بعد ساعات من إعلان الأممالمتحدة انسحاب المعارضة السورية من محادثات جنيف الرسمية، قال بشار الجعفرى كبير مفاوضى الحكومة السورية إن مستقبل الرئيس بشار الأسد ليس محل نقاش فى محادثات السلام، واتهم المعارضة بالسعى وراء انهيار البلاد وتكرار الفوضى التى عمت العراق وليبيا بعد التدخل العسكرى الغربي، وتحويل سوريا لدولة فاشلة. وأوضح الجعفرى أن فريقه يسعى للاتفاق على حكومة موسعة كحل للأزمة، وهى فكرة رفضتها المعارضة. وأكد أنه لا يمكن أبدا بحث مصير الأسد فى محادثات جنيف أو فى أى عملية سلام تدعمها الأممالمتحدة،وشدد على أن الرئاسة ليست من صلاحيات جنيف، وأنها موضوع سورى سورى بحت لا علاقة لأحد به لا مجلس أمن ولا غير مجلس أمن. وتابع أن أى أفكار على غرار تلك التى طرحها ستافان دى ميستورا مبعوث الأممالمتحدة حول سوريا لسد الفجوة بين الطرفين يجب ألا تمس مؤسسات الدولة أو الجيش، موضحا أن «لن نسمح بأن يكون هناك فراغ دستوري». ومن جانبها، قررت الهيئة العليا للمفاوضات التى تمثل المعارضة السورية، أمس الأول، تعليق محادثات السلام قائلة إن الحكومة السورية ليست جادة إزاء المضى قدما فى عملية سياسية تدعمها الأممالمتحدة. وقال محمد علوش المتحدث باسم فصيل جيش الإسلام إن المعارضة لن تستأنف المحادثات الرسمية بأى حال فى ظل التصعيد العسكرى وتدهور الوضع الإنساني، وإن المعارضة تريد مفاوضات حقيقية وليس مفاوضات هزلية. وأضاف أن المعارضة لم تقرر حتى الآن ما إذا كانت ستلتقى مع دى ميستورا بشكل غير رسمى لإجراء محادثات فنية مقترحة. وفى الوقت ذاته، قال جورج صبرا المعارض السورى البارز إن محادثات السلام السورية تأجلت لأجل غير مسمى واستئنافها يعتمد على «تصحيح مسار المفاوضات» والأحداث على الأرض. ودعا صبرا القوى الدولية أيضا إلى إمداد السوريين بما يمكنهم من الدفاع عن أنفسهم قائلا «من واجب المجتمع الدولى أن يمكنهم من الدفاع عن أنفسهم ويزودهم بما يمكنهم من فعل ذلك».وفى هذه الأثناء، اعتبر أليكسى بورودافكين مندوب روسيا الدائم لدى مقر الأممالمتحدة فى جنيف أن التكهنات حول انهيار وقف إطلاق النار فى سوريا «مشكوك فيها ولا أساس لها»، مؤكدا أن الجيش السورى سيواصل صراعه مع الإرهابيين بمساعدة القوات الجوية الروسية.ورأى بورودافكين أن قرار الهيئة العليا للمفاوضات بتعليق مشاركتها فى محادثات جنيف، يثبت أن المتطرفين أصبح لهم اليد العليا فى الوفد الرسمى للهيئة. وفى موسكو، أعلن الكرملين فى بيان أن الرئيسين الروسى فلاديمير بوتين والأمريكى باراك أوباما اتفقا خلال اتصال هاتفى على الاستمرار فى تعزيز التنسيق بشأن سوريا بما فى ذلك من خلال وكالات المخابرات ووزارتى الدفاع بالبلدين. وقال البيت الأبيض أيضا إن أوباما وبوتين عقدا «محادثات مكثفة» شملت سوريا وأوكرانيا. وقال الكرملين إن بوتين شدد على ضرورة أن تنأى المعارضة السورية المعتدلة بنفسها وبسرعة عن تنظيمى داعش وجبهة النصرة المرتبطة بالقاعدة وضرورة إغلاق الحدود السورية مع تركيا «التى يدخل منها المقاتلون والأسلحة إلى الإرهابيين».