المظاهرات والمطالب الفئوية التي تتزايد أعدادها يوما بعد يوم في القاهرة وبعض المحافظات دون النظر الي الظروف الصعبة التي تمر بها البلاد أو انتظار هذا الوقت القصير الذي سيقوم فيه المجلس العسكري بتسليم السلطة لدولة مدنية حديثة والمعلن عنه من قبل ويعرف كل شعب مصر ويعرفه أصحاب هذه المظاهرات والمليونيات والداعون لها. وأن حكومة الإنقاذ تبذل قصاري جهدها لحل كثير من المشكلات المتراكمة للمواطنين في هذه الفترة القصيرة الباقية, وان هذه الحكومة تحملت من النقد والتجريح ما لم تتحمله أي حكومة سابقة وهي ظاهرة فظة وغليظة وغريبة علي هذا الشعب الطيب الذي تحلي علي مدي تاريخه الطويل بحلو الكلام والبعد عن التجريح حتي في تناوله لنقد الآخرين. يجمع كبار رجال السياسة والفكر والتاريخ أن مصر هي الدولة الوحيدة دون سائر بلاد العالم التي تفتح أبوابها علي مصراعيها للمظاهرات والمليونيات في أي وقت وفي أي مكان إيمانا منها بحرية المواطنين في التعبير عن آرائهم وعرض مشكلاتهم في سهولة ويسر دون الحجر علي رأي أو حجب قضية بعينها عن أعين المسئولين عن حلها,, ولكن المشكلة التي تواجه مصر الآن تتبدي في الإساءة لهذه الحرية واستغلال مناخ الديمقراطية التي تحرص الدولة علي تأكيده, ومحاولات الخارجين علي القانون ضربها في مقتل وعدم المبالاة بالأضرار اليومية التي تنتج من تعطيل العمل وتوقف عجلة الانتاج وتكتيف جسد الاقتصاد حتي لا يسترد عافيته من جديد بما يعود بالخير والرخاء علي كل شعب مصر, ونعرض في هذا المقال بعض ملاحظاتنا عن مخاطر هذه التظاهرات علي استقرار البلاد مع بعض مقترحاتنا لدعم مسيرة الإصلاح الي تنشده الدولة, والخروج من هذه الأزمة بمساندة كل قوي الشعب بمختلف توجهاتهم, والوقوف صفا واحدا من أجل ان تعود للدولة هيبتها واستقرارها الذي يحلم به الجميع وذلك علي النحو التالي. ميدان التحرير: ضاعت سمعته كواحد من أجمل ميادين العالم تهفو اليه نفوس السائحين القادمين من الخارج لقضاء أوقاتهم علي بساط خضرته والتنقل إلي كوبري قصر النيل لالتقاط بعض الصور التذكارية والنزول الي شاطئ نيله الخالد واستقلال المراكب الشراعية والبواخر النيلية التي تشق عبابه الي الجيزة ذهابا وايابا في متعة لا نظير لها في دول اخري ولكن حاله تبدل الآن وأصبح مقرا للمظاهرات والمليونيات والاعتصامات والباعة الجائلين والخيام الممزقة المنصوبة في مختلف جوانبه وأعقاب السجائر واللفائف القذرة التي يجمعها عمال النظافة كل صباح ومساء في مشهد يدمي قلوب كل العاشقين لهذا المكان الفريد الذي فقد كل بهائه وجماله ويترحمون علي تاريخه القديم. اتوبيسات النقل العام القادمة من شارع الجلاء كثير منها ترفض دخول ميدان التحرير تحاشيا للمظاهرات والاعتصامات وتصعد كوبري اكتوبر وتطلب من الركاب النزول في ميدان عبدالمنعم رياض ليقطعوا هذه المسافة سيرا علي الأقدام للوصول الي مجمع التحرير وكوبري قصر النيل وأول قصر العيني ومنهم المرضي وكبار السن والسيدات الحوامل في رحلة عذاب تتكرر يوميا دون أي احساس من المتظاهرين تجاه الآخرين وكأن الأمر لا يهمهم لا من قريب أو بعيد. قطع الطريق: أصبح أمرا مألوفا لدي المتظاهرين وأصحاب المطالب الفئوية يقومون به في أي وقت سواء بوقف قطارات السكك الحديدية أو تعطيل حركة مرور سيارات النقل العام والسيارات الملاكي والهروب الي الشوارع الجانبية تفاديا للزحام في ميدان العباسية والخليفة المأمون, وحالة التوهان التي يعانيها المواطنون لهذا السبب. وأخيرا هل فكر أعضاء مجلس الشعب أو طرأ علي بالهم مناقشة هذه القضايا في لجانهم المتخصصة باعتبارها تهم الجماهير العريضة التي انتخبتهم وأوصلتهم الي مجلس الشعب برغم تأكدهم ان قطع الطريق وتعطيل العمل حرمه الإسلام, ووضع له أقسي العقوبات وأشدها ضراوة, فمتي يروق لهم مناقشة هذه القضايا ومحاولة حلها مع المسئولين, ان ترك الجماهير تكتوي بنار هذه المشاكل اليومية من أهم القضايا التي يجب علي الجميع نوابا وحكومة وشعبا حلها في أقرب وقت وقبل فوات الأوان, ومن أجل تحسين صورة مصر في الخارج وإنقاذ مصر من عثرتها, ومن المجهول الذي يتربص بها في الداخل. المزيد من مقالات مصطفى الضمرانى