(قصة من وحي الخيال الأسماء فيها غير حقيقية ولا المناصب ولا الأحداث) ملخص الحلقة الثانية: علاء نصر الدين الصحفي المرموق والمذيع اللامع، تبدل حاله فجأة، وتحولت ابتسامته لحزن دفين..يرتسم داخل مقلتيه، حرك الحب مشاعره بلقائه أسماء, عاملة الكافيتريا بالجريدة ، حاول مرارا الابتعاد ولكن هيهات.. كيف يبتعد وقد صار قلبه مشتعلا بصورتها، التي باتت لا تفارقه، يعيش علاء صراعا مريرا بين حبه الذي حاصره من كل جانب، ويخشي الإفصاح عنه حتي لأسماء، وصراعه مع زوجته التي تعيش معه وحبه الشديد لابنه مازن.. الحلقة الثالثة: حاولتُ حينها أن أسمع منها ياسمير أن أقترب أكثر.. فقالت وكأنها كانت تنتظر سؤالي : أمي ماتت من ثلاث سنوات ماكنش عندنا في البيت ولا جنيه واحد.. كانت بتبيع خضار جنب بيتنا.. بعد ما أبويا اتقلب بالتوكتوك اللي كان بيشتغل عليه و لما خبطته عربية عند السكة اللي بيعدي عليها الناس المسافرة ..أصل احنا من قرية بعيد شوية عن مصر .. تصدق يا سعادة البيه إن ابن عمي اشترط علي أبويا إنه يخطبني عشان يدينا التمن بتاع كفن أمي لما ماتت؟ فاندهشتُ وقلت لأسماء إزاي وسط المصيبة دي.. إزاي يا أسماء ؟ أيوه يابيه صدقني وسط المصيبة دي؟ وبعدين كملي يا أسماء: أبويا هيعمل إيه وافق لأنه مغلوب على أمره وقالي عايزين نلم لحمنا يا بنتي ولا أروح أشحت ولا هتجريني بالكرسي يعني المهم يابيه .دفنا أمي ولقيت أبويا بعد يومين تلاتة بيقولي أنا يابنتي قربت أموت وانت ملكيش غير ابن عمك رمضان..لقيته بيعيط معرفتش أقوله غير حاضر يابا .. بطل عياط بقا ده أنا مليش غيرك.. واللي انت شايفه هنفذه يابا ؟ فسألتها: ليه وافقت يا أسماء ؟ فقالت بانكسار ولا مبالاة: وليه أرفض أنا مش مكملة تعليمي ولا معايا شهادة غير الابتدائية أنا يابيه عندي عشرين سنة.. اتبهدلت كتير.. تصدق إن رمضان بعد كله ده حاول يغتصبني؟ سألتها مين رمضان ..فانهمرت من عينيها الدموع قائلة: ابن عمي وبعدين يا أسماء؟ هربت من البيت.. قلت لأبويا المريض واتفركشت الجوازة... وكأنها استفاقت فجأة ياسمير أخذت تمسح دموعها ناظرة نحوي عن إذنك يا سعادة البيه.. هاروح أكمل شغلي.. لم أدر حينها ياسمير إن كنت أذنت لها بالانصراف أم لا.. تاقت عيناي إلى البكاء بشدة ..انجرفت كل حواسي إليها شعرت بأنني مسئول عنها ..ولا تسألني عن السبب فلا أملك سببا واضحا.. كأنه بركان قد انفجر داخلي.. هممت بالانصراف من مكتبي وكانت الساعة تقترب من السادسة ، تملكني الفكر وأحاطت برأسي كل معاني الحزن.. عدت بيتي حزينا.. لا أريد التحدث مع أحد وياليتني ما عدت الي البيت...يا رتني ماروحت ياسمير.. ليه ياعلاء ؟ اوعي تقولي نجلاء عرفت؟ لا ياسيدي ما تقلقش قوي كده هي نجلاء موجودة أصلا .. نجلاء مشغولة بأعمالها يا عم سمير.. معندهاش وقت تضيعه معايا.. تصدق بالله يا أخي ده حتي كلمة حبيبي اللي بتقولهالي زيها بالظبط من غير طعم اتعشيت ياحبيبي أقولها آه شكرا ..تقولي تصبح على خير.. متهيألي كده إن اللي بيني وبين نجلاء اتقطع خلاص.. ياراجل ده حتي شغلي مش بتشوفه ولا بتهتم بحاجة ..الولد مع المدرسين.. والباص ياخده الصبح ويجيبه.. وسلم لي على الحياة اللي مفيهاش غير مظاهر خنقتني وتمثيل لوجوه غريبة بشوفها في سهرات عملهم أنا تعبت يا سمير من الحياة دي تصدق بالله يا أخي أنا لما ببص في عين نجلاء مش بلاقي أي معني ..عارف زي ما أكون ببص لحاجة غامضة.. حاجة بعيد قوي عني.. مش شايفها وياسلام بقا لما أبوها يعزمنا ع العشا باقعد معاه وكأني قاعد مع نابليون ..مرة سيادة اللواء ده ضرب خالد ابني.. لان الكرة اللي كان خالد ابني بيلعب بها أطاحت بفنجان شاي كان في يده.. فانفعلتُ وقلت له ليه كده ياعمي تخيل قال إيه؟ قال لي عمك إيه وزفت إيه ما انت شايف ابنك عمل إيه.. لسه هقوله ده طفل وغصب عنه ولايقصد.. لقيت نجلاء صرخت في وجهي أمام أبيها وقالتلي إيه ياعلاء ده.. انت بتكلم بابا إزاي بالطريقة دي.. فانصرفت من النادي تاركا خالد الذي جرى ورائي ... أنا مش حابب الحياة دي من سنين كرهتها حاولت أن أقاطع علاء! لكنه استمر في حديثه: عارف اللي هتقوله ياسمير ناس كتير بتحسدني ع اللي أنا فيه..عارف وبيتمنوا يعيشوا زيي.. بس أنا بقا مش عايز.. وارتعشت فجأة يده.. كأنه بدأ يغيب عن الوعي: أنا ياسمير ببص في عين أسماء بلاقي دنيا تانية.. بلاقي حنان غريب في عنيها.. دورت ع الحنان ده من سنين كتيرومالقتهوش ياسمير ... إيه ده؟ انت بتعيط ياعلاء.. للدرجة دي؟ ده مش بكاء ياسمير أنا بحاول أطهر نفسي.. عايز يبقي قلبي زي قلب أسماء .. ياما رحت أخلص لهم اوراق كتير من الجمارك والمصالح ..وكنت عارف إن ده غلط.. كنت عارف إني باخد فلوس مش بتاعتي.. كنت بكتب عن المبادئ ومراتي وأبوها وأنا معاهم بندوس ع المبادئ.. اشريت لهم شقق وأراضي كتير من غير عدد.. مش يمكن دي كانت من حق ناس كتير تاني زي أسماء اللي أهلها مش لاقيين ياكلوا؟ أنا اللي شهدت في المحكمة وزورت ورق العربية بتاعة محمد ابن اللواء علشان ما يتحبسي بعد ما قتل واحد وهو راجع بعربيته من اسكندرية..سيبني أبكي يا سمير ياااااااااااااااه الناس دي نسوني إني إنسان.. الناس دي مش بتشبع.. تقدر تقولي مين اللي أمات أحلام وطموحات أسماء؟ أومأت برأسي خجلا مما أسمعه فلم أكن أعرف أن علاء يحمل كل هذه الأحزان والهموم داخله.. وجدتني أسمع منه ما لم أسمعه من قبل.. نظرت إليه محاولا إيقاف انفعاله, طلبت منه أن يكف عن البكاء، فقلت له" كفايه ياعلاء.. انت ايديك بتترعش.. من فضلك قوم نروح ..أنا هوصلك للبيت ترتاح ..كده مش هينفع.. انت كده بتهدم حياتك ياعلاء صدقني.. انا هقولهم في الاجتماع انك اعتذرت ..نظر نحوي بعينين ممتلئتين حزنا قائلا: قصدك حياتي المزيفة.. حياتي المليئة بظلم الناس اللي بناخد فلوسها وندفع رشاوي وبيقولوا عليها عمولات.. الهانم مراتي يا سمير المحامية الشاطرة بتقولي دي عمولات.. إزاي أنا وافقت الناس دي كل السنين دي مش عارف.. وأسماء...ياه! أسماء يا سمير هي اللي فوقتني لما بكت.. أسماء المحرومة من كل حاجة حلوة.. بس هي أحسن مني... فقلت منفعلا: انت اتجننت يا علاء؟ أسماء مين دي اللي أحسن منك؟ فصرخ قائلا: أيوه أحسن مني ..أنا قدام نفسي بقيت صغير قوي.. أسماء بتقولي يا سعادة البيه من غير ماتعرف إن البيه ده ممكن يكون سبب من اسباب فقرها.. أسماء صحتني من النوم يا سمير ظللت استمع لعلاء أكثر من ساعتين لم ينقطع خلالها عن الأنين والندم والشكوى من حياته.. والحنين الجارف لأسماء.. تلك الفتاة التي تسللت لوجدانه وتربعت داخل قلبه تأثرت بعلاء.. لم أعرف كيف أتصرف ما الذي أقوله.. وقد تناثرت داخلي كل المعاني هل من حقه أن يحب ؟ ويحب أسماء؟ وكأنه كان يشعر بما يدور داخل نفسي وإذا به يقول بصوت ضعيف ومنكسر : إلى متي سأظلُ باحثا عن ذاك الشروق؟ كاد الغروب يقترب من حياتي ياسمير.. أليس ربك هو من خلق الحب؟ أهو الشيطان أم الرب؟ أجبني يا سمير ..لماذا تنظر لي هكذا بارتياب؟ نظرت لعلاء وهو غاية في الانفعال قائلا: .. قم الآن ياصديقي..دع قلبك يخاطب خالقك.... بُث حزنك ووجدك لخالقك.. . فالحزن يأكل صاحبه.. ولكنني أخشى عليك من الصدام ياعلاء.. ليس صداما مع أسرتك.. ولكنه صدام مع كل المجتمع.. فأنت ياصديقي تقف ضد نواميس الكون ..ليكن.. ليكن ماتقول ياسمير خلاص لقد تمكن مني الحب ؟ وفجأة بدت علي وجه علاء ابتسامة جميلة تحمل بين طياتها السعادة والفرح فسألته عن سر ابتسامته المفاجئة؟ فأشار بعينيه ناحية الباب ...... الحلقة الرابعة يوم الجمعة القادمة)) [email protected] لمزيد من مقالات أيمن عثمان