فجأة تطفو على السطح الخلافات الحادة داخل حركة حماس على الولاء الإيدولوجي والتبعية السياسية حول الاستقطاب الإقليمى الحاد بين المحور السنى والمحور الشيعى فى المنطقة، ومابين السياسة والعسكرية تدب الخلافات بين اعضاء القيادة العليا فى حماس، ففى الوقت الذى يميل فيه اسماعيل هنية وخالد مشعل الى الارتكاز على المحور السنى لايروق هذا الرأى لكتائب عز الدين القسام التى ترى ان من مصلحة الحركة توثيق التعاون مع ايران وحزب الله، ووصل الخلاف الى التصادم الحاد بين القيادة العليا فى حماس التى تنقسم بدورها بين الرأيين بما يهدد بان تنزلق الكتائب المسلحة الى مواجهة مع اسرائيل حيث كشفت القناة العاشرة فى التليفزيون الإسرائيلى عن تفاصيل هذا الخلاف وتنبأت بمواجهة محتملة. وحسبما زعمت القناة العبرية الإسرائيلية العاشرة، فإن الخلافات بين قيادة الجناحين السياسى والعسكرى فى حركة حماس ذاهبة إلى التصعيد على جبهة القطاع لان محمد الضيف، قائد الجناح العسكرى لحركة حماس وهو الرجل الأقوى فى قطاع غزة، دخل مؤخرا فى خلافات مع القيادة السياسية للحركة وخاصةً إسماعيل هنية بشأن الأوضاع فى القطاع والعلاقة مع إيران وحزب الله، حيث يرغب الضيف بإعادة العلاقات مع هذه الاطراف مجددا، فيما تتجنب القيادة السياسية وخاصةً هنية وخالد مشعل ذلك. ووفقا للقناة، فإن حماس فى غزة تعانى كثيرا، لا سيما على صعيد توفير التمويل والدعم المالي، ولذلك يفضل الضيف عودة علاقات حركته مع إيران وحزب الله، مشيرة الى أن هذه الخلافات تتسع أكثر بسبب الوضع العام فى قطاع غزة ولذلك فان الضيف مهتم بالتصعيد عبر مواجهة جديدة وهو لا يرغب فى مفاوضات غير مباشرة مع إسرائيل، فى حين أن هنية يرغب باستمرار الهدوء فى قطاع غزة رغم الأوضاع الصعبة وهو يفضل إعادة بناء المنازل المدمرة، وترى القناة أن هذه الخلافات تقلق إسرائيل خاصةً أنها كانت مماثلة للظروف التى سبقت محاولة حماس تنفيذ هجوم عسكرى على حدود غزة وهو ما أدى فيما بعد للعملية العسكرية الواسعة المسماة بالجرف الصامد. العجز عن اتخاذ القرار اتخذت حركة حماس فى نهاية عام 2011 قراراً استراتيجيا مهماً وصعباً، تمثل بخروج الحركة من دمشق بعد اندلاع الثورة السورية، وكان القرار فى حينه يعنى انسلاخ حماس عن طهران وحزب الله جنوبلبنان، وانتقلت مكاتب الحركة من دمشق الى الدوحة واستعاضت عن الدور الإيرانى بتحالف جديد محوره تركياقطر الإخوان فى مصر، وتماشى هذا التوافق مع محور سنى يتطابق وعقيدة حماس التى لا يربطها بالمحور الشيعى سوى المشاركة فى عداء وكراهية إسرائيل، ولكن كان هذا التحالف هو الأقصر أمدا بعد سقوط نظام الإخوان من جهة وانحسار الدور القطرى الذى اتهمه مجلس الخليج بدعم الإرهاب وتوعده بعقوبات جعلت قطر تضيق على حماس، وتراجع الدور التركى حيث ترتبط انقرة بعلاقات مع الكيان الصهيونى نوهت اليه كثير الصحافة الفلسطينية سواء على المستوى الاقتصادى والتبادل التجارى او على المستوى العسكرى وتدريبات مشتركة بين انقرة وتل أبيب، وارتباط عضوى بالموقف الأمريكى والتحالفات الغربية، يجعل تركيا تتعامل مع حماس بتأييد حذر به الكثير من الحسابات مع إسرائيل وامريكا، كل ذلك قدم على الساحة واقعا جديدا محملا بالتعقيدات وعلى حماس ان تقرر بحسم خصوصا ان الموقف السعودى يمد يد الدعم لحماس لإخراجها من تبعية ايران ولكن حماس مازالت بعيدة عن الحسم وخصوصا بعد الخلاف الحاد الذى كشفت عنه القناة العاشرة الإسرائيلية. أكاذيب دعم ايران للمقاومة فى الوقت الذى تتمسك فيه الكتائب العسكرية المقاتلة والجناح العسكرى لحركة حماس بالعلاقات الإيرانية وحزب الله، وتتخاصم من اجل ذلك مع جناحها السياسى يخرج نائب رئيس المكتب السياسى للحركة، موسى أبو مرزوق، مهاجما إيران بقوة وينفى تقديم طهران الدعم للمقاومة الفلسطينية منذ عام 2009، كما وجه أبومرزوق انتقادا حادا لتدخل إيران فى اليمن، قال: «أهلكوا العباد بسبب أحاديثهم الباطنية وطريقة تعاملهم مع الناس». وفور ان تطايرت تصريحات ابومرزوق التى ينكر فيها دعم إيران للمقاومة فى غزة خرج عليه أسامة حمدان مسئول العلاقات الدولية فى حماس قائلا: إن دعم إيران للمقاومة الفلسطينية لم ينقطع حتى أثناء المفاوضات النووية وان طهران هى الحليف الإستراتيجى للحركة الذى ساندها فى وقت الصعاب وساندها بالدعم المالى واللوجستى ومازالت العلاقات بالمقاومة وطيدة ومتينة، ونقلت وكالة أنباء فارس الإيرانية عن حمدان تصريحات مرسلة عن متانة العلاقات بين إيران وحماس أثناء زيارته لطهران، وعلقت الوكالة على تصريحات نائب رئيس المكتب السياسى ووصفتها بالكذب والتضليل . حرب محتملة وبهذا التناقض فى موقف حماس أصبحت إسرائيل تترقب هجوما من فصائل المقاومة، وترى انها خرجت عن طاعة قيادتها السياسة، وان كافة تعهدات حماس تمت مع طرف آخر غير الذى يحمل السلاح، وكأنما هى الذريعة التى تتصيدها إسرائيل لتوجه ضربة رابعة الى القطاع المنكوب الذى لم تجف دماؤه بعد، وراحت اسرائيل تطلق التحذيرات لسكان المستوطنات وحسب راديو إسرائيل التقى ضابط كبير فى الجيش الإسرائيلى بالمنطقة الجنوبية مع مسئولى البلديات والمجتمعات المحلية فى الكيبوتسات والبلدات المحيطة بقطاع غزة فى محاولة لتهدئة التوتر الذى شعر به المستوطنون بعد تصريحات ضابط كبير حول الوضع فى غزة وإمكانية اندلاع حرب جديدة، واخبار متناثرة عن الخلاف الحاد واخبار عن زيادة الدعم للواء الجنوب ومقدمات تفوح منها رائحة الحرب.