«كتب التلوين» .. هل تعالج التوتر؟

هل حصلت على كتاب التلوين الخاص بك؟ هذا السؤال موجه إليك عزيزتى «حواء» ! فكتب التلوين أصبحت صيحة جديدة تنتشر بسرعة بين النساء حول العالم، بغرض التخلص من التوتروضغوط الحياة المتعلقة بالعمل والمنزل والأولاد.
وقد حققت هذه الكتب أعلى مبيعات ضمن الأكثر عشرة كتب مبيعا على مواقع الشراء. ويفسر البعض هذه الظاهرة بأنها وسيلة جديدة لشغل وقت الفراغ بالإضافة إلى أنها وسيلة فعالة للاسترخاء وفقا لبعض الأبحاث العلمية، حيث إن التلوين نشاط بسيط لا يحتاج لكثير من التركيز وبالتالى فهو مسل دون إرهاق قوى للمخ فى التخطيط أو حل المشكلات، كما أنه يعيد الحنين للماضى ولذكريات الطفولة السعيدة. أشهر انواع هذه الكتب إقبالا هى رسومات «المانديلا» ذات الأشكال الهندسية لما لها من مردود علاجى نفسى وروحانى، من خلال تلوينها أو رسمها أو تأملها..وقد تحولت من هواية فردية إلى جماعية تقام لها حفلات تلوين.
ومن اللاتى يحملن كتب وأقلام التلوين فى حقائبهن؟ قابلنا خمسا سنتعرف على أفكارهن عن قرب:
ياسمين: أول علاقتى بكتب التلوين عن طريق الانترنت، عندما وجدت إحدى صديقاتى تحمل كتاب التلوين فبدأت فى البحث عنه على الانترنت، ثم سرعان ما انتشرت هذه الكتب فى كل المكتبات.. ألجأ إليها يومين فى الأسبوع لمدة ساعة أو ساعتين وذلك كنوع من التسلية أثناء مشاهدة التليفزيون أو أثناء استذكار الأبناء، وأفضل الرسومات الكبيرة لأنها لا ترهق عينى كما استمتعت أكثر باستخدام الألوان الفلوماستر لأن الخشبية تجعل الرسمة «باهتة».
سارة: أنا بطبعى لدى ميول فنية تجاه الألوان والأشغال اليدوية.. قمت بطبع الرسومات التى أعجبتنى، وشعرت براحة شديدة عند تلوينها، حيث وجدت إحساسا بالإبداع خاصة مع انتهاء الرسمة التى تخرج دائما بشكل جميل غير متوقع.
ندى: أشعر بالفعل أن هذه الكتب تطلق الطاقة السلبية الموجودة بداخلى، ولكنها تحتاج ل «مود» معين، بدأت فيها عندما تركت عملى وكان لدى وقت فراغ كبير فكرت فى استغلاله.. وأكثر ما يسعدنى فى تلوين رسومات المانديلا هى تفاصيلها الدقيقة والتنسيق الشديد لتماشيها مع شخصيتى.
آية: أرى هذه الكتب تحتاج الى تفرغ وتركيز وهدوء بعيدا عن الأولاد الذين يتهافتون على التلوين معها، لا تستعجل فى الانتهاء من الرسمة لأنها مليئة بالتفاصيل حيث تحرص على أن تكون الألوان متناسقة ولا تخرج عن الحدود والحواف مما يتطلب وقتا طويلا.
أما هيام عصام مصممة رسومات مانديلا فتقول: تعرفت على الفكرة من خلال زيارتها لمركز متخصص للمانديلا فى نيبال منذ سنوات وتأثرت بطريقة استخدامهم لهذه الأشكال كنوع من التأمل، ثم قررت ترك عملها وبدأت فى تصميمها كنوع من الاسترخاء، وقد لاقت تشجيعا كبيرا من المحيطين بها مما دفعها إلى إصدار أول كتاب، معتمدة على جودة الورق والطباعة، وتحرص على أن تكون كل رسمة تصممها قطعة فنية يمكن تعليقها فى المنزل.
حقيقة أم وهم؟
تقول د.سوزان رضوان معالجة بالفنون التعبيرية: إذا أعطيت ورقا وألوانا لأى طفل سيفرح ويبدأ فى التعبير عن نفسه بشكل فطرى، وهو مايؤكده علماء النفس.. بل ويستخدمونه كنوع من العلاج النفسى للأطفال، ومع التقدم فى العمر مازلنا محرومين من التعبير التلقائى عن أنفسنا نتيجة مسئولياتنا.
وتضيف: «إن فكرة التلوين ليست فى الحقيقة نوعا من إطلاق التوتر ولكن الأصح أنها حالة شرود zoning out، وهى نفس الحالة التى يدخل معظمنا فيها عند العودة من العمل والاسترخاء على الأريكة، مكتفين بتغيير قنوات التليفزيون دون هدف واضح ودون التفكير فى شئ بعينه، ومعظم الرجال يقبلون على متابعة مباريات الكرة أو قراءة الجرائد أو الجلوس على المقاهى، والسيدات يفضلن الانشغال بأحد الألعاب الإلكترونية أو مشاهدة المسلسلات التركية، أما الأطفال فيعكفون على أى لعبة إلكترونية».
كل هذه الصور فى رأيها طرق خاطئة للبحث عن الاسترخاء الحقيقى الذى نشعر به عندما نذهب للبحر ونستنشق الهواء النقى ونستمع للأمواج مما يؤثر بشكل إيجابى على كل أجسامنا وروحنا وعقلنا، وبالتالى يطلق هرمونات السعادة ويقلل من ضربات القلب وضغط الدم والشد العضلى والأرق وغيرها، وإذا تأملنا بحق يمكن أن نصل إلى حلول وإجابات تحقق لنا السعادة.
أما عن كتب التلوين فيمكن أيضا أن تساعد على الاسترخاء إذا استخدمت بشكل علمى، كما يمكننا أن نحلل الشخصية من خلال اختيارها الرسمة وألوانها، فمثلا الشخص الذى يحرص على عدم الخروج على الخط سنجده يشتكى من التوتر الشديد، كما أنها مرآة قد تكشف للشخص عن مشكلة ما لا يعلمها.
وتنبه سوزان إلى أن فكرة تلوين المانديلا مفيدة كنوع من الهواية والتسلية فى بيئة آمنة دون قيود أو انتقاد، ولكنها قد تسبب مشكلة أو تزيد من التوتر إذا لم تكن الرسومات مصممة بشكل علمى يراعى تأثير الأشكال ومعناها ومفهومها، لذلك لابد من شرائها من متخصص دارس.