كم أحب الاستماع إلي محطة القرآن الكريم, وضيوفها من علماء الأزهر وهم بحق يظهرون وينشرون ديننا بسماحته الحقيقية, فلقد استمعت عدة مرات لحلقة جميلة عن معاملة الإسلام للحيوانات, خاصة الأليفة. وكيف أنهم في وقت تقدم الدولة الإسلامية وقوتها أقاموا وقفا سموه وقف الهررة فكانوا يقدمون الطعام مرتين صباحا ومساء في أطراف المدن للقطط تماشيا مع هدي رسولنا الحبيب صلي الله عليه وسلم, فكان يسقي بيديه قطة تمر يوميا علي داره, كما أن أبي هريرة رضي الله عنه سمي كذلك لأنه يمشي وصغار القطط في أكمامه من شدة حبه لها وعطفه عليها, فسمي بأبي هريرة, ولكن ماذا نفعل نحن؟ نستعين بخبراء لقتل القطط المسكينة غدرا بعصيان الشماسي, ويجري ذلك في أحد الأندية الشهيرة, وإني أسألهم: يا من تديرون هذا النادي العريق لماذا لم تطلبوا من الأعضاء دفع مبلغ وعمل تعقيم للقطط فلا تتكاثر وبطريقة رحيمة, وأظن أن الأعضاء لن يبخلوا بذلك. وأتذكر قصة المرأة التي دخلت النار في قطة لأنها حبستها, فلا هي أطعمتها, ولا تركتها تأكل من خشاش الأرض, والمرأة الباغية رأت كلبا يلهث من العطش فرق قلبها لحاله فنزلت بئر الماء وسقته فغفر لها الله وأدخلها الجنة, فكل ذي كبد يشعر كما نشعر, ويتألم كما نتألم. {{ تلقيت هذه الرسالة من الأستاذة هدي القاضي, وهي تكشف جانبا مهما من الرحمة التي يجب أن يتصف بها كل إنسان, فلا يعقل قتل حيوان وديع بأي وسيلة أيا كانت, وإني أعتبر رسالتها صرخة إلي المسئولين عن الرفق بالحيوان لاتخاذ ما يمنع الوحشية في التعامل مع الحيوانات الأليفة.