قطعت مصر شوطا كبيراً فى حل المشكلات التى تواجه المستثمرين العرب وعلى رأسهم السعوديون المتعلقة بالتعاقدات الحكومية، وذلك فى الوقت الذى تشهد فيه العلاقات الاقتصادية بين مصر والسعودية انطلاقة غير مسبوقة، فعلى صعيد الاستثمار تتصدر المملكة المركز الأول من حيث الاستثمارات العربية المباشرة. ويقول الشيخ محمد عبدالله الراجحى رئيس الجمعية السعودية لرجال الأعمال أنه تم توقيع مذكرة تفاهم مع وزارة الزراعة المصرية لاستصلاح أكثر من 100 ألف فدان وذلك ضمن مشروع المليون فدان القومى الذى أعلن عنه الرئيس عبدالفتاح السيسي، وقد تقدمت 20 شركة سعودية من خلال الجمعية للمساهمة فى إنجاز المشروع وتم إرسال أسماء الشركات إلى الجهات ذات العلاقة وانتظار الإجراءات الحكومية. وأضاف الراجحى أنه تم التقدم بطلب للحصول على أكثر من مليونى متر مربع أراضيٍ صناعية بمناطق مختلفة بالجمهورية لعدد من الشركات الأعضاء بالجمعية وفى انتظار الإجراءات الحكومية. ويشير أحمد درويش المدير التنفيذى للجمعية إلى أنه تم التوصل لحلول للعديد من المشكلات التى واجهت الشركات السعودية الفترة الماضية من خلال اللجنة المشكلة بوزارة الدفاع، وبالتنسيق مع السفارة السعودية بالقاهرة والملحقية التجارية ومجلس الغرف السعودى ومجلس الأعمال المشترك، مشيراً إلى أنه تم حل 25 مشكلة لشركات باستثمارات تصل إلى 10 مليارات جنيه. ويوضح أن هناك مشكلات لنحو 15 شركة باجمالى حجم استثمارات يصل إلى 40 مليار جنيه وقد تم وضع كل الحلول القانونية والمرضية لتلك المشكلات من خلال لجنة وزارة الدفاع وتم تجميعها ومخاطبة رئيس مجلس الوزراء والوزراء المعنيين من خلال اللجنة لوضع آلية التنفيذ وفى انتظار صدور تلك القرارات والآليات والتى يقف حائلا دون تنفيذها عدد من الإدارات الوسطى بالوزارات المختلفة. ويقترح المستشار حسن أحمد عمر خبير القانون الدولى والمحامى بالنقض على حكومة الدكتور إبراهيم محلب عددا من المشروعات الاقتصادية منها مشروع شرق بورسعيد وأنابيب البترول والغاز والمياه المحلاة وكوابل الضغط العالى وكوابل الفيبر أوبتك الخاصة بالاتصالات الهاتفية والانترنت، وأخيراً أسلاك الضغط العالى للربط الخليجي. وأوضح أن جميع تلك المشروعات تمثل عناصر من مشروع قومى وضعته منذ عام 1993 أثناء وجودى فى المملكة العربية السعودية معاراً من السلطة القضائية للعمل بمشاريع المطارات الدولية وتتلخص تلك المشروعات تحت مشروع قومى بعنوان استراتيجية تطوير بورسعيد، وهذا المشروع يرتبط تماماً بعبارة «مسافة السكة» التى ذكرها الرئيس عبدالفتاح السيسى خلال حواره على قناة سكاى نيوز. وأشار إلى أن العنصر الأول من تلك الاستراتيجية يشمل إقامة ثلاثة جسور معلقة لربط مصر بالسعودية، على غرار جسر الملك فهد الذى يربط السعودية بمملكة البحرين، وبالتالى يمكن عمل جسر لربط البلدين عند مضيق تيران مدخل خليج العقبة، وعلى أن يكون مزدوج السطح، حيث الدور الأول يخصص لقطارات السكة الحديد والثانى للسيارات وعلى جوانبه أنابيب لنقل الغاز الطبيعى من قطر إلى دمياط ولنقل البترول من بترولاين إلى سوميد ليصل إلى الاسكندرية عند سيدى كرير وأنابيب المياه المحلاة فى مصرإلى السعودية، وأسلاك الضغط العالى لنقل شبكة كهرباء الخليج العربى بشبكة الكهرباء المصرية وكوابل الفيبر أوبتك للهاتف والانترنت. وقال أن الجسور الثلاثة التى ستمر فوق جزيرة تيران جميعها جسور معلقة وهى مشاريع اقتصادية من الممكن أن يتم إنشاء شركات مصرية سعودية مشتركة لتنفيذها، مشيراً إلى أن هذه المشروعات قد تستغرق مدة زمنية