آداب مهنة الطب قديمة منذ ازل التاريخ يلخصها قسم ابقراط( سنة400 قبل الميلاد) الذي اقتبسه اليونانيون من قدماء المصريين.. وينص هذا القسم علي أن يؤدي الطبيب عمله علي أكمل وجه. وأن يحول المريض الي طبيب آخر مختص في حالة عدم اختصاصه.. وإلا يتعدي علي زميل له في المهنة, وأن يحترم خصوصية مريضه وألا يسبب له اذي من اي نوع وألا يفشي سر مريضه في حالة دخوله بيته, وألا يستغل نفوذه كطبيب أو ضعف مريضه وجهله بالشئون الطبية, أن مهنة الطب تختلف تماما عن أي مهنة أخري, هذه المهنة التي أقتصرت علي الكهنة ورجال الدين في العصور القديمة, هذه المهنة التي يجب علي من يزاولها أن يتحلي بمستوي اخلاقي سام فوق كل الشبهات والظنون أن ثقة المريض بالطبيب ينبغي ان تصل الي حد القداسة التي لاتشوبها شائبة والايمان الذي لا يعكر صفوه شك. فلماذا اذا تطالعنا الصحف يوميا بقصص تقلل من شأن الطب والأطباء في مصر, فهذا طبيب اصدر شهادة وفاة لطفل حي تم إيداعه ثلاجه توفي فعلا, وذاك مدير مؤسسة طبية عريقة متهم بالسرقة والاختلاس من اموال الدولة المخصصة لفقراء المرضي, والأمر الأقسي واستاذ جامعي يقوم بالتزوير في نتائج الامتحانات وأخيرا الاتجار بقرارات علاج المرضي الفقراء وغيرها من الممارسات والأخبار المؤسفة التي اصابتنا جميعا مرضي واطباء بالإحباط الشديد, فهل أصاب مهنة الطب الفساد الذي أصاب المجتمع المصري؟ هل مرضانا في مأمن عندما يستسلمون تماما للأطباء المعالجين؟ أعتقد أننا مازلنا بخير يجب تصحيح كثير من الأوضاع الخاطئة. يجب أولا وإعادة الثقة في الطبيب المصري الذي برغم سوء حالة يمارس مهنته بكل شرف وامانة واتقان يجب التعامل مع الأطباء مثل رجال الدين وإعطائهم الهيبة والاحترام الذي يليق بهم, يجب علي نقابة الأطباء ان توجه كل اهتمامها الي الطبيب المصري وتحسن من أحواله المعيشة, هناك تقصير شديد من النقابة في دعم الطبيب المصري والمطالبة بحقوقه من رفع المرتبات وتعويضات مخاطر المهنة وغيرها, كيف تطالب النقابة وأعضاءها بحقوق أهل غزة يوميا وترفع الشعارات لذلك وحقوق الطبيب المصري ضائعة؟ فما يحتاجه البيت يحرم علي الجامع, يجب علي الإعلام ان يكف يده عنا وان يشجع ويساعد الأطباء علي أداء مهمتهم السامية وان يدعمهم في المطالبة بحقوقهم بدلا من التشهير بهم, يجب علي العامة والمرضي أن يعلموا أن هذه الممارسات الفاسدة نحن الاطباء أبرياء منها, لقد صدرت من عليه.. القوم في مناصب ادارية وليس من الأطباء الذين يسهرون علي راحتهم, ولابد أن يعلم كل من يريد أن يمتهن هذه المهنة من الشباب انها لن تقوده ابدا الي الثراء فمن يريد الثراء عليه أن يمارس التجارة أو البورصة أو غيرها. الأطباء ليسوا اغنياء في جميع دول العالم. ثم يأتي أهم عامل في تشكيل الطبيب المصري الشاب ألا وهو دور اساتذة الجامعات الذين يجب أن يكونوا قدرة حسنة لطلبة كليات الطب في مصر يجب أن يتم تدريس مادة آداب المهنة في المقرر الجامعي, يجب ان يقوم الطلبة منذ السنة الأولي في كليات الطب بالحضور الأكلينيكي مع الأساتذة خصوصا في الطوارئ والرعاية الحرجة ليتذوقوا في مقتبل حياتهم السعادة التي تصاحب إنقاذ مريض بين الحياة والموت, ان كليات الطب في الخارج كل استاذ في تخصصه مسئول عن خمسة طلبة في المتوسط يلازمونه كظله يتعلمون آداب المهنة قبل القواعد الطبية التي يمكن قراءتها في الكتب ليروا بأنفسهم كيف يضحي الطبيب براحته وبمواعيد وجباته ومبواعيد اسرته في سبيل المرضي.