فلنعتبرها مليونية الختام، حسن الختام، مسك الختام ، إن شاء الله، مليونية وتعدي علي خير، هذا دعاء الحطابين في الجبال النائية والفلاحين في الحقول والعجائز حول نار المدفأة، والمجلس العسكري في كوبري القبة، جميعًا ينتظرون عودة الشباب من التحرير مساء اليوم غانمين السلامة. باعتبار ما كان، وباعتبار مليونية الشريعة - أو أياً كان اسمها- اكتملت، وتحقق للسلفيين فتحًا من الله ونصراً قريباً، وأرهبوا بشبابهم عدو الله وعدوهم من العلمانيين والمسيحيين ومن ولاهم أجمعين إلا المصلين في الميدان وراء الشيخ ابن حسان، فإن علي الجميع أن يخرجوا من التحرير كمادخلوه أول مرة في سلام آمنين مطمئنين إلي عزم المجلس العسكري علي تسليم الدولة إلي سلطة مدنية منتخبة، كما وعد المشير، وعد الحر دين عليه. فليعذر بعضنا بعضًا، ولنكف عن المظاهرات، والاعتصامات، والإضرابات، ونعطي الحكومة هنيهة، فرصة مشروطة بأجندة ومواقيت، والحساب ليس ببعيد، الميدان ليس ببعيد، كما يقولون الحساب في الميدان، الميدان مفتوح، شرفة مصر التي لا تغلقها تيارات أو قرارات، الميدان ملك للمصريين، قبلة للمصريين كافة. ما هكذا تورد الإبل، نصحو علي مليونية وننام علي مليونية، ومليونية وراء مليونية، المليونية صارت كالعلكة "اللبانة" علي الفيس بوك المحل المختار لإعلانات المليونيات الافتراضية، المليونيات الفيسبوكية ليس لها أرجل تقف بها علي أرض الواقع، المليونيات السلفية، لها أرجل وأقدام تدبدب بها علي أرض الواقع، الإخوان اخترعوا سرايا الدبابين في الانتخابات وصارت نموذجًا ومثالاً، لا تلزمنا مليونيات السلفيين ولا مليونيات الفيسبوكيين. نفر من السلفيين يطلق المليونية تهديدًا ووعيدًا، لإثبات قدرة علي التحريك، تحريك الحشود، كما خرجت لأول مرة تقصد "وجه كريم"، تسقط النظام، يومها كانت المليونية وكانت القضية، قبل المليونية ، أين القضية التي بها يحركون ويتحركون، مليونية الشريعة، للشريعة رب يحميها، مليونية الإرادة الشعبية، من ولاك عليهم؟ مليونية الاستقرار، الاستقرار يعلم الشطار أن المليونية عنوان عريض لعدم الاستقرار. نفر من الأخوة بالمليونية يتحدون، تأديب وإصلاح وتهذيب للقوي السياسية الثائرة في الميدان، هنوريهم شغلهم وحجمهم، إحنا بتوع المليونيات، تحبوا تشوفوا مليونية، هذه هي المليونيات، تعرفوا تهتفوا هذه هي الهتافات، تعرفوا تحشدوا هذه هي الأتوبيسات تحمل الحشود من المحافظات، تعرفوا تنسقوا، هذا هو التنسيق الذي يجب تنسيق القبول في الجامعات، تعرفوا المنصات تعالوا إلي منصاتنا تروا عجبا، وتسمعوا عجبًا. مليونيات الثورة التحريرية كانت مليونيات حقيقية، مليونيات التحرير في 18 يومًا هزت عرشًا وأسقطت نظامًا، مليونيات وطنية، مليونية شعبية، مليونية تنافس فيها المتنافسون، حناجر هادرة، صدور مفتوحة، قضية عادلة، مطلب وطني جامع، إصرار واحتشاد، صفوف مؤمنة يشد بعضها بعضًا، صلوا صلاة مودع حتي آتاهم اليقين. ابتذال المليونية التحريرية كبيرة إلا علي الظالمين لأنفسهم، وللشعب المصري، ابتذال المليونية