سيدات العصر البطلمي في خطر صرخة تحذير يطلقها شيخ الأثريين بالإسكندرية أحمد عبد الفتاح لإنقاذ أضخم وأهم وأندر مجموعة أثرية يضمها المتحف اليوناني الروماني بالإسكندرية من خطر التدهور والتحلل. بسبب طول فترة التخزين بعد إغلاق المتحف في إطار مشروع التطوير الذي امتد لاكثر من خمس سنوات ولم ينته بعد, وهي مجموعة التناجرا أو التماثيل الملونة لسيدات العصر البطلمي والتي تتجاوز الألفي قطعة من أندر قطع التناجرا في العالم كله. ويقول هناك خطورة علي الآثار المخزنة من طول فترة التخزين وهي تضم مجموعات نادرة لا مثيل لها في العالم أهمها مجموعة التناجرا, التي تمثل درة التاج في المتحف اليوناني ولا تقل قيمتها الأثرية عن مجموعة آثار توت عنخ أمون بالمتحف المصري, ولذا فهناك خطورة كبيرة في عدم عرض هذه المجموعة, حيث أنها قد تصاب بالتلف خاصة أنها مصنوعة من مادة الفخار, وقد طرحت فكرة أن يتم عرض بعض القطع المهمة من هذه المجموعة في أي متحف سكندري مثل القومي أو في الجناح الشرقي بالدور العلوي لمتحف المجوهرات ولم أتلق ردا حتي الآن مما يزيد شعوري بالقلق علي هذه المجموعة النادرة التي لن تتكرر بأي حال من الأحوال. ويضيف عبد الفتاح أن مجموعة التناجرا هي مجموعة من التماثيل الملونة لسيدات تتجاوز الألفي قطعة ما بين تماثيل كاملة وأجزاء من تماثيل ترجع للعصر البطلمي الهلينستي, وهي تعطي صورة حية لهوانم وسيدات الإسكندرية منذ أكثر من ألفي سنة خلال عرض ملابسهم وثيابهم وطرق تصفيف الشعر وقصاته, حيث توجد أكثر من500 طريقة أشهرها تصفيف الشعر علي شكل شرائح البطيخ كذلك المعاطف التي كن يرتدينها فوق الثياب والقبعات ذات الحواف العريضة التي تشبه قبعات القرن الحالي أو التي علي شكل قوس, وهذه الملابس والقبعات وطرق تصفيف الشعر تحاكي أحدث الموضات العالمية فقد تخطي مصممو أزياء هذه العصور الزمن وإبتدعوا تصميمات تعدت المرحلة الزمنية التي عاشوافيها, فالملابس علي سبيل المثال محتشمة وفضفاضة وطويلة وأنيقة, بالإضافة الي وجود بعض التماثيل لسيدات يرتدين غطاء الرأس الذي يشبه اليشمك التركي, كما أن نظرات التماثيل بها كبرياء وترفع ثقة بالنفس, ويشير عبد الفتاح إلي أن هذه التماثيل المصنوعة من الفخار الملون علي درجة عالية من الصلابة بحيث تمكنت من مقاومة الرطوبة التي تشبعت بها المقابر البطلمية لأكثر من ألفي سنة, وكانت توضع بشكل خاص في مقابر السيدات والأطفال وتتراوح أحجامها ما بين10 سم و40 سم, وقد عثرعلي أغلبها في الحفائر التي قام بها الأثريون ومدراء المتحف اليوناني الأجانب بدءا من بوتي عام1892 مرورا ببرشيا وحتي أدرياني في مقابر الإسكندرية القديمة في مناطق الحضرة, الشاطبي, القباري, والإبراهيمية وحتي الآن لم يعرف السبب في وجود هذه التماثيل الصغيرة داخل المقابر حيث إن كل مقبرة كانت تضم4 أو5 تماثيل وبعضهما كان يتم العثور عليه واقفا كما في مقبرة الشاطبي, ولكن أغلب هذه التماثيل ظل محتفظا بألوانه القديمة وأهمها الأزرق الزهري, البني, الأصفر, الوردي والأبيض كلها كانت تتناغم مع بعضها ولم يؤثر فيها عامل الزمن حيث أن الألوان التي إستخدمت فيها تعد من أجود الأنواع التي تكاد تضاهي الأحدث عالميا. ويؤكد الأثري أحمد عبد الفتاح أن مجموعة الإسكندرية وعلي الرغم من كونها ثمارا للفن اليوناني إلا أنها تعد أجمل وأقيم مجموعة في العالم وتنافس مجموعة متحف اللوفر والمتحف البريطاني ومتحف أثينا نفسه, ولذا لابد أن يتكاتف الجميع وتتضافر جميع الجهود لإنقاذ مجموعة سيدات الإسكندرية القديمة بعرضها في أسرع وقت بطرق خاصة وحميمية في الإضاءة. حيث أن لكل قطعة خصوصية وتفردا تحتاج لتركيز الإضاءة الباردة, مع التركيز علي القطع الفريدة وأهمها السيدة التي تحمل طفلا من مقبرة الحضرة, والأخري التي تعزف علي الهارب, والثالثة التي ترتدي قبعة من الجلد.. الجدير بالذكر أن مجموعة التناجرا بالمتحف اليوناني والتي كانت تضم400 قطعة في العرض المتحفي كانت تجتذب أكبر عدد من الزائرين من كل أنحاء العالم إلي القاعة رقم18 حيث كانت تعرض منذ مائة عام.. فهل تلقي هذه الصرخة لإنقاذ التناجرا أي إستجابة?