القمة المصرية السعودية بين الرئيس عبد الفتاح السيسى وخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز فى القاهرة غدا، هى واحدة من أهم محطات ربط أوشاج الصلة والتلاحم ليس بين مصر والسعودية فحسب، وإنما بين الدول العربية من المحيط إلى الخليج، فمستقبل العرب اليوم تحدده وبحق هذه القمة. وفى المجال السياسى اقترح على القمة تشكيل ورشة عمل فكرية تضم إلى جانب أصحاب الفكر من رجالات مصر والسعودية، أصحاب الفكر من باقى الدول العربية، ويتخذون من موقع جامعة الملك سليمان المزمع إقامتها مقرا لها، حيث تتولى وضع استراتيجية لم الشمل العربي، وإقامة اتحاد عربى على غرار الاتحاد الأوروبي، خاصة ان جل مقومات نجاح هذا الاتحاد متوفرة، والجو العام بعد سنوات العدوان والتفكك والمؤامرات التى كشفت المخططات الأجنبية، وأضحى افشال هذه المخططات الاجنبية واجب ليس على عاتق مصر والسعودية فحسب، وإنما واجبا على كل الاقطار العربية كلها. وقد يكون البيان الختامى للقمة أو ما يمكن تسميته بإعلان القاهرة، متضمنا خططا من هذا القبيل. وانى أرى ان نجاح القمة اليوم فى تحقيق مشروع لوصل شرق بورسعيد بمكةالمكرمة عن طريق قطار "مجليف" المغناطيسى الألماني، بسرعته الفائقة التى تتعدى 450 كم فى الساعة، ويسير على قضبان مغناطسية مرتفعة عن سطح الأرض، بحيث يقطع المسافة من شرق بورسعيد أو "الفرما" باعتبارها موطن السيدة هاجر عليها السلام، إلى مكةالمكرمة موطن ابنها سيدنا إسماعيل أبو العرب عليه السلام، فى مدة لا تزيد على سبع ساعات، ويتطلب هذا الوصل، إقامة ربط بين نبق شمال شرم الشيخ بالشيخ هنيد على الجانب المقابل لها فى السعودية، بواسطة معابر الهوفركرفت: وهى معابر او معبر لربط اليابسة المصرية فى منطقة شرم الشيخ, باليابسة السعودية فى منطقة الشيخ هنيد, لاول مرة فى تاريخ المنطقة, وذلك لعبور الحوامات البرمائية المعروفة بالهوفركرافت لنقل الاشخاص والسيارات وقطارات السكة الحديد من مصر الى السعودية وبالعكس, فى رحلة بحرية تستغرق نصف ساعة, وذلك الى حين تشييد جسر تيران لربط اليابسة المصرية باليابسة السعودية. إذ ليس من المنطق فى شيء أن يظل ربط مصر بالسعودية عن طريق سفن بحرية سريعة او عادية تنطلق من نويبع المصرية الى العقبة فى الاردن، او من الغردقة او سفاجا الى جدة أو نويبع أو ضبا فى المملكة العربية السعودية، فى رحله تستغرقها السفن السريعة فى مدة لاتقل عن ثلاث ساعات, بينما الرحلة البرمائية بحوامات الهوفركرافت من شرم الشيخ فى مصر الى الشيخ هنيد فى السعودية لن تستغرق مدتها اكثر من نصف ساعة, وفكرة الربط عن طريق حوامات الهوفركرافت بدلا من السفن السريعة او العاديه أو حتى بدلا من المعديات العادية المنتشرة فى المجرى الملاحى لقناه السويس ترجع الى ان الحومات البرمائية تعتمد فى الملاحة على المحركات النفاثة المثبتة على سطحها، بديلا عن الرفاسات المثبتة فى قاعها، مما يساهم فى حمايه البيئة البحرية والشعاب المرجانية. هذا الحلم لوصل بورسعيد بمكة، وربط نبق مصر بالسعودية يمكن تنفيذه خلال ثلاثة أشهر بالنسبة للحومات البرمائية، وخلال سنة بالنسبة للقطار "مجليف" فائق السرعة، يحتاج إقامة شركة مساهمة مصرية سعودية مشتركة تشارك فيها الحكومتان مع القطاع الخاص، وممكن طرح اسهم منها للاكتتاب العام فى الدولتين، لتولى تنفيذ المشروع الحلم. حيث تتولى ادارة واستغلال هذا المرفق البكر عن طريق شراء او تصنيع مجموعة الحوامات البرمائية الهوفركرفت بانواعها المختلفة لنقل البشر والسيارات والقطارات، وهو مشروع بكل المقاييس يبيض ذهبا، على حد تعليق صديقى المستشار محمد فتحى شرباص طيب الله ثراه الخبير فى اقتصاديات تموين السفن، علما انه بهذا المشروع تصبح الفرما محطه سكة حديد للحج والعمرة، والسياحة والعلاج والعلم والتجارة بين البلدين، وبهذا المشروع ايضا يمكن تنفيذ مشروع سياحة اليوم الواحد لزياره مدائن صالح فى السعودية, والعودة الى شرم الشيخ للمبيت فيها. مشروع الوصل والربط بين شرق الأمة العربية وغربها بالحومات البرمائية والقطارات الفائقة السرعة، يسهم فى تحقيق حلم تحويل شرق بورسعيد إلى مركز لوجيستى عالمى متعدد وسائط النقل.