فجرت قضية المحامي الشاب أحمد الجيزاوي الملف المسكوت عنه قبل وبعد ثورة يناير.. وهو ملف المصريين المعتقلين في سجون الدول العربية بلا تحقيقات أو محاكمات منذ سنوات أو حتي معرفة سبب اعتقالهم سوي مبررات واهية وغير قانونية ومنها شكاوي كيدية أو وشاية من كفيل أو إشارة من شرطي متسلط يستخدم سلطته المطلقة بلا رقابة أو مراجعة من قانون أو قضاء.. والنهاية عشرات بل مئات من الضحايا الأبرياء.. نحن لا نطالب بأستثناء المصريين في الخارج من الخضوع للقانون بل تطبيق القانون عليهم وسجنهم بحكم القضاء. نحن نفتح هذا الملف ليس بحثا عن الإثارة ولكن بحثا عن العدالة عن قانون يسود علي الجميع عن تحقيقات ومحاكمات حقيقية عن بعض أبناء لهذا الوطن حرموا من أطفالهم وذويهم ومازالوا بين جدران المعتقلات, عن زوجات يقضين سنوات من العذاب لا يعرفن مصير أزواجهن, عن شعور حقيقي بالثورة وعن معتقلين مصريين توقف الزمن بهم ولا يعلمون بقيام الثورة و مازالوا يأملون في تدخل الرئيس السابق مبارك لمحاولة الإفراج عنهم!! عن محاولة للوصول إلي حل في هذا الملف الذي كان يتبع بشكل كامل أمن الدولة والمخابرات بالتعاون مع الخارجية قبل ثورة يناير. هذا الملف الذي لا يوجد له إحصائية كاملة عن عدد المعتقلين المصريين في الخارج في الوقت الذي لا تخرج عن الخارجية أي معلومات محددة, وهو ما دعا لجنة الحريات بالشوري منذ أيام لمناقشة القضية ومطالبة وزارة الخارجية بتقديم قائمة كاملة بأسماء المعتقلين المصرين. أسامة عبد المنعم 57 عاما مدرس مصري تم اعتقاله في ليبيا بسجن عين زاره عقب دخول الثوار إلي طرابلس.. تقول شقيقته د مهجة اعتقل شقيقي من قبل اللجان الثورية بطرابلس وهو يعمل مدرس هناك منذ عام 1980 وكان رئيس رابطة المعلمين العرب في طرابلس تزوج من ليبية ولديه منها ولدين ومتزوج من مصرية ولديه3 أبناء وبنتان يعيشون في مصر, لأكثر من عام انقطعت أخباره عنا قدمنا أكثر من طلب للخارجية ولكن دون جدوي, استطعنا أن نعرف مكانه مصادفة من خلال أبن خالته وهو ضابط بمنفذ طابا تحدث مع دبلوماسي مصري يعمل بالسفارة المصرية بإسرائيل أثناء مروره عبر المنفذ وبالفعل تدخل لدي السفير المصري في ليبيا وعلمنا أنه بالسجن وبعدها سمحوا بأول زيارة له وزارته شقيقتي التي تعيش في ليبيا ورفضت العودة لمصر قبل الإفراج عنه, كانت حالته سيئة فهو مصاب بالسكر ومركب3 دعامات بالقلب وعلمنا أن التهمة الموجهة له هي أنه كان يناصر القذافي ويدافع عنه, كلام غير منطقي فمنذ حوالي عام ولم يقدم للمحاكمة. بعد عدة محاولات استطعنا التحدث مع أسامة الجمل من خلال موبايل عسكري بالسجن أعطي له الهاتف بعد أن أخبرته انني أحد أشقاءه, جاء صوته خافتا وتحدث عن ظروف اعتقاله قال كنت أسير بسيارتي في طرابلس واوقفتني اللجان الثورية واخذوا أوراقي ورخصة السيارة واقتادوني للتحقيق بعدها تركوني ولكن بعد 15 يوما قبضوا علي مرة أخري ووضعوني بالسجن ولم أخرج من وقتها, يضيف أسامة اتهموني أنني أدافع عن القذافي.. هل حملت سلاحا ودافعت عن القذافي لم أفعل ذلك وعمري ما دخلت الجيش وعمري ما هتفت