بدلا من أن تقدم لها هدية عيد الأم تكريما لها علي تربيتها وسهرها علي راحتها صعقت الأم عندما علمت أن ابنتها حامل دون أن تتزوج وأنها قد لطخت شرفها في تلك المنطقة الريفية لتدور الدنيا برأسها وتسترجع شريط الذكريات و هي التي حرمت نفسها من كل متاع الدنيا بعد وفاة زوجها لتربيتها وكافحت و واصلت الليل بالنهار لتري ابنتها فلذة كبدها عروسا تزف إلي منزل زوجها فتوقف قلب الأم عن النبض وعقلها عن التفكير وهي تطبق يديها علي رقبتها وعندما تركتها سقطت الابنة علي الأرض و حينها شعرت الأم أن عمرها ضاع هباء و حاولت إنقاذ الباقي منه عندما إدعت أنها وفاة طبيعية. فهي سيدة ريفية مصرية أصيلة تزوجت بمنطقة البدرشين و بعد سنوات توفي زوجها و كانت قد أنجبت منه طفلة في سنوات عمرها الأولي و لكنها رضيت بما قسم الله لها و آثرت ابنتها علي نفسها وعكفت علي تربيتها ووهبت لها الباقي من عمرها وعملت بالنهار وسهرت علي راحتها بالليل وهي تحلم باليوم الذي سوف تزف فيه إلي بيت زوجها حتي تشعر أنها قد أدت رسالتها علي الوجه الأكمل وكانت تتمني أن تحصل علي شهادة جامعية فإهتمت بها حتي وصلت إلي المرحلة الثانوية وبدء الشباب يتقدم لخطبتها إلا أنها في كل مرة كانت ترفض من يتقدمون و تتعلل لوالدتها أنها تريد أن تكمل تعليمها ولم تراع تلك الإبنة ما عانته أمها وتضحياتها من أجلها وأنها أضاعت عمرها بعدما سقطت في براثن أحد الذئاب البشرية الذي أوهمها بأنه يحبها وتعددت لقاءاتهما حتي تمكن منها وأفقدها أعز ما تملك وتحول العشق والهيام إلي لقاءات جنسية محرمة مارس معها فيها الفاحشة وكانت عندما تطالبه بالزواج يتهرب منها في الوقت الذي كانت حريصة فيه علي أن تكون هذه اللقاءات في مواعيد المدرسة والدروس الخصوصية وتعددت لقاءاتهما وهي تبحث عن سراب الزواج حتي حملت من ابن الجيران سفاحا وتنصل منها وبدأت أعراض الحمل تظهر علي الفتاة و تشعر بحالات دوار و غثيان و كلما سألتها والدتها تقول لها أنها مريضة وصدقت الأم في البداية حيث اعتقدت أنه من آثار إجهاد المذاكرة وعرضت عليها أن تذهب معها إلي الطبيب و هنا ارتعدت الفتاة وقالت لها إن الأمر لا يستلزم طبيبا وأنها سوف تتحسن إلا أن الحالة بدأت تتكرر معها و بطنها يزداد حجمه وعندما سألتها أمها تعللت بأنها تشعر بألام بالقولون ومع تغير ملامحها أصرت الأم علي أن تصطحبها إلي الطبيب لتعلم ما بابنتها و بعد محاولات مستميته من الإبنه لتثنيها عن الذهاب إلي الطبيب اضطرت إلي الذهاب معها وبعدما قام الطبيب بتوقيع الكشف الطبي عليها نادي علي والدتها وقال لها مبروك إبنتك حامل لتدور الأرض تحت قدمي الأم إلا أنها تمالكت نفسها حتي عادا إلي المنزل وانفجرت بها وإنهالت عليها ضربا مبرحا حتي اعترفت الفتاة بأنها علي علاقة بابن الجيران الذي غرر بها وأقامت معه علاقة غير مشروعه حيث كان يصطحبها إلي منزل أسرته وهنا جن جنون الأم وأمسكت برقبة إبنتها وهي تصرخ دون أن تشعر حتي خارت قوي الفتاة وسقطت علي الأرض لتكتشف وفاتها فحملتها و توجهت بها إلي مستشفي البدرشين وعندما سألها الأطباء قالت أنها كانت نائمة وعندما توجهت لإيقاظها لم ترد عليها إلا أن الأطباء لاحظوا وجود آثار خنق برقبة الفتاة . حيث تلقي اللواء خالد شلبي مدير الإدارة العامة لمباحث الجيزة اخطارا من مستشفي البدرشين بإستقباله فتاة في العقد الثاني من العمر متوفيه وقررت والدتها أمام اللواء خالد أبوالفتوح نائب مدير أمن الجيزة لقطاع الجنوب انها شعرت بحالة اعياء وبعدها توفيت ومن خلال تحريات العميد عبدالوهاب شعراوي رئيس مباحث قطاع الجنوب تبين عدم صحة رواية الام فتم تشكيل فريق بحث لكشف غموض الوفاة وباعادة مناقشة الام امام المقدم علي عبدالرحمن رئيس مباحث البدرشين اعترفت انها قتلت ابنتها بعدما علمت من الطبيب بحملها سفاحا موضحة أنها حاولت أن توضح لي بعض الأمور ولكني لم أعطها فرصة للحديث وطلبت منها أن تصمت وفور وصولنا للمنزل قمت بضربها وطلبت منها أن تحكي لي ما حدث فقالت إنها تعرفت علي أحد الشباب من جيراننا ودامت بينهما علاقة عاطفية لعدة شهور تطورت إلي علاقة غير شرعية وكانت تذهب معه إلي منزله وتعاشره معاشرة الأزواج وقد وعدها بالزواج وعندما سمعت هذا الحديث منها لم أتمالك أعصابي وانهلت عليها بالضرب المبرح مرة أخري وأمسكت برقبتها وخنقتها حتي لفظت أنفاسها الأخيرة وأمر اللواء أحمد حجازي مساعد وزير الداخلية لأمن الجيزة بإحالتها إلي النيابة التي تولت التحقيق.