"أبقى أفتكرنى" هكذا تغنى العندليب الأسمر، وكأنه ينادى معجبيه بعدم نسيانه عند رحليه، واليوم فى ذكرى ميلاده تذيع إذاعة الشرق الأوسط لأفضل ما قدم الشاب الأسمرانى الذى سحر الملايين. عبد الحليم حافظ هذا العندليب الأسمر الذى خطف الأضواء فى عصره، أحبه الملايين، وهب حياته للفن فقد لنا الكثير، لمع هذا النجم العظيم من خلال تقديمه للأغانى الرومانسية، وتألقه فى أفلام الشاب الفقير الذى يبحث عن فرصة ليقدم فنه الجميل. لم ينسى عبد الحليم حتى نذكر الشعب به اليوم فهذه الأسطورة تعيش دائما فى قلوب الناس، ففى الشدة يجدوه يعبر عن مشاعرهم، وفى الحب يتغنى بأفضل كلام الحب، وفى الثورة أغانيه تهز القلوب، وفى الفرحة "كلنا كدهة عايزين صور". عندما يذكر عبد الحليم تعجز الكلمات عن وصفه ويقف القلم عند كلمة أسطورة، فهذه الموهبة التى لا تأتى مثلها لا توصف بمجرد كلمات. وفى ذكرى ميلاده تسرد المشهد لحياة العندليب حتى يتعرف الجيل الجديد على واحد من أهم رموز الغناء العربى وهوعبد الحليم حافظ، هذا الفنان الذى كتب له وهو فى العام الأول من عمره أن يفارقه أبيه ليربى يتيما، فقد ولد عبد الحليم فى 21 يونيو 1929 بقرية الحلوات التابعة لمركز الإبراهيمية فى الشرقية، وأسمه الحقيقى عبد الحليم شبانة. كان عبد الحليم حافظ هو الأبن الرابع لأبيه، وكان أخيه إسماعيل شبانه هو الأخ الأكبر له وكان يعمل مدرسا للموسيقى فى وزارة التربية. أنتقل العندليب إلى منزل خاله متولى عماشة، وهناك أثناء لعبه مع أولاد خاله وقيامه بالإستحام فى الترعة أنتقلت له البلهارسيا، التى تسببت فى إجراءه 61 عملية جراحية باءت جميعها بالفشل. إلتحق العندليب كباقى أطفال القرية بالكتاب، ومن بعده إلتحق بالمدرسة، ومن وقتها ظهر شغف عبد الحليم بالغناء والموسيقى. أنتقل عبد الحليم بعد إتمام التعليم الأساسى إلى معهد الموسيقى العربية1943، وهناك تعرف على صديق عمره كمال الطويل. أنتشرت الشائعات التى روجت لزواج العندليب من السيندريلا سعاد حسنى، والتى جاء ذكرى وفاتها مع ذكرى ميلاده، وتعتبر هذه الزيجة هى الوحيدة فى حياة العندليب. لإقتدائه بأخبيه الكبير إسماعيل شبانة، فعندما تخرج عمل مدرسا للموسيقى، ولكن سرعان ما قدم إستقالته وعمل فى فرقة الإذاعة الموسيقية عازفا على آلة الأبواه 1950.، وفى منزل مدير الإذاعة شاء القدر أن يتقابل عبد الحليم مع الإذاعى الكبير حافظ عبد الوهاب الذى أعطاه أسمه ليشتهربه. وأشهر ما قدمه العندليب فى الإذاعة هى قصيدة "لقاء" الذى قام بتلحينها كمال الطويل، وكتب كلماتها الشاعر صلاح عبد الصبور. بدأ العندليب مشوار الطرب في أول أغنية له عام 1952 وكانت "ياحلو ياأسمر" ، وفي نفس العام قدم حليم أغنية "صافيني مره" كلمات سمير محجوب والحان محمد الموجي، وقوبلت الأغنية برفض من الجمهور أنذاك نظرا لأنهم لم يتعودواعلي هذا النوع الجديد من الأغانى، ولكنه عاد وقدمها مرة أخري في عام 1953 وقت إعلان الجمهورية وحققت نجاحا مرجوا، ثم قدم بعد ذلك أغنية علي "قد الشوق" عام 1945 وحققت نجاحا ساحقا. تعاون حليم مع عدد كبير من الملحنين والشعراء أشهرهم الشاعر الكبير عبد الرحمن الأبنودي والملحن كمال الطويل وبليغ حمدي،فقد قدم حوالي أكثر من 200 أغنية ومنها ابتهالات دينية وأغاني وطنية. كان عبد الحليم من أشهر الفنانين الذين غنوا لثورة 23 يوليو ، وكانت أولي اغنيات عبد الحليم حافظ هي "العهد الجديد" عقب قيام الثورة مباشرة، ثم غني بعد ذلك أغنية "إحنا الشعب" والتي غناها للرئيس جمال عبد الناصر بعد إختيارة رئيسا للجمهورية عام 1956 وكانت من كلمات صلاح جاهين وألحان كمال الطويل. لم يقتصر عطاء العندليب على الغناء فقط بل قدم مجموعة من الأفلام المميزة فى حياة السينما المصرية، كان أقرب فيها إلى التعبير عن معاناة المواطن البسيط والشاب الذى يعانى من ضيق المعيشة وعدم القدرة على الزواج، فقد قدم العندليب حوالي 16 فيلم سينمائي، وكان أول أفلامه "لحن الوفاء"، ثم قدم العديد من الأفلام ومنها "حكاية حب"، "بنات اليوم"، وكان أخر أفلام العندليب "أبي فوق الشجرة"،كما قدم أيضا مسلسل إذاعي عام 1973 وفي 30 مارس 1977 توفي عبد الحليم حافظ في المستشفي بلندن عن عمر يناهز 47 عاما. عاد جثمانه إلي مصر وشيعت له جنازة حضرها أكثر من مليوني مواطن ودفن عبد الحليم حافظ في المقابر بالبساتين. توفى العندليب ولكنه مازال فتى أحلام كل فتاه حتى الآن. يذكر أنه قام الفنان أحمد ذكى بتجسيد شخصية عبد الحليم حافظ فى فيلم العندليب الذى توفى أثناء تصويره، وأيضا قام الفنان شادى شامل بدور البطولة فى مسلسل العندليب.. حكاية شعب. العندليب عبد الحليم حافظ العندليب عبد الحليم حافظ