كما كان متوقعا، حقق الرئيس الجيبوتي إسماعيل عمر جيله فوزا ساحقا ليفوز من الجولة الأولي في الانتخابات بولاية رئاسية رابعة ، حيث حصل الرئيس المنتهية ولايته إسماعيل عمر جيله علي نسبة كبيرة ، تصل إلي أكثر من 80 ٪ من الأصوات، بفارق كبير بينه وبين منافسيه، ولاسيما في العاصمة جيبوتي، وبلبالا الحي الشعبي الضخم المكتظ بالسكان، والذي يشكل مع العاصمة نحو 60 % من سكان البلاد. وحل عمر علمي خيري مرشح الاتحاد من أجل الإنقاذ الوطني وهو ائتلاف معارض في المركز الثاني بعد أن حصل في الجولة الأولي علي 7٪ من الأصوات، وتنافس في الانتخابات الرئاسية 6 مرشحين، أولهم الرئيس المنتهية ولايته اسماعيل عمر جيله واثنان من تكتل المعارضة هما عمر علمي خيري و محمد داوود شحم، بالإضافة إلي 3 مرشحين مستقلين ، وخاض جيله هذه الانتخابات للحصول علي ولاية رئاسية رابعة، بعد تعديل الدستور عام 2010، الذي كان يحدد من عدد الولايات الرئاسية، مسلحا بالعديد من الانجازات المهمة و لديه تاريخ مشرف، وهو الذي يتولي السلطة في جيبوتي منذ عام 1999، وأشرف علي النمو الاقتصادي لجيبوتي في إطار سعيه لتكون بلده ميناء دوليا، بالإضافة إلي أنه المرشح الوحيد في هذه الانتخابات الذي لديه برنامج عمل واضح الملامح للارتقاء ببلده يتمتع بموقع استراتيجي عند مدخل البحر الأحمر . ومما ضاعف من فرص نجاح هذا الرجل للفوز بولاية رئاسية رابعة أن المعارضة انقسمت علي نفسها في هذه الانتخابات، بعد أن كانت قد نجحت في توحيد صفوفها خلال الانتخابات التشريعية عام 2013 تحت راية "من أجل الإنقاذ الوطني"، حيث قرر ثلاثة من أحزاب "الاتحاد من أجل الإنقاذ الوطني"، بينها حزب ضاهر أحمد فرح المتحدث السابق باسم الاتحاد مقاطعة الانتخابات، منددة بما أسموه مهزلة انتخابية . ولم تتمكن الأحزاب الأخري في الاتحاد من الاتفاق علي تقديم مرشح موحد ، غير أنها قدمت مرشحين هما عمر علمي خيري و محمد داوود شحم، وقد انقسمت آراء الناخبين بين تيارين ، الأول تيار قوي يناصر الرئيس المنتهية ولايته اسماعيل عمر جيله، و تبني هذا التيار فكرة أن الشئ الوحيد المهم في هذه قصة ما قدمه المرشح، وليس مهما أن الوقت الذي أمضاه، مادام أنه يفيد بلده، في حين يقول أنصار التيار الثاني دعنا نجرب شيئا آخر ، غير أن من بين الفريق الثاني من يؤكدأن جيله رجل واضح ومستقيم . وقد شارك في الإشراف علي هذه الانتخابات اللجنة الانتخابية المستقلة وبعثة الجامعة العربية و بعثة أفريقية. ويبقي أن المعركة الأهم أمام جيلة هي مواجهة التحديات العديدة التي تواجهها بلده سواء علي الصعيد السياسي أو الاقتصادي أو الاجتماعي، في ظل تحديات وانتقادات داخلية، وفي وسط واقع إقليمي ودولي مضطرب يلقي بظلاله علي بلده الصغير الذي أصبح أخيرا محط أنظار العديد من القوي الدولية والإقليمية، بفعل الأزمات والاضطرابات في القرن الإفريقي واليمن المجاورة.