مدينة رأس غارب بوابة محافظة البحر الأحمر الشمالية والعاصمة العريقة لصناعة البترول في مصر وكأن الطبيعة تنحاز لهاوتثري بطون بحرها وأجزاء كثيرة من اليابسة من أراضيها بهذه الثروة. الغالية من الذهب الأسود فهي تستحوذ علي أكثر من70% من إجمالي إنتاج مصر من الخامات البترولية ولذلك ومنذ نشأة هذه المدينة وتوابعها. ويري أبناء مدينة رأس غارب أنه علي الرغم من أن قطاع البترول قد صنع هوية مدينتهم وكان ومازال له الباع الطويل في دعم الاقتصاد القومي المصري إلا أنه لم يصنع لمدينتهم حتي الآن عمقا اقتصاديا واجتماعيا يفتح لهم وللأجيال القادمة آفاقا أوسع من فرص العمل والتنمية كما فعل النشاط السياحي بالغردقة وغيرها من مدن المحافظة حيث غاب الظهير الصناعي الذي يحقق التنمية المتكاملة للإقليم. يقول محمد رفيع أحد أبناء رأس غارب انه علي الرغم من الكميات الكبيرة الموجودة من الغاز الطبيعي بالمنطقة الا أنه لم يتم حتي اليوم انشاء محطة تتولي تعبئة الاسطوانات فللأسف الشديد تنقل كميات الغاز الطبيعي إلي منطقة مسطرد والقطامية بالسيارات ليتم تعبئتها في الأسطوانات هناك ويتم إعادتها مرة أخري لتوزيعها بمدن المحافظة بما يكلف نفقات نقل وزيادة أعباء مالية ومشاكل مرورية, ويشير أيضا إلي عدم إقامة مصانع بينما يقول لطفي الضمراني أحد أبناء المدينة أيضا إنه مازالت النظرة ضيقة حول الاستفادة من الثروة البترولية الموجودة بالمدينة فالعمل يقتصر بشكل كبير علي استخراج المواد الخام فحتي الآن لم تفكر الوزارة في إنشاء مصنع للبتروكيماوات التي تتوافر جميع مقوماتها بالمنطقة والتي يتم استيرادها من الخارج فأي منطق يدعو لذلك والمنطقة في حاجة لإقامة مصنع لتصنيع الزجات التي تعبأ داخلها المياه المعدنية حيث توجد خاماتها ويقول أنه في عام2005 أعلن الوزير السابق سامح فهمي فإنه سيتم انشاء مصنع للبتروكيماوات بمدينة رأس غارب بالتعاون مع دولة البحرين لكن اكتشفنا انه تصريح مثل تصريحاته السابقة التي لا تتحقق. ويشير إلي عدم اقامة مصنع لمشتقات البترول مثل الديزل والبنزين والسولار ومصنع للشحوم والفزلين وغيره من الصناعات التي لا تحتاج سوي معدات للمصنع, أما الخامات فهي هائلة ومتوافرة كما أنه حتي الآن لم يتم انشاء مصنع لتكرير البترول في مدينة يقترب إنتاجها البترولي من عبور حاجز ال(75%) من اجمالي انتاج مصر, فمن يصدق أن مدينة أسيوط التي لا توجد بها ثروة بترولية لها مصنع لتكرير البترول برغم أن ما يتم تكريره ينقل لهذا المصنع من أماكن أخري وبتكلفة عالية!! اللواء سعد الدين أمين رئيس مدينة رأس غارب يري أن قطاع البترول الموجود بالمدينة كفيل بأن يوجد مجتمعا كبيرا للتوطين الصناعي بالمنطقة فمدينة رأس غارب هي الوحيدة المؤهلة تصنيفيا وفي عدة مجالات علي رأسها الصناعات العديدة التي يمكن اقامتها اعتمادا علي الثروة البترولية بها إضافة إلي توافر العوامل الأخري التي تساعد وتشجع علي اقامة العديد من المصانع وأولها المساحات الشاسعة من الأراضي الفضاء اللازمة لعشرات المصانع بل المئات وثانيها أن هذه المدينة بالذات تتوافر بها الطاقة الكهربائية اللازمة وذلك بمنطقة الزعفرانة التي تعد أهم مناطق مصر بل والشرق الأوسط المؤهلة في إنتاج الطاقة الكهربائية الجديدة والمتجددة وهي طاقة الرياح وبها الآن مزارع كبيرة لانتاج الكهرباء وسوف تتضاعف خلال الفترة القادمة, كما أن إمكانات نقل منتجات هذه المصانع سواء للمحافظات المصرية الأخري أو للخارج, موجودة متمثلة في شبكة طرق كبيرة تربط المحافظة بجميع مناطق الجمهورية علاوة علي وجود الموانيء البحرية اللازمة للتصدير للخارج المهم أن تضع وزارة البترول خطة لاقامة منطقة مصانع تعتمد علي الثروة البترولية من ناحية ومن جانب آخر تخدم هذا القطاع.