رغم ان كتابات علم النفس غالبا ما تعتبر زلات اللسان تعبيرا عن رغبة غير واعية وأن ما يقال بشكل عفوى هو ما يختزنه المرء عادة فى اللاوعي، الا أن المصطلح فى حد ذاته أصبح من أشهر المصطلحات فى السياسة والعلاقات الدولية حيث يلجأ اليه السياسيون لتبرير كلمات قيلت خارج سياقها وسببت حرجا بالغا لقائلها، ودفعته لاستخدام هذا المصطلح للبحث عن مبررات يتملص بها من تصريحاته، ويبرئ بها ساحته ويقدمها بديلا عن الاعتذار أو سحب التصريح المثير للجدل، خاصة عندما يكون هذا الشخص فى موقع المسئولية وفى منصب له وزنه فتكون محاسبة الناس له دقيقة بل وقاسية فى معظم الأحيان. وقد حفلت تصريحات السياسيين ورؤساء الدول بالعديد من الأخطاء أو زلات اللسان، ولعل أشهرهم على الإطلاق الرئيس الأمريكى جورج بوش الابن الذى اشتهر بأخطائه الكارثية وهو ما أرجعه البعض الى حقيقة معاناته من صعوبات فى التعليم والتواصل مع الآخرين. ولعل استخدام جورج بوش الابن لمصطلح «الحرب الصليبية» فى حربه على العراق مضيفا أنها تمت بايعاز من الرب من أشهر ما قيل وتم تداوله على نطاق واسع، وهو ما حاول أن يبرره لاحقا دون جدوى بعد أن ذاع نشره على نطاق واسع فى العالم العربي، أما أطرف ما قاله بوش الابن فكان حديثه عن أن أعداء أمريكا يريدون ايذاءها ونحن أيضا. أما الرئيس باراك أوباما فقد اضطر للاعتذار عام 2012 لبولندا، حيث خانه التعبير خلال تقديمه لميدالية تكريم لأحد المحاربين القدماء من أعضاء المقاومة البولندية خلال الحرب العالمية الثانية، فتحدث عن معسكرات الموت البولندية بدلا من النازية، وهو ما استدعى اعتذاره لاحقا. أما مطلع العام الماضى فقد سببت زلة لسان أخرى لأوباما عن تنظيم داعش حرجا بالغا للبيت الأبيض، حيث قال فى مؤتمر صحفى فى البيت الأبيض، «نحن ندرب قوات تنظيم داعش قاصدا القوات العراقية، ولم يدرك الخطأ الذى وقع فيه وأكمل حديثه بصورة عادية، وهو ما دفع البيت الأبيض لتصحيح الخطأ غير المقصود. ورغم أن امتلاك اسرائيل للسلاح النووى يعد مسألة محسومة حتى انه لم يتم الاعلان عنها رسميا، الا أن ما قاله رئيس الوزراء الإسرائيلى الأسبق ايهود أولمرت خلال زيارة له لألمانيا عن أن الإيرانيين يطمحون لامتلاك أسلحة نووية على غرار أمريكا وفرنسا والروس وإسرائيل، اعتبر اعترافا علنيا غير مسبوق من قبل قادة اسرائيل، وأثار فى حينه موجة غضب كبيرة داخل الكيان الصهيونى وصلت للمطالبة باستقالته مشككين فى قدرته على البقاء فى المنصب. فى حين يعد رئيس الوزراء الإيطالى الأسبق سيلفيو بيرلسكوني، من أشهر السياسيين الأوروبيين الذين وقعوا فى زلات اللسان أكثر من مرة، ومن أشهرها ترحيبه بالرئيس أوباما على طريقته الخاصة واصفا اياه بصاحب البشرة السمراء. أما المستشارة الألمانية انجيلا ميركل فقد أخطأت فى أحد المؤتمرات الصحفية مع الرئيس الفرنسى فرانسوا أولاند، عندما سمته بالخطأ باسم سلفه فرانسوا ميتران. وبدورهم اشتهر الساسة الفرنسيون بزلات اللسان والتعليقات الجارحة، حيث قال لوران فابيوس تعليقا على اعلان سيجولين روايال عزمها الترشح لانتخابات الرئاسة عام 2007، متسائلا عمن سيعتنى بصغارها.