. وعلي الرغم مما يثيره البعض من أن الإستطلاعات كثيرا ما تفشل في التنبؤ بالنتيجة إلا أن الخبراء يؤكدون أن نسبة الخطأ عادة لا تتعدي3% سواء بالسلب أو الإيجاب, بمعني إذا حصل أحد المرشحين خلال أحد الإستطلاعات علي نسبة45% فإن ذلك يدل علي أن نسبته تترواح بين42% و48%. فعلي سبيل المثال, أظهر إستطلاع للرأي أجري ليلة الجولة الثانية لإنتخابات الرئاسة الفرنسية بين فرانسوا أولاند ونيكولا ساركوزي أن المرشح الإشتراكي أولاند هو الأوفر حظا بنسبة53%, وهو ما تأكد بعد ساعات قليلة من إعلان النتيجة النهائية لإنتخابات الرئاسة الفرنسية بفوز أولاند بعد حصوله علي نسبة51.8% من أصوات الناخبين, أي بفارق ضئيل عن النسبة التي أظهرها إستطلاع الرأي. وفي إنتخابات الرئاسة الأمريكية التي أجريت عام2008 بين باراك أوباما وجون ماكين, كانت جميع إستطلاعات الرأي تشير إلي تقدم أوباما علي ماكين في معظم الولاياتالأمريكية. وأشار آخر إستطلاع رأي جري بواسطة مجلة نيوزويك الأمريكية إلي أن53% من الأمريكيين يؤيدون أوباما, وهو ما حدث بالفعل في النتيجة النهائية والتي فاز بها أوباما بنسبة52.7% مقابل45.9% لماكين. أما فيما يتعلق بإنتخابات الرئاسة الأمريكية التي ستجري في نوفمبر القادم فتشير إستطلاعات الرأي إلي وجود تقارب شديد بين باراك أوباما الرئيس الديمقراطي الحالي وميت رومني المرشح الجمهوري أمامه في إنتخابات الرئاسة, ففي ولاية فلوريدا أظهر إستطلاع للرأي حصول رومني علي44% مقابل حصول أوباما علي43%, وفي ولاية أوهايو حصل أوباما علي44% مقابل42% لرومني. أما إنتخابات الرئاسة المصرية فتشير الإستطلاعات التي تجريها مراكز الأبحاث والقنوات الفضائية والصحف سواء القومية أو المستقلة أو الحزبية إلي تقارب شديد بين بعض المرشحين وتضاؤل فرص آخرين, ولكن يختلف ويتباين في كل استطلاع أسماء من ترتفع أو تنخفض اسهمهم؟ ومع إقتراب إنتخابات الرئاسة المصرية, يتوقع أن يفوز الرئيس المنتخب بنسبة قد تتعدي50% بقليل وهو ما يعني أن الشعب المصري لن يري مرة أخري رئيسه يحصل في إستفتاء أو في إستطلاع للرأي علي نسبة ال99%. وبسؤال الأستاذ أحمد ناجي قمحة رئيس وحدة دراسات الرأي العام بمركز الدراسات السياسية والإستراتيجية بالأهرام عن إستطلاعات الرأي التي أجريت مؤخرا حول إنتخابات الرئاسة المصرية والتي اختلفت نتائجها بشكل كبير, قال إن أساس اختيار العينة هو الحكم والمعايير التي يتم بها أخذ العينة, فإذا تمت جميعها بطريقة واحدة فسوف تصل لنفس النتيجة, وأن مركز إستطلاع الرأي في الأهرام إتبع الخصائص الديمجرافية عن طريق النوع والسن والمستوي الإجتماعي وغيرها وإستعان بالجهاز المركزي للتعبئة والإحصاء للإختيار العشوائي للأفراد الذين تم أخذ رأيهم بحيادية من جميع المحافظات وبطريقة علمية وجاءت النتيجة بتقدم أحد المرشحين في المركز الأول, أما بالنسبة للإستطلاعات الأخري فقد تمت بطريقة الهاتف في أخذ العينة وهو ما يؤدي إلي تقلص فرص فئة كبيرة ممن لا يملكون تليفونا سواء أرضي أو محمول في الإختيار ضمن العينة ولكنها طريقة معروفة عالميا ويتم إتباعها في كثير من دول العالم, لهذا جاء التضارب بين النتائج الثلاث لعدم إتباع نفس المعايير وطريقة أخذ العينة المختارة. وبسؤال الأستاذ قمحة عما إذا كان قد حدث قبل ذلك أن جاءت النتيجة النهائية عكس نتيجة الإستطلاعات, قال إن ذلك حدث بالفعل في مصر في إنتخابات مجلس الشعب عام2010 حيث أظهرت نتيجة إستطلاعات الرأي أن الحزب الوطني يتراجع وهناك عدم رضا عن أدائه في الشارع وأنه لن يحصل علي عدد كبير من مقاعد البرلمان, ولكن جاءت النتيجة مغايرة تماما للإستطلاعات حيث فاز الحزب الوطني بأكثر من98% من مقاعد برلمان2010 وكان السبب معروفا بالطبع وهو التزوير الفاضح والصارخ الذي تم في الإنتخابات, كما حدث ذلك في الولاياتالمتحدة في انتخابات الرئاسة عام1948 بين هاري ترومان والذي كان يخوض الانتخابات للمرة الخامسة بعد نجاحه في أربع مرات متتالية وبين توماس ديوي, وكانت كافة إستطلاعات الرأي تشير إلي فوز ديوي ولكن جاءت النتيجة مفاجأة للجميع وعكس كل التوقعات بفوز ترومان للمرة الخامسة علي التوالي.