ليس هناك ما يثير القلق في المشهد السياسي والإعلامي الراهن قدر هذا التدني في لغة الحوار عندما تختلف الرؤي وتتصادم الآراء وتتباعد المواقع وتتبدل الخنادق بحكم المصالح السياسية والحزبية الضيقة! إن من غير المعقول أن يكون بين النخب السياسية من يضعون من يختلفون معهم في الرأي في خانة الأعداء الذين تجب ملاحقتهم ويواصلون التحريض عليهم بكل وسائل التحريض غير المشروعة التي تبدأ من اتهامهم بالجهل وتنتهي عند حد نعتهم بالخيانة! إن من حقنا أن نختلف إلي أقصي درجات الخلاف وبشأن مختلف القضايا لأن ذلك يمثل إحدي علامات الصحة والحيوية لأية أمة ولكن الذي لايجوز هو أن يتحول الخلاف في الرأي إلي تراشق مهين وتنابذ فج وتطاول جارح! نعم من حقنا أن نختلف ليس فقط حول الوسائل والآليات التي تحقق الأهداف المرجوة فحسب وإنما من حقنا أيضا أن نختلف حول المبادئ والركائز التي تقوم عليها أهدافنا ومقاصدنا... و لكن الذي ليس من حق أحد هو أن ينال من غيره بادعاء الحق في امتلاك الرؤية الصحيحة لنفسه فقط! لقد آن الأوان لكي نخرج من أجواء الهجاء التي لم يعد هذا زمانها ولا مكانها الصحيح وأن نتجه نحو أجواء جديدة تسمح بحرية النقد وحرية الخلاف في الرأي وحق استقلالية المنهج لأن استمرار أجواء الهجاء تؤدي إلي إجهاض كل الأحلام المشروعة! وأظن أن ما أمامنا من مخاطر وتحديات وما يجمع بيننا من روابط وصلات يحتم علينا إزالة كل السحب والغيوم من سماء الوطن الذي ننتمي إليه جميعا. خير الكلام: من المعيب أن تظهر الشجاعة بعد انتهاء المعارك! [email protected] المزيد من أعمدة مرسى عطا الله