ونحن نحتفل اليوم كعادتنا بالذكري ال 39 لوفاة عندليب مصر الأسمر عبد الحليم حافظ , شاءت الأقدار ومنذ 11 عاما تقريبا أن يتقاسم معه نجمنا الأسمر أيضا أحمد زكي في نفس الاحتفاء بالذكري حيث تصادف أنها جاءت في شهر واحد هو مارس , وفي نفس الأسبوع وحتى يوم الوفاة كاد أن يكون واحدا لولا الثلاثة أيام المعدودة , فهي وحدها التي فصلت بينهما فقط ! ورغم اختلاف الأجيال بين النجمين الشهيرين إلا أن حالة الشبه الكبيرة التي جمعت بينهما في كل شيء استطاعت أن تقرب المسافات بينهما علي طول الخط , بدءا من نشأتهما في محافظة واحدة هي الشرقية وبالتحديد في مدينة الزقازيق وطفولتهما اليتيمة , ومرورا بمعاناتهما الشديدة في دخول الفن وحتي الوصول إلي القمة والتربع علي عرش السينما وعرش الطرب , وانتهاءا بمرضهما الخطير الذي تسبب في وفاتهما ! وفي الحقيقة فالكلام عن حليم أو زكي لا يكفيه مقالة واحدة ولا حتى عشرات المقالات بل هو يحتاج للعديد والعديد من المجلدات لما كان للاثنين من مكانة قوية وعظيمة في رحاب الفن المصري والعربي علي حد السواء , فكلاهما كان متفردا في موهبته سواء في التمثيل أو الغناء . ولكننا سنتوقف الآن فقط عند اللقاء الأول والأخير بين نجمين لن يجود الزمن كثيرا بمثلهما , ونظرا لما يحمله اللقاء من معاني كثيرة أعتقد أنه أقل ما يمكن أن يوصف به أنه تاريخي , حيث شهدت كواليس مسرحية مدرسة المشاغبين التي شارك في بطولتها أحمد زكي , أن عبد الحليم حضر ليشاهد المسرحية ولدعم صديقه المقرب جدا له وقتها عادل أمام أحد أبطالها , كما التقي أيضا بكل من سعيد صالح ويونس شلبي ولكنه لم يهتم كثيرا بأحمد زكي أو هكذا ظن الأخير ذلك ! فحزن حزنا شديدا وسبحان الله وكأن ملك الإحساس قد شعر بحزن الشاب البريء فجاء علي الفور بمن يخبره أن عبد الحليم يريد رؤيته , والغريب أن حليم قال له أنه يذكره بيتمه ومعاناته في بداياته , وبعدها قام باحتضانه وكأنه أراد بذلك أن يعتذر له عما سببه له من شعور بالحزن والألم , ثم أبلغه أنه مسافرا إلي لندن للعلاج , وسيكون فيلمه القادم معه لأنه ممثل كبير , وهكذا تنبأ أسطورة الغناء وهو في قمة مجده بأن زكي الذي كان في مجرد بداياته أنه سيكون هو أيضا أسطورة الفن والتمثيل . وأن كان حلم النمر الأسود قد مات في أن يجمعه فيلما مع مثله الأعلى أثناء حياته , إلا أن القدر شاء أنه يحقق له هذا الحلم ولكن بعد مماته بفيلم " حليم " الذي ورغم اشتداد مرضه فيه إلا أنه صمم علي تكملته , ليسدل به الستار عن حياة النجمين الكبيرين عبد الحليم حافظ وأحمد زكي الأول كأخر أفلامه والثاني بتجسيد فنه ومشوار حياته ! [email protected] لمزيد من مقالات علا السعدنى