للقذافي لم أرتكب أي ذنب. عبد الله محمود الدمرداش 29 عاما مهندس أتصالات اعتقل منذ4 سنوات بسجن الدمام السياسي, عاش معظم حياته بالسعودية بحكم أن والده كان يشغل منصب قنصل مصر هناك.. تقول زوجته أسراء زوجي طلب للعمل علي كفالة شركة بالسعودية وأعتقل بعد زواجنا ب6 شهور, قبض عليه أثناء وجوده بالعمل وقاموا بالتحقيق معي مرتين كان محور التحقيق, ما هو موقف زوجك مما يحدث في الدول العربية ووتحديدا فلسطين والعراق ؟ وما علمته علي ما يبدو أن شخصا تقدم ببلاغ ضد زوجي أنه يجمع تبرعات دون أذن. تستكمل الزوجة بعثت السفارة المصرية مندوبا إليه ووجده يقيم منذ4 سنوات في سجن أنفرادي وحتي الآن ليس هناك قضية أو محاكمة وكلما أردنا توكيل محامي يقولون ما فيش قضية من الأساس, ومنذ شهرين في الخارجية أخبروني أن التهمة الموجهة إليه هو التبرع لفلسطين والعراق دون إذن. تضيف الزوجة عندما زاره مندوب السفارة اكتشفت انه لا يعلم بقيام ثورة في مصر وفي آخر اتصال له سألني أحنا في الصيف ولا في الشتاء. أم وخمسة أطفال خالد محمد موسي هندام 40 عاما معتقل منذ8 سنوات في سجن أبها له5 أبناء تقول زوجته عفاف عبد الله حتي الأن لا أعرف تهمة لأعتقال زوجي والسبب المكتوب في الخارجية قضية أمنية عشت وزوجي 18 عاما في المملكة وخلال زيارتي لمصر قبض عليه هناك, ذهب مع صديق سعودي له لشراء العشاء فقبض عليه في الشارع بعد 8 سنوات ومنذ شهر سمحوا لي بزيارته علي حسابي الخاص فوجدت شخصا آخر غير زوجي حالته النفسية صعبة ولم يستطيع أن يتكلم في أي شيء. تضيف الزوجة نريد أن يحاكم ولا يجلس كل تلك السنوات دون محاكمة ودون ذنب, أريد أن أعرف متي سيخرج وما مصيري و أولادي أعاني الأمرين وأعمل منذ8 سنوات لأعول أطفالي الخمسة. يوسف عشماوي معتقل منذ 4 سنوات يقول والده يوسف خريج حاسب آلي وكان ماهرا في مهنته سافر إلي الرياض للعمل هناك وتم اعتقاله منذ 4 سنوات وحتي الأن وعلمت أنه أتهم بالدخول علي موقع محظور تقدمت بقضية ضد حسني مبارك ولكنها حفظت لعدم الأختصاص وحاليا أقوم بعمل كتاب عن المعتقلين تحت عنوان إلي متي معتقل ميرفت عبيد أمين سر لجنة حقوق الأنسان بالشوري والتي تقدمت بطلب أحاطة تطالب الخارجية بقائمة عن المعتقلين المصرين بالخارج تقول هذا الملف أشبه بالممنوع وغير معلوم البيانات وطالبة بإنشاء هيئة لرعاية المصريين بالخارج لأن السفارات المصرية لا تقوم بدورها هناك لعدم وجود موارد مالية لذلك يجب وجود تشريع لإنشاء هذ الهيئة علي وجه السرعة وتتساءل النائبة لماذا دائما المصريون هم المهملين جميع السفارات تقوم بواجبها فيما عدا نحن. وتشير عبيد عندما بدأت لجنة حقوق الأنسان في فتح ملف المعتقلين ذهبت للخارجية واندهشت عندما أخبرني السفير رضا حليم بأنه لا يوجد في أي من السفارات اعتمادات مالية لوجود محامين للدفاع عن المعتقلين أو المسجونين المصرين بالخارج.. وأخيرا.. نرجو من الجهات المعنية التحرك فورا للحفاظ علي حقوق وكرامة المصريين خارج الوطن كما تفعل كافة دول العالم المتحضر.. ولكن ذلك يتطلب صون كرامة المصريين داخل وطنهم أولا.