بعد11 يوما من الآن يهل علينا يوم52 يناير من العام الجديد2102 ويكون قد مضي عام علي الثورة التي قام بها شباب المصريين ووصفها خبراء السياسة والنظم السياسية في العالم بأنها أعظم ثورة في تاريخنا الحديث, استطاعت اسقاط النظام السابق وغيرت وجه الحياة في مصر وفتحت الطريق لتنفيذ أهدافها في الحرية والديمقراطية وكرامة الإنسان وتحقيق العدالة الاجتماعية بمساندة قوية من القوات المسلحة وجيشها الباسل ودعم قوي أيضا من جماهير الشعب الواسعة بجميع فئاتهم وتوجهاتهم وأعمارهم, وأسدلت الستار علي عتمة الحياة وقسوة الظلم والقهر طوال السنوات الماضية. وها نحن نستعد من الآن للاحتفال بالعيد الأول لهذه الثورة والذكري الأولي لهذا اليوم المشهود52 يناير الذي يعتبره المصريون أهم يوم في حياتهم منذ ثورة91 و25 وانتصار أكتوبر37 وأستطيع في هذا المقال أن أضع بعض التصورات والأماني التي نتطلع إليها ونحن نحتفل بهذا اليوم المجيد مع بعض مقترحاتنا لدعم مسيرة الثورة ومساعيها الوطنية لتحقيق الأهداف التي قامت من أجلها في المرحلة المقبلة. وذلك علي النحو التالي: ميدان التحرير: نحلم بأن نشاهده كما كان عليه الحال يوم52 يناير1102 عندما اكتظ بجموع الشعب المتدفقة وانصهرت فيه جميع التيارات والائتلافات والأحزاب في بوتقة الثورة وإثرائها ودعم توجهاتها, المسلم مع المسيحي والعلماني مع الإسلامي والاشتراكي مع الرأسمالي والشيوخ مع الشباب والمرأة مع الرجل والعامل مع المثقف والأديب مع الطبيب, وغيرهم عندما أصبح الكل في واحد من أجل إنجاح الثورة وتحقيق أهدافها الوطنية. المليونيات: يجب أن نتوقف في هذا اليوم وطوال الأيام المقبلة بعد أن أصبحت ظاهرة مقلقة وغير مرغوب فيها من الغالبية العظمي للشعب وأصابت الجميع بالملل وجعلت قطاعات كبيرة من الشعب بمختلف طوائفهم وفئاتهم وأعمارهم يرفضون الذهاب إلي ميدان التحرير والمرور من جانبه حتي لايروا هذه الاعتصامات المتكررة, وهذه الخيام المتراصة التي شوهت صورة المكان ولا الباعة الجائلين بعربات اليد وما تتركه من لفائف الأطعمة وأعقاب السجائر وغيرها من الأشياء التي تتراكم في جوانب الميدان وتأتي هيئة تجميل القاهرة بعد انتهاء هذه المليونيات والاعتصامات لإزالتها وإعادة المكان لرونقه وبهائه وخضرته اليانعة, في محاولة لإعادة الميدان إلي شكله الأول كواحد من أجمل الميادين في الدول المتقدمة, وكان مزارا للسائحين الذين يحرصون علي قضاء بعض أوقاتهم في مقاعده ويلتقطون بعض الصور التذكارية, ويعودون بها إلي بلادهم كذكريات جميلة تعكس جمال القاهرة ومبانيها العريقة المحيطة بالميدان, ناهيك عن نيلها الخالد وكوبري قصر النيل الذي يعشق السائحون قضاء بعض أوقاتهم علي جانبيه والاستمتاع بالمراكب التي تقلهم مع المصريين في نزهة نيلية رائعة إلي الجيزة ذهابا وإيابا واستنشاق نسائم هوائها العليل واستمتاعهم بهذا المنظر الساحر الخلاب, الذي هجره السائحون طوال هذه المليونيات والاعتصامات, بما تتضمنه من مشاحنات ومشاكسات واحتكاكات حفاظا علي حياتهم من أي مكروه بالموت أو الإصابة حتي يعودوا لبلادهم سالمين. الاتجاه للعمل: أن يكون يوم52 يناير بداية عهد جديد تدعو فيه القوي السياسية من خلال لقاءات دورية تعقدها مع الاتحادات والنقابات والجمعيات والتجمعات الشعبية إلي تكثيف جهودها للعمل ودفع عجلة الإنتاج والوقوف مع حكومة الإنقاذ الوطني في توجهاتها لكي يسترد الاقتصاد عافيته وتعود السياحة لطبيعتها وتتوقف خسائر البورصة, خاصة أن الحكومة ماضية في تنفيذ تعهداتها دون كلل. الأمن والأمان: أن يحمل العيد بشائر عودة الأمن والأمان والهدوء والاستقرار في جميع ربوع الوطن بعد الجهود المضنية والمخلصة التي يقوم بها الآن وزير الداخلية اللواء محمد إبراهيم ورجاله الأوفياء, منذ توليه هذه المسئولية وأن تقدم القنوات التليفزيونية لنا في هذه المناسبة النتائج المثمرة التي حققتها أجهزة الأمن في مجالاتها المختلفة لكي يشعر المواطنون بأن الخطة الأمنية تسير في طريقها المنشود. الفضائيات الخاصة: أن يتذكر الإعلاميون المصريون العاملون فيها بمناسبة العيد إعلامهم الرسمي الذي تربوا في أحضانه وتعلموا في مدارسه العريقة وأعطاهم كل فرص النجاح, ولولاها ما جذبتهم إليها باغراءاتها الهائلة وأن يبتعدوا عن الإثارة لجذب المشاهدين علي حساب الحيدة والمصداقية في تغطية الأحداث. المزيد من مقالات مصطفى الضمرانى