من الواجب على كل مصرى أن يكتب إقرارا ضريبيا، فإذا كان معفيا من الضرائب فلن يكلفه ذلك شيئا سوى زيارة مصلحة الضرائب التابع لها وكتابة الإقرار على ورقة المصلحة مجانا. ويقفز سؤال هو: من الذى يقرر أن الشخص معفى من الضرائب أم لا فى غياب الإقرارات الضريبية، وهى مثل بطاقة الرقم القومي، ولابد أن تكون مرتبطة بها بالبطاقة التموينية التى تحدد أحقية صاحبها للدعم أيضا. وأذكر أننى أثناء وجودى بالولايات المتحدة تسلم صديقى الأمريكى الجنسية المصرى الأصل شيكا بخمسة آلاف دولار، وقال لى إن هذا الشيك صادر من مصلحة الضرائب بعد أن اكتشفوا أنه أخطأ فى حساب الضرائب على نفسه بالزيادة فتم رد الفرق اليه وهكذا شاعت الأمانة بين الناس هناك ولا يخشى أحد من إيداع كل ما يملك فى البنوك الأمريكية ويعيش الناس جميعا هناك فى النور بأموالهم وممتلكاتهم. وفى مصر تقوم الحكومة ببيع عقارات وممتلكات سواء بالمزاد أو بالتسعير ويتقدم المواطنون فيشترونها ربما بملايين الجنيهات وأنا شاهدت فى أحد البنوك المصرية أناسا يحملون أجولة كبيرة مغلقة من العملات لايداعها فى حساب الممول، والحقيقة أننى لا أطالب بملاحقة أصحاب الأرصدة فى البنوك لسؤالهم من أين لك هذا حتى لا يهرب الناس من ايداعها فى البنوك لأن من يودع ماله فى البنوك، هو مواطن شريف يعيش فى النور ولا يخشى أى نوع من الرقابة على حجم أرصدته وفى ظل ما تقدم فأنا أطالب بأن تكون البنوك هى المكان الآمن للسحب والإيداع لأى مبلغ من المال، وأن تثق مصلحة الضرائب فى الإقرارات الضريبية التى يتقدم بها المواطنون وألا تتم تسمية كاتب الإقرار بالممول، ولكن بالمواطن. وأن تتحرى مباحث الأموال ممن يتحركون بأموال بالملايين فى الأسواق بيعا وشراء، وهم لا يودعون أموالهم فى البنوك لأن هناك أموالا كثيرة يتم تداولها خارج الجهاز المصرفي، وهى فى الغالب أموال غير مشروعة مثل أموال تجار الآثار والمخدرات والصناعات فى بير السلم، وأن تشجع الضرائب الناس على كتابة الإقرار الضريبي، وأن تأخذ كل ما كتبه صاحب الإقرار من بيانات وأرصدة وأملاك محل ثقة فإذا اكتشف عدم مصداقيتها بالزيادة أو بالنقص تتم مراجعته بدون أن توجه إليه فى حالة النقص تهمة التهرب الضريبى على إعتبار أن من ذهب لمصلحة الضرائب طواعية وقدم إقرارا ضريبيا فهذا هو المواطن الصالح الذى يجب احترامه والثقة فى كلامه حتى ولو لم يملك مستندات تدل على بياناته، أما من يعيش فى الظلام فهذا هو الذى يجب التحرى عنه. حسن شميس مهندس بالمعاش