كابتذال الشعار الأثير، الشعب يريد إسقاط النظام، أيقونة الثورة، الآن هناك من يسقطه من علٍ إلي هتافات أرضية ما أنزل الله بها من سلطان، يلقون الشعار في غياهب جب العبثيات، حديث المليونية حديث جد لو تعلمون. المليونية الوطنية الحق، تدخر لأسباب أخري ولمطالب أخري ولسياقات جد عظيمة، المليونيات الطائفية والإثنية والعرقية والفئوية تأكل من فكرة المليونية الوطنية، المليونية لو صحت تهز جبالاً، لكن إن تتمخض المليونية عن مئوية أو ألفية فيها إهانة للمليونية، سخرية من أعظم مليونية، نحن علمنا العالم كيف تكون المليونية لماذا نقزم مليونياتنا، لماذا نصغر من شأن مليونياتنا، لماذا نرهن مليونياتنا برهانات جد خاسرة؟! لا يملك الحق في المليونية إلا الشعب، الشعب بكل طوائفه وفئاته، بشبابه وشيوخه، بنسائه وأطفاله، مليونية التحرير كان يؤمها الأطفال أيضًا، المليونيات الراهنة (لفظًا) تشوش علي المليونية الكبيرة(فعلاً) ، تسييل فكرة المليونية ربما كان مقصودا، حتي لاتكتمل لنا مليونيات بعد، يهين الفكرة العظيمة لا يوقرها، ادخار المليونية لما هو أعظم، وهو آتٍ لاريب فيه، لما هو أخطر وهو آتٍ لاريب فيه. لم يحن أوان المليونية الوطنية الثانية، المليونيات للقضايا المليونية التي تمس الملايين، التي تهم القطاع العريض، مليونية ملح الأرض ترتجف من هولها الأبدان، كبرت مليونية تخرج من أفواههم إنهم يزعمون كذبًا.. لا المكان ولا الزمان ولا القضية تقتضي مليونية، حتي دعم المجلس العسكري لايكون بالمليونيات، ولكن بالصالحات من الأعمال، بعودة الأمن والأمان والاستقرار. مثلا وعلي سبيل المثال، ما قضية مليونية اليوم، لا شيء بالمرة، مليونية اليوم جري التجهيز لها والتدريب عليها بمليونيات صغيرة، ميني مليونية، مليونية تحرير كاميليا شحاتة من سيطرة البابا، ومليونية تحرير مسجد النور من سيطرة وزير الأوقاف، ومليونية قنا لتحرير المحافظة من المحافظ المسيحي وإعلان الإمارة الإسلامية ذات الأعلام الخضراء، سترفرف حتمًا في التحرير الأعلام الخضراء. المليونية المطلوبة الآن مليونية العمل، مليونية الإنتاج، نعم المليونية التي بها يطالب الحادبون علي سلامة الوطن، علي تحريك الوطن إلي الأمام، إلي دوران عجلة الإنتاج، المليونيات الحق منتجة مؤثرة، المليونيات الكاذبة كالحمل الكاذب لا تنتج ولا تثمر سوي الخسران المبين. كم من مليونيات أعلنت وتمخضت عن عشرات قل مئات ولتتزيد آلافًا، اكتمال المليونية كاكتمال القمر، تحتاج حلمًا بما هو أكبر بما هو أعظم، المليونية تكتمل باكتمال أسبابها، بسمو وعلو معانيها التي تخرج من أجلها الجماهير، المليونيات الصغيرة تصغر من شأن المليونيات الكبيرة، تأكل من صدقية المليونية إذا اكتملت، تعرقل ما خطته مليونية التحرير، يتفرق النهر الهادر سدي، في بحيرات ومستنقعات يغرق فيها الوطن ويوحل فيها الراغبون في البناء، مليونية الهدم الطائفية خطر داهم لو تعلمون علي المليونيات الوطنية التي رسمت طريقًا للنهر، أخشي أن ينجرف النهر، سينحرف المسار بمليونيات الصغار.