منطقة «كوم أوشيم» الصناعية بالفيوم التى تقع على مساحة 1152 فدانا وتضم 263 مصنعا منها 160 مصنعاً منتجا و58 تحت الإنشاء و30 مصنعا توقف عن العمل بعد بدء الإنتاج تعد أحد محاور التنمية على أرض المحافظة نظراً لماتتميز به من مقومات يأتى على رأسها قربها من القاهرة ومحافظات الصعيد، مما ساعد على جذب بعض المشروعات العملاقة مثل مجمع إنتاج الكيماويات الوسيطة الذى افتتح الرئيس عبد الفتاح السيسى أحدث مصانعه خلال شهر ديسمبر الماضي، وغيرها من الصناعات مثل السيراميك وتجفيف المواد الغذائية والملابس الجاهزة. لكن فى المقابل تواجه المنطقة عددا من المشكلات التى تؤثر فى استمرار قدرتها على جذب المستثمرين، ودفعت عدداً منهم إلى هجر مصانعهم وإغلاقها خوفاً من الديون أو الإفلاس، ولم تسلم المناطق المجاروة ل «كوم أوشيم» من مشاكلها، فمنذ عدة أشهر أصيب أكثر من 150 شخصا من أهالى قرية الأصفر بحالة اختناق مفاجئ دون سبب معروف، وتم نقلهم على إثرها إلى مستشفى طامية المركزى ومستشفى الفيوم العام، وأرجع التشخيص أن الاختناق قد يكون نتيجة تسرب غاز من أحد مصانع منطقة كوم أوشيم الصناعية الملاصقة للقرية، هذا بالإضافة إلى مشكلة الصرف الصناعى التى تؤثر على الأراضى الزراعية القريبة منها بسبب صرف مخلفات المصانع على المجرى المائى الذى يروى الأراضى الزراعية مما أدى إلى بوار مساحات كبيرة منها، الى جانب المشكلات الصحية التى قد يسببها تناول المحاصيل التى تُروى بمياه الرى المخلوطة بالصرف الصناعي. ويقول الدكتور عبد المقصود خليفة نائب رئيس جمعية مستثمرى كوم أوشيم، أن أبرز المعوقات التى تواجه المستثمرين، البيروقراطية وتعنت الأجهزة الإدارية فى إنهاء الإجراءات، وكذلك عدم وضوح القوانين، بشكل يؤدى إلى قيام الموظفين بتفسيرها وفق أهوائهم الشخصية مرة بالسلب ومرة أخرى بالإيجاب، وعدم انعقاد مجلس إدارة منطقة كوم أوشيم الصناعية بشكل دوري، مما أدى الى تراكم طلبات المستثمرين. ويضيف: من المشكلات التى يعانى منها المستثمرون تدهور البنية التحتية، وعدم تمهيد الطرق بين المصانع، والمغالاة فى أسعار الخدمات مثل مياه الشرب والغاز، فمياه الشرب ضعيفة ودائمة الانقطاع لفترات قد تصل إلى أسبوع كامل، مما يضطر أصحاب المصانع إلى الاستعانة بالجرارات والفناطيس لنقل المياه، وكذلك سوء حالة شبكة الصرف، وعدم وجود وسائل الحماية المدنية الكافية، فلا توجد إلا نقطة حماية مدنية وحيدة بالمرحلة الأولى من المنطقة الصناعية يصعب الوصول إليها، وتم تخصيص قطعة أرض لإقامة نقطة أخرى بالمرحلة الثانية منذ أكثر من عام ولم يتم العمل فيها حتى الآن بسبب الإجراءات الروتينية، هذا فضلاً عن مشكلة عدم ثبات التيار الكهربائى التى تؤدى إلى أضرار وتلفيات بالمصانع، فى الوقت الذى تتعنت فيه الشركة فى تحصيل الفواتير وفى أحيان كثيرة تقوم بقطع التيار الكهربائى عن المصنع الذى لم يسدد الفاتورة خلال أسبوع، ويطالب «خليفة» بمنح المستثمر مهلة 30 يوماً لسداد الفاتورة منذ بداية إصدارها للتيسير عليه، ووضع آليات جديدة للنهوض بالاستثمار وإزالة المعوقات التى تواجه المستثمرين فى الفيوم. ويرى عدد آخر من المستثمرين أنه يمكن الوقوف على 5 معوقات رئيسية تواجه الاستثمار بالشكل الأمثل، تتمثل فى نقص التمويل، وبطء إجراءات الترخيص المترتبة على عدم تطبيق سياسة الشباك الواحد، فمثلاً يحتاج المشروع الذى تزيد تكلفته الإنشائية على مليون جنيه إلى موافقة «المجمعة العشرية» التى تقوم بمراجعة الرسوم الهندسية للمشروع وتستغرق فى ذلك عدة أشهر، ثم موافقة البيئة التى تستغرق عدة أشهر، وتتوالى الموافقات والإجراءات ويضيع الوقت هدراً على المستثمر، ويرون أن الحل هو فتح أسواق جديدة فى افريقيا التى تستورد منتجات بقيمة 360 مليار دولار نصيب مصر منها مليار دولار فقط. ويؤكد المهندس مجدى البحيرى مدير منطقة كوم أوشيم الصناعية، أن المحافظة قد سعت إلى تنفيذ حزمة من الإجراءات للتيسير على المستثمرين الحاليين وجذب استثمارات جديدة، نظراً لأهمية المنطقة فى توفير العملة الصعبة التى تسهم فى دعم الاقتصاد القومي، موضحاً أنه يتم تصدير 80% من إنتاج منطقة كوم أوشيم الصناعية إلى الخارج، وأبرز المنتجات التى يتم تصديرها منتجات الأعشاب الطبية والمخللات والسيراميك والمسامير والزجاج، وأضاف أنه تم إلغاء رسوم تغيير النشاط، كما يتم تحفيز المستثمر بتخفيض 10% من سعر الأرض فى حالة سداد قيمتها كاملة مرة واحدة، وتخفيض 15 % فى حالة بدء الانتاج فى السنة الأولي، و10% فى حالة بدء الانتاج فى السنة الثانية، فضلاً عن إعطاء مهلة للمتعثرين لحين توفيق أوضاعهم. المستشار وائل مكرم محافظ الفيوم، يقول إنه تم تخصيص ألفى فدان بمنطقة قوتة، وسبعة آلاف فدان أخرى جار استصدار قرار جمهورى لها، لإقامة منطقتين صناعيتين جديدتين بالفيوم، إضافة إلى منطقة كوم أوشيم الصناعية. وأضاف أن منطقة كوم أوشيم الصناعية تتميز بقربها من القاهرة ومدينة 6 أكتوبر والإسكندرية كمناطق تسويق وتصدير، وتوافر الأيدى العاملة لقربها من المناطق الأهلة بالسكان، كما تخدم المنطقة مجموعة من الطرق الإقليمية الجديدة مثل طريق القاهرة/ الفيوم، والقاهرة/ أسيوط الغربي، وطريق الإسكندرية/ الفيوم الصحراوي، وكل هذه المميزات تعد عوامل جذب للاستثمارات الجديدة.