بعد فترة انتظار طويلة لسكان منطقة العجمي تم امداد المنطقة بمشروع عملاق للصرف الصحي لرفع المعاناة التي استمرت اكثر من ثلاثين عاما إلا ان سكان سوق العجمي لم يخرجوا من دائرة انتقام المجاري التي حاصرت سكان العديد من العقارات واصحاب المحال التجارية وقطعت الطرق المؤدية إلي المنطقة, ولجأ المواطنون إلي جميع مسئولي المحافظة وكان لديهم امل في اعضاء البرلمان إلا ان احدهم قال لهم بالحرف الواحد: عليكم ان تشربوا الصرف الصحي حتي تتخلصوا منه!, وتوجه العديد من أهالي مساكن اي جي كاب الشعبية إلي قسم شرطة الدخيلة وتم تحرير المحضر رقم9881 جنح الدخيلة وامام محمد النويشي رئيس نيابة الدخيلة تجمع العشرات وأكدوا المأساة التي يعيشها مواطنون مصريون في العاصمة الثانية التي كان يطلق عليها عروس البحر المتوسط وتحاصرهم الامراض نتيجة طوفان المجاري الذي اغلق ابواب عقاراتهم. انتقلت الأهرام لرصد المأساة.. حيث يستغيث محمد السيد محمود مطالبا بضرورة تحرك المسئولين الذين يجب مساءلتهم اداريا وقانونا عن الإهمال الجسيم والاضرار التي لحقت بأكثر من ثلاثة آلاف مواطن من أهالي المنطقة والمترددين عليها بعد تراكم مياه الصرف الصحي الذي يندفع من احدي المحطات المجاورة نتيجة خطأ فني في التشغيل, ويضيف جابر محسن ابوحنيف صاحب محل لقد استخدمنا الحجارة بوضعها وسط امواج المجاري في محاولة للخروج من العقار الذي اقيم فيه إلا ان ابني سقط في المجاري مما عرضه للأمراض الخطيرة. ويضيف محمود كامل زعيطة موظف بترول: لقد توقفت عن الذهاب للعمل وابنائي عن الذهاب للمدرسة لخطورة الخروج واستحالته من مساكن اي جي. كاب خاصة في العقارات ارقام14 و15 و32 و33 والشورع المحيطة بها, اما حسن السيد طالب بكلية التجارة فيقول: لقد تركت دراستي بسبب عدم مقدرتي الذهاب للكلية خوفا من السقوط في المجاري ويضيف لقد بدأ طوفان الصرف الصحي من المحطة المجاورة التي من المفترض ان ترفع الصرف وعند حدوث عطل بها تم الاستعانة بمهندس من الهيئة قام بعمل محاولات للاصلاح ولكنه! اختفي بعد نصف ساعة هروبا من اعصار الصرف الصحي.. اما سعيد فتحي معماري فيقول لقد اغلقت كل الابواب امامنا في ظل اختفاء المحافظ وسلبية مسئولي حي العجمي الذين هم في حالة تأهب لاستقبال المصطافين.