شباب عاصمة صناعة البترول في مصر يشكون من البطالة.. ورغم استحواذ مدينة رأس غارب علي نحو70% من إجمالي انتاج مصر من خامات البترول وإحتضانها لنحو37 شركة تعمل في مجال الخدمات والمنتجات البترولية، إلا أن أبناء المدينة لا يتمتعون بأولوية التعيين في هذه القطاعات الحيوية بعد أن أصبحوا غرباء في بلدهم!! والغريب في الأمر ان عقلية أبناء هذه المدينة هي عقلية بترولية وكأن البترول يجري في عروقهم أي أنهم يعشقون العمل في هذا القطاع بعكس العمل بالسياحة مثلا. يقول لطفي الدمراني أحد أهالي المنطقة وهو متقاعد بالمعاش ان ثقافة شباب المدينة بترولية بالفطرة وثقافتهم منذ طفولتهم حيث ورثوا عن أبائهم هذا الموروث الثقافي ورائحة البترول هي الأكسجين الذي يتنفسه أبناء رأس غارب لكن للأسف تراجعت فرص العمل بهذا القطاع خلال السنوات الأخيرة وبشكل حاد للغاية حيث انتشرت المحسوبية وحصل الوافدون علي أغلبية فرص العمل رغم أن المدينة تزخر بكفاءات تمثل كافة التخصصات العلمية المطلوبة لهذا القطاع ولكن يصدق المثل الذي يقول زمار الحي لا يطرب!! ويضيف بأن المدينة بها مدرسة بترول لتخريج الكوادر المطلوبة للعمل بالشركات البترولية لكن للأسف الكوادر التي يتم تخريجها لا مكان لها هذه الأيام سوي الإصطفاف في طابور البطالة الذي يفتك بشباب مصر بصفة عامة طوال السنوات الماضية كما يوجد مركز لتدريب العمالة في مجالات البترول مزود بأحدث الأجهزة ولكنه تحول خلال السنوات الأخيرة الي مركز لتعليم اللغات ونطالب محافظ البحر الأحمر اللواء محمود عاصم بالتدخل واصدار قرار بإلزام هذه الشركات بتعيين ابناء رأس غارب أولا طالما أن التخصصات المطلوبة موجودة وتفعيل هذا الأجراء لدي الهيئة العامة للبترول. اللواء حسام الدين رفعت رئيس مدينة رأس غارب يطالب أيضا جميع الشركات العاملة في قطاع الإنتاج البترولي وشركات الخدمات والشركات التي تعمل من الباطن بتوجيه غالبية فرص العمل الجديدة لأبناء المدينة لكبح جماع البطالة الموجودة بين الشباب ووقف أعمال المحسوبية والوساطات في تلك التعيينات, كما يؤكد ضرورة فتح مجالات جديدة في هذا القطاع من خلال إقامة مصانع تخدم هذا النشاط مثل مصنع للكيماويات ومصنع لتكرير البترول وآخر للشحوم والفازلين وغيرها من المصانع التي تعتمد علي مشتقات البترول ولو من خلال تكوين شركات مساهمة كما يمكن إقامة العديد من المصانع التي توفر الأدوات والمعدات والأجهزة التي يستخدمها عمال البترول والتي تقوم الشركات الموجودة بالمنطقة بجلبها من مصانع موجودة بمحافظات أخري أو استردادها من الخارج.