لتنفيذها ما بين 5 إلى 15 عاماً. ويوضح أن العنصر الثانى من المشروع يتمثل فى معابر «الهوفركرافت» أو الحوامات البرمائية وهذا العنصر لا يحتاج سوى 6 أشهر ويمكن أن يكون جاهزا للافتتاح مع افتتاح قناة السويس الجديدة، ويخصص لنقل السيارات بأنواعها وقطارات السكة الحديد باصنافها، من خلال الحوامات البرمائية لربط مصر بالسعودية فى رحلة برمائى من فوق رمال سيناء حتى تبوك بالسعودية. وأضاف أن هذا الطريق البديل يعد جزءا من مشروع استراتيجية تطوير بورسعيد ويتمثل فى ربط مصر بالسعودية عن طريق عبارات بحرية تصل ما بين منطقة «لارا» الواقعة مابين النقب ومطار شرم الشيخ على الشاطئ المصرى فى خليج العقبة وما بين «الشيخ هنيد» الواقعة على الشاطئ السعودى فى ذات الخليج، وحيث أن صفحة المياه بين المنطقتين لا تزيد على 15 كيلو مترا فنقترح عبورها بواسطة حوامة برمائية يطلق عليها «الهوفر كرافت» فى زمن رحلة لا يزيد على 45 دقيقة، وتلك الحوامات مجهزة لنقل الركاب والسيارات بكل أنواعها، بل وقطارات السكة الحديد بكل أشكالها أيضا، وهى التى ربطت فى الماضى ومازالت فى الوقت الحاضر بين انجلترا وفرنسا عبر بحر المانش. ويشير إلى أنه قد تمت مراعاة أن يكون الربط بواسطة الهوفركرافت وليس بواسطة العبارات العادية أو السريعة لسببين رئيسيين أولهما صعوبة وصول العبارات للشاطئ السعودى لوجود الصخور، فالمنطقة هناك لا تسمح بالملاحة والثانى يتمثل فى حماية البيئة البحرية والشعب المرجانية فى المنطقة من الأثار السلبية لتشغيل العبارات، أما الحوامات البرمائية فبصعودها إلى اليابسة تحقق سيطرة فى ضمان تصريف مخلفاتها من زيوت ونفايات ومواد عضوية عبر البر وليس عبر البحر. ويوضح أن هذا الربط يختصر مسافة لا تقل عن 12 ساعة بالنسبة للمسافرين برا عن طريق نويبع العقبة ويتفادى إجراءات السفر والجوازات والانتظار عند الحدود عبر دولة ثالثة هى الاردن، ويختصر 12 ساعة أيضا للمسافرين برا عبر سفاجا أو الغردقة ضابا، بل إنه يختصر يوما كاملا للمسافرين بحراً من السويس إلى جدة. ويؤكد أن هذا الربط بين مصر والسعودية سيسهم فى تحقيق مشروع ربط آخر بين مصر والاردن عبر حوامات برمائية من طابا إلى العقبة وكذلك إقامة مشروع وصل آخر عن طريق حوامات برمائية مماثلة لتربط بين رأس غارب على الشاطئ الغربى لخليج السويس بمنطقة شمال حمامات فرعون على الشاطئ الشرقى لخليج السويس فى رحلة بحرية تستغرق ساعة من الزمن، وهو ما يساعد أبناء الصعيد على اختصار زمن السفر إلى سيناء ونقطة العبور الجديدة بين مصر والسعودية من خمس ساعات الى ساعة واحدة. ويضيف أن مشروع الربط بين مصر والسعودية سوف يحفز لتنفيذ مشروع جرىء آخر يتمثل فى إقامة خط سكة حديد بقطارات فائقة السرعة لربط مصر بالسعودية وبداية الخط تبدأ من مدينة الفرما شرق بورسعيد ونهاية الخط فى مكةالمكرمة فى 7 ساعات بواسطة تلك القطارات الفائقة السرعة والتى تسير بسرعة 450 كيلو مترا فى الساعة، مشيراً إلى أن العائق الحقيقى لذلك المشروع كان يتمثل فى وجوب انتظارها حتى يتم تشييد جسر مصر السعودية مزدوج السطح لتمر عبره تلك القطارات، لكن الهوفركرافت سيحل تلك المعضلة باعتبار أن منها ما هو مجهز لحمل القطارات من مصر إلى السعودية خلال نصف ساعة. ويؤكد أنه آن الاوان لتنفيذ تلك المشروعات وأن تتبنى الحكومتان فى مصر والسعودية فكرو الربط بين البلدين، إلى جانب تأسيس شركات مساهمة مصرية سعودية لشراء تلك الحوامات البرمائية وإدارتها وتشغيلها وصيانتها لتشغيل معبر لارا الشيخ هنيد الدولى و معبر رأس غارب حمامات فرعون المحلي.