تنعقد فى مدينة "صفاقس" التونسية فى الفترة من 8 أبريل المقبل وحتى 17 من الشهر ذاته الدورة الخامسة لمهرجان الحكاية تحت شعار "حتى الحجر يحكي"، والذى تنظمه جمعية "دنيا الحكاية" بالتعاون مع المندوبية الجهوية للثقافة بصفاقس ومركز الفنون الدرامية والركحية بصفاقس، وذلك بدعم من المندوبية الجهوية للثقافة بصفاقس، ومؤسسة المورد الثقافى فى إطار برنامج "تونس بلد الفن"، والمعهد الفرنسى بتونس/دار فرنسا. يشارك فى هذه الدورة حكاؤون من تونس، وليبيا، والجزائر، واليمن، ولبنان، وبلجيكا، وفرنسا، فضلًا عن إقامة عدد من المعارض، وورش العمل، وندوة حول فن الحكي، وتقديم العروض التى ستستضيفها على مدار أيام انعقاد المهرجان عدد من المؤسسات التربوية من مدارس، ومؤسسات اجتماعية، ومركز الفنون الدرامية والركحية، ودار المحامي، والمركب (المجمع) الثقافى محمد الجموسي، بالتعاون والتنسيق مع عديد الأطراف الاجتماعي، وذلك بمشاركة نحو مائة حكواتى من الأطفال والشباب من الجنسين، أنفقوا الشهور الماضية فى التدريب والاستعداد. يهدف المهرجان إلى إعادة الاعتبار للحكاية والحكاء لدورهما الهام فى التعلم والفن والحياة وفى تنمية عادات القراءة لدى الأطفال عن طريق تشجيعهم على المطالعة وإعادة إنتاج الحكايات، فضلًا عن إمتاع الطفل المشارك وإسعاده، وتدريبه على مهارات التّواصل والإنصات والحديث، وتنمية الخيال والزّاد اللّغوى والمعرفى للطّفل، ونقل التّجارب والتقاليد والقيم من الكبار إلى الصغار بواسطة الحكاية، وخلق ألفة وودّ بين القصّة والخيال والكتاب من جهة والطّفل من جهة أخرى مما يجعله قارئا ومحبا للمطالعة فى المستقبل. ويأتى هذا المهرجان فى إطار محبة فنّ الحكى الذى يعد واحدًا من أقدم وأهمّ الفنون، وعلى وجه الخصوص فى المنطقة العربية التى عانت –وما زالت- من ارتفاع معدلات الأمية. ويعتبر فن الحكى من التراث الثقافى الإنسانى الذى عملت المجتمعات منذ القدم على توظيفه فى نقل تجاربها ومعارفها وقيمها عبرالأجيال، ومن أبرز أمثلته السير العبية ومن بينها الهلالية، وعنترة بن شداد، وذات الهمة، التى عاشت على ألسنة وفى صدور الرواة والحكائين يرددونها على المقاهى وفى الأسواق والموالد فى البلاد العربيّة عمومًا، أو تداولتها الجدات فى أمسيات يتجمع فيها أطفال العائلة، وهو ما تراجع مع انتشار التليفزيون والفضائيات العربية، وإنشغال الأسر فى مشكلات الحياة اليومية .هذا فى الوقت الذى يتطور فيه فن الحكى فى الغرب بصورة لافتة، حيث يتم التعامل مع مهنة الحكّاء باعتبارها مهنة قائمة بذاتها. وعلى سبيل المثال، تحتضن فرنسا وحدها ما يزيد عن 160 مهرجان سنوى للحكى وفنونه، كما تصدر فى الولاياتالمتحدة دورية تصدر عن "اتحاد روّاة حكايات الأطفال"، تهتم بالتواصل مع أعضاء الاتحاد البالغ عددهم نحو 4 آلاف شخص.