يواصل «الأهرام» فى رصد أحداث ومفارقات وحكايات دورات الألعاب الأوليمبية على مدار «31» دورة من نهاية القرن الثامن عشر والتى انطلقت من أثينا 1896 حتى لندن 2012. وكان للرياضة المصرية السبق فى الوجود على خريطة التنافس الأوليمبى من خلال المشاركة فى أوليمبياد استكهولم 1912 «الدورة الخامسة» وشاركت مصر بالطالب أحمد محمد حسنين باشا رئيس الديوان الملكى فى سلاح الشيش دون بعثة رسمية وتم تسجيل اسمه كأول مصرى عربى فى سجلات الشرف الأوليمبي، وفى عام 1916 حدث توقف إجبارى للألعاب الأوليمبية بسبب الحرب العالمية الأولى التى استمرت لأربع سنوات مرت بصعوبة ولكنها عادت أقوى مما كانت تحت شعار المحبة والسلام. حكاية أزمة الدورة الأوليمبية الرابعة لندن 1908 كان من المقرر استضافة روما لدورة 1908 ولكن حالت ثورة بركان افيروف عام 1906 وأحدث خسائر طبيعية وبشرية وقفت عائقا لاستضافة الدورة وتقدمت لندن لإنقاذ الدورة وتعهد بالاستضافة والتنظيم، وهو ما حدث بالفعل فى أول استضافة إنجليزية للأوليمبياد واستمرت إقامة الدورة من 27 ابريل الى 31 اكتوبر 1908 وهى أطول الدورات استضافة ستة أشهر وفازت إنجلترا بالميداليتين الذهبيتين فى كرة القدم والهوكي. أوليمبياد إستكهولم الخامسة بالسويد 1912 وتهبط طائرة الابداع الرياضى المصرى والتنافس الأوليمبى فى أوليمبياد استكهولم الدورة رقم (7) وكانت حتى الآن الأنجح من ناحية الاستضافة والتنظيم واشترك فيها 28 دولة يمثلهما 2541 لاعبا ولاعبة فى 21 لعبة رياضية. كما شهدت الدورة أول مشاركة مصرية عربية كانت للطالب أحمد محمد حسنين بطل مصر فى سلاح الشيش حين ذاك والذى كان يدرس فى جامعة اسكفورت بلندن واللجنة الأوليمبية المصرية برئاسة النبيل عمر طوسون أرسلت موافقتها على اشتراكه بالدورة فى السلاح وخرج من التصفية الأولى ولعب فى منافسات فردى سيف المبارزة وخرج أيضا ولكن سجل أسمه وعلم بلاده فى سجلات الشرف الأوليمبية.. وفازت السويد بصدارة الدورة برصيد 65 ميدالية متنوعة 24 ذهبية 24 فضية 17 برونز. دمار الحرب يلغى أوليمبياد برلين 1916 جاءت الرياح بما لا تشتهى السفن والرياح هنا كانت قوية وعاتية حملتها الحرب العالمية الأولى والتى استمرت لأربع سنوات من 1914 حتى 1918 والتى أدت آثارها الى انهيار وانقسام فى البنية التحتية والطبيعية والبشرية فى أوروبا وأنحاء العالم ورغم دعاة السلام وباعثى الحركة الأوليمبية الحديثة وقتالهم من أجل اقامة الدورة ولكن رياح الحرب العالمية أطاحت بها.. وأقيمت الدورة السابعة فى أنفرس ببلجيكا خلال الفترة من 23 ابريل الى 12 سبتمبر 1920 ولم تشارك فى تلك الدورة دول المحور لعدم توجيه أى دعوة لها من دول الحلفاء. وشاركت مصر ببعثة كاملة فى العاب كرة القدم والعاب القوى والجمباز والسلاح ورفع الأثقال والمصارعة وكانت هذه البعثة أول بعثة مصرية عربية تشارك فى الألعاب الأوليمبية.. وانهزم فريق كرة القدم من ايطاليا 1/2 وخرج من الدور الأول وكذلك المصارع أحمد رحمى والرباع حامد سامى ولاعبا الجمباز أحمد أمين وقايل محمود ولاعب العاب القوى عباس