تمر معظم المنطقة العربية بظروف صعبة بسبب ظاهرة اللجوء والنزوح، خاصة فيما يتعلق بالمرأة، لذلك أخذت منظمة المرأة العربية على عاتقها تكثيف أنشطتها إزاء المرأة لتبرز الاهتمام بقضايا اللاجئات والنازحات العربيات وذلك بهدف لفت الانتباه الى قضيتهم الانسانية على الصعيدين العربى والدولي. لذا اعتزمت المنظمة عقد مؤتمر دولى موسع فى القاهرة فى مايو المقبل لمناقشة قضايا اللاجئات والنازحات فى المنطقة العربية لاحداث تغيير جذرى على أرض الواقع . السفيرة مرفت تلاوى المدير العام لمنظمة المرأة العربية تقول: المؤتمر يسعى لوضع المجتمع الإقليمى والدولى أمام مسئوليته تجاه الأزمة الراهنة للاجئين والنازحين فى المنطقة العربية، ايمانًا بأن قضية الانسان فى المنطقة واحدة، وأن الأمن القومى العربى يتطلب تحركا جماعيا لحل جميع هذه الأزمات. وأوضحت د. فاديا كيوان عضو المجلس التنفيذى للمنظمة عن لبنان، أن مشكلة اللاجئات والنازحات العربية تستحق صرخة عالية لإعلاء قضيتهن العادلة، لقد حان الوقت للتحدث باستفاضة عن هذه المأساة التى ضربت المرأة العربية خلال السنوات الأخيرة. اللاجئات والنازحات: الواقع والمستقبل وضمن ملايين اللاجئين والنازحين فى المنطقة تبرز المعاناة الخاصة للنساء والأطفال، الذين يشكلون الغالبية العظمى من اجمالى اللاجئين، وتشير الإحصاءات التى أعدتها المفوضية العليا لشئون اللاجئين إلى أنه فى العام الخامس للأزمة السورية، هناك أكثر من 4.6 مليون لاجئ سورى فى دول الجوار وأكثر من 90 ألف سورى طلبوا اللجوء الى أكثر من 90 دولة خارج الاقليم، وداخل سوريا هناك نحو 12.6 مليون مواطن فى حاجة للمساعدة الانسانية. أما فى العراق، فأدى تدهور الوضع الى نحو 3.3 مليون نازح وفى اليمن الى 2.8 مليون شخص.. وتضاف هذه الأعداد الى الأعداد الضخمة للاجئين الفلسطينيين الذين يقدر عددهم بنحو ب9 ملايين نسمة ويمثلون أكبر مجموعة لاجئين فى العالم أى ربع اللاجئين فى العالم. وقد باتت هذه الأزمة من الاتساع والتعقيد بحيث تتطلب تضافر جهود المجتمع الدولي، لاتخاذ موقف اقليمى ودولى حاسم لاستيعاب الأزمة، خاصة أنها لم تنل من الاعلام العربى والدولى الاهتمام الكافى. الرؤية والمطلقات وضعت منظمة المرأة العربية، بصفتها الكيان الاقليمى المعنى بالعمل العربى المشترك بشأن قضايا المرأة العربية، على أولوية أجندة عملها قضايا اللاجئات والنازحات فى المنطقة، حيث قامت بجولة مكثفة على معسكرات ومناطق تمركز اللاجئين والنازحين فى أربع دول عربية هى لبنان، والأردن، والعراق، ومصر. وقد استهدفت هذه الجولة، التى تمت بدعم من هيئة الأممالمتحدة للمساواة بين الجنسين وتمكين المرأة، وبتعاون تنظيمى مع المفوضية السامية لشئون اللاجئين، رصد أوضاع ومشكلات اللاجئات والنازحات، وقد التقى وفد المنظمة باللاجئات والنازحات فى اجتماعات شهدت نقاشات حول مشكلاتهن، كما التقى الوفد بمسئولى حكومات الدول المضيفة الذين تحدثوا عن جهودهم والتحديات التى يواجهونها فى استضافة اللاجئين على أراضيهم. الزواج القسرى تقول ناشطة سورية تعيش فى القاهرة، أنها تحاول مساعدة اللاجئات على التكيف مع الحياة فى مصر، وتحاول إقناعهن بعدم السماح للفقر بأن يدفعهن الى الزواج غير المرغوب فيه. بينما ينتهز بعض الرجال فى بعض الدول العربية، أوضاع اللاجئات ويطلبون الزواج بهن، وهو اتجاه يلقى تشجيعاً من بعض الدعاة فى الدول العربية الذين يشجعون الرجال على الزواج من اللاجئات السوريات، واصفين هذا الزواج بأنه نوع من الجهاد. وقد تعرضت تلك التصريحات للانتقاد فى مصر، حيث أصدر المجلس القومى للمرأة بياناً هذا الشهر قال فيه إن هذه الزيجات هى «جرائم أرتكبت ضد النساء تحت ستار الدين»، الا أن بعض اللاجئات يشعرن بأن الأمر يتضمن استغلالا لظروف العائلات وأن هذه الزيجات تكون فى الكثير من الأحيان رخيصة ودون الضمانات المعتادة التى تثبت أن العريس قادر على إعالة العروس. وقد حدد تقييم مشترك عن اللاجئين السوريين أجرته المفوضية السامية للأمم المتحدة لشئون اللاجئين بالاشتراك مع برنامج الأغذية العالمى ومنظمة الأممالمتحدة للطفولة (اليونيسف) حالات التحرش وممارسة الجنس للبقاء على قيد الحياة والزواج القسرى كبعض الأمور المثيرة للقلق المتعلقة بالحماية التى تواجه المجتمع بجانب العنف والتهديدات الأمنية وتدهور سبل العيش.