نظرا لمحورية دور رئيس مصر القادم في صياغة سياستها الخارجية واستراتيجيتها للأمن القومي فمن الاهمية بمكان التعرف علي رؤية أبرز مرشحي رئاسة الجمهورية من هذه القضايا. ومن حيث مصادر تهديد الأمن القومي فيراها جميع المرشحين أنها اسرائيل. وانفراد الولاياتالمتحدة بإدارة شئون العالم وتهديد تدفق مياه النيل الي مصر وبؤر التوتر في المنطقة وتدفق السلاح والمخدرات داخل مصر من تلك المناطق وانتشار البلطجة والفساد والفقر علي المستوي الداخلي, ويفتقد المرشحون لتحديد محاور استراتيجية الامن القومي بدقة كما يعرفها علم السياسة وان كان عمرو موسي كان أكثر توفيقا اذ أناط هذه المهمة بمجلس الأمن القومي تكون مهمته رسم استراتيجية الامن القومي لمصر والاشراف علي تنفيذها والتعامل مع مستجداتها وهذه الالية لم ترد في برامج باقي المرشحين علي هذا النحو من التحديد, كما ان مفهوم الدور الذي ينبغي ان تلعبه مصر جاء فضفاضا وبدون تحديد واضح لدي كل من د أبو الفتوح الذي أطلق عليه مفهوم صناعة المكانة ولدي د محمد مرسي الذي دمجه في مفهومي النهضة و الريادة بينما عرفه صباحي بمفهوم القيادة للعالمين العربي والاسلامي في حين كان عمروموسي وأحمد شفيق أكثر تحديدا في تناولهما لدور مصر ومكانتها اقليميا ودوليا وبشرح مستفيض. والبعد الأول للامن القومي لدي المرشحين يقوم علي دعم القدرات العسكرية المصرية ورفع القدرات البشرية وتوفير الميزانيات المطلوبة للتسليح والتحديث مع تعدد وتنوع مصادر التسليح وتكنولوجيا السلاح والاهتمام بالتصنيع المحلي للسلاح مع تبني موسي وشفيق لفكرة اختصاص مجلس للأمن القومي لمناقشة ميزانية الجيش واحتياجاته في حين يضع أبو الفتوح وصباحي ومرسي تصورا لذلك أقرب الي النموذج الامريكي أما البعد الثاني للامن القومي المصري كما يراه هؤلاء المرشحين وهوتحقيق الامن الداخلي المنوط به جهاز الشرطة علي أساس مفهوم أمن الوطن والمواطن وليس تحقيق أمن النظام الحاكم كما يتبني جميع المرشحين سياسة المكاشفة والمصارحة والمبادأة لمواجهة المشكلات ذات البعد الطائفي. أما البعد الثالث من أبعاد هذا المفهوم الذي أولاه جميع المرشحين عناية خاصة هو البعد الاقتصادي والاجتماعي التي اطلق عليها عمروموسي سياسة تنموية جديدة وشاملة بينما عرفها محمد مرسي بمشروع النهضة في حين حددها صباحي في مفهوم بناء الذات القوية واطلق عليها كل من د أحمد شفيق ود أبو الفتوح التنمية الشاملة كما يلاحظ وجود تشابه كبير في مشروعات كل منهم لترجمة هذا المفهوم علي الارض. ورابعا صياغة سياسة خارجية لمصر تستند علي استقلال الإرادة الوطنية المصرية ووضع أسس نظام إقليمي عربي جديد بزعامة مصر ويتبني المرشحون إعادة صياغة العلاقات مع دول العالم الإسلامي وخاصة مع ايران وتركيا ومحورية القضية الفلسطينية, ودعم العلاقات مع السودان بدولتيه والاهتمام بالبعد الأفريقي للسياسة الخارجية المصرية بما لا يسمح بالتدخل في مصالح مصرمن قبل دول معادية, والتعامل مع قضية النيل كأولوية أمن قومي وتطوير العلاقات مع الاتحاد الأوروبي وأمريكا علي أسس جديدة والدفاع عن مصالح وحقوق الملايين من أبناء مصر في الخارج ويتبني المرشحون احترام جميع المعاهدات والاتفاقيات الدولية وان كانوا يطالبون بمراجعة اتفاقية السلام مع اسرائيل خاصة الملاحق العسكرية لتعزيز التواجد العسكري المصري في سيناء وينفرد صباحي بفكرة الاستفتاء الشعبي علي أي من المعاهدات التي قد تحتاج مراجعات.