خيرى والرباع على محجوب. أوليمبياد أمستردام 1928 الانطلاقة الذهبية المصرية وقبل أوليمبياد أمستردام 1928 هبطت طائرة الابداع الرياضى الأوليمبى فى باريس الدورة الأوليمبية رقم (8) والتى استضافتها فرنسا خلال الفترة من 5 مايو الى 27 يوليو من عام 1924، وشهدت الدورة مفاجآت عديدة أبرزها تقديم البارون دى كوبرتان رئيس اللجنة الأوليمبية الدولية وباعث الأوليمبياد الحديث باستقالته من الرئاسة برغم معارضة الكثيرين من الأعضاء لتقديم استقالته التى مازالت محل اختلاف تاريخى حتى الآن. والمشاركة المصرية جاءت ببعثة كاملة قوامها 43 لاعبا فى ثمانى لعبات وجاءت النتائج المصرية متواضعة وأفضلها فوز مصر على المجر 3/صفر وخرجت فى الدور الثانى لهزيمتها أمام السويد صفر/5 فى كرة القدم، حقق المصارع ابراهيم مصطفى المركز الرابع.. وحقق الرباع حامد سامى المركز الرابع وهذان المركزان كانا بمثابة إنذارين بأن المصريين قادمون. ثم هبطت طائرة الابداع الرياضى الأوليمبى فى هولنداامستردام 1928 خلال الفترة 28 يوليو الى 12 أغسطس 1928.. وقام الملك نونسور بافتتاح منافسات الدورة وتم ادخال الشعلة الأوليمبية فى برنامج الدورة لأول مرة والتى شاهدها 40 ألف متفرج وانطلقت من جبل أوليمبياد باليونان والتى استمرت موقدة طوال فترة الدورة وكانت ضمن أهم أحداث برنامج الدورة. وكانت الانطلاقة القوية المصرية فى تاريخ الدورات الأوليمبية فقد شاركت مصر ببعثة كاملة فى ألعاب المصارعة ورفع الأثقال والغطس والسلاح والسياحة وكرة القدم التى قلب المصريون فيها موازين عالم كرة القدم ودخلت مصر التاريخ الأوليمبى من أوسع أبوابه، حيث أبطال المنتخب وفزنا على تركيا (6/صفر) ثم فى مباراة تحديد المركزين الثالث والرابع انهزم المنتخب الوطنى من ايطاليا (3/11). وفى المصارعة حصل المصارع ابراهيم مصطفى على أول ميدالية ذهبية فى وزن «75كجم» متفوقا على أعظم وأقوى مصارعى العالم وحفر اسمه بحروف من ذهب فى السجلات الأوليمبية.. وبعدها ب24 ساعة حصل الرباع سيد نصير على أول ميدالية ذهبية أوليمبية لمصر والعرب فى وزن «825كجم» بمجموع «360كجم» وكانت هناك بعدها قنبلة مدوية فى مياه حمام السباحة الأوليمبى بأمستردام سجلها الغطاس المصرى الشهير فريد سميكة بفوزه بالميدالية الفضية فى السلم الثابت، كما حقق الميدالية البرونزية فى السلم المتحرك. وفى الدورة الأوليمبية العاشرة خلال الفترة من 30 يوليو حتى 14 أغسطس بلوس انجيلوس على أرض استاد الكولوزيم وشهد الافتتاح 100 ألف متفرج، وقد انسحبت مصر من المشاركة بسبب اعتراضها على تمثيل مصر داخل اللجنة الأوليمبية الدولية بعضو يحمل الجنسية المصرية وكان المقصود بذلك اليونانى انجلو بولاناكى فى حين كان يتولى رئاسة اللجنة الأوليمبية المصرية محمد طاهر باشا الذى كان يرغب المصريون أن يكون ممثلهم باللجنة الدولية ليكون معبرا عن أبناء وطنه ولم توافق اللجنة الدولية، وأعلنت مصر انسحابها من المشاركة حتى يتم الاستجابة لطلبها، وهو ما تم بعد عامين وتم قبول واعتماد طاهر باشا عضوا دوليا وظل ممثلا لها حتى عام 1960.