( هذا البيمارستان ( المستشفي ) لجميع المسلمين من مختلف الطبقات العليا والدنيا علي حد سواء، ويتساوي في الانتفاع به الملك والمملوك ، والكبير والصغير، والحر والعبد ، والذكر والأنثي، فالعلاج مجاني طوال 24 ساعة ) هذا ما أعلنه علي الملأ في احتفال كبير عام 683 هجرية السلطان المملوكي سيف الدين المنصور قلاوون عندما تم الانتهاء من بناء مجمع السلطان قلاوون والذي يضم بيمارستان ومدرسة ومكتبة فضلا عن حمام وغيرها من المنشآت العامة التي تؤدي وظائف تعود بالنفع علي المجتمع .وتميز هذا البيمارستان بتوفير الأسرة والفرش اللازمة للمريض وتوفير الغذاء المناسب لكل مريض حسب حالته الصحية ، فيصرفون له الطعام الخاص به حسب نوع مرضه . كما كان يُصرف لكل مريض ما يحتاج إليه من أدوية دون زيادة أونقصان . وكانت تُصرف مراوح من الخوص ليستخدمها المرضي في التخفيف من حرارة الصيف . ومن مات من المرضي يتم تجهيزه وتكفينه ودفنه علي حساب البيمارستان . وكان البيمارستان يُعالج جميع الأمراض ،وينقسم إلي قسم للذكور وآخر للأناث ، وكل قسم ينقسم إلي قاعات . ووصف الرحالة ابن بطوطة المغربي البيمارستان قائلا ( يعجز الواصف عن محاسنه ) ، في حين وصفه الرحالة البلوي بأنه ( قصر عظيم من القصور حسنا واتساعا لم يُعهد بمثله بقطر من الأقطار). كانت تُوجد بمصر آلاف الأسبلة التي تُوفر المياه للمارة ، فضلا عن وظيفة أخري عظيمة وجليلة وخطيرة وهي وظيفة التعليم المجاني مع الجراية من الطعام والكسوة المجانية ، حيث كان يُلحق بالسبيل وفي الجزء العلوي منه والذي يُمثل الطابق الثالث في السبيل مكتب أوكُتاب ليتعلم فيه أبناء المسلمين مباديء القراءة والكتابة وتحفيظ القرآن الكريم . تحولت الأربطة التي أقيمت أساسا علي الحدود لمجابهة الأعداء إلي وظيفة اجتماعية وخدمية داخل المدن والأماكن العامرة ، فأصبحت ملاجيء مستديمة لفريق من الناس يستحقون الرعاية الخاصة وبخاصة كبار السن وأصحاب العاهات . كما بني السلطان المملوكي بيبرس البندقداري رباطا خصصه للرعاية الكاملة والمجانية لكبار السن . وكانت الأربطة الخاصة بالنساء ذات رسالة اجتماعية أكثر خطرا ، فهي لم تستهدف العبادة فقط ، ولكن قُصد بها أن تكون ملاجيء للنساء والمطلقات والأرامل ، ولكل من لا ملجأ لها . وتمتاز هذه الأماكن بالشدة والانضباط الشديد للحفاظ علي هؤلاء النسوة حتي يتزوجن أو يرجعن إلي أزواجهن . ومن أمثلة ذلك ما كان يُسمي ( رباط البغدادية )في مصر. وفي رمضان عام 265 هجرية انتهي أحمد بن طولون من بناء ثالث المساجد الجامعة في مصر بعد جامعي عمرو بن العاص بالفسطاط وجامع العسكر في مدينة العسكر شمال الفسطاط ، وهو المسجد الذي ما زال يحمل اسمه ويحتفظ بطرازه المعماري الأصلي وذلك علي مساحة ستة أفدنة ونصف . وكانت تُوجد بأعلي مئذنة المسجد سفينة صغيرة من البرونز كان يُوضع بها الحبوب لاطعام الطيور !!! [email protected] لمزيد من مقالات عبدالفتاح البطة