مع انتهاء الأسبوع الأول من الهدنة السورية، جدد قادة روسيا وأوروبا تعهداتهم بضرورة انتهاز فرصة وقف الأعمال القتالية من أجل تحقيق سلام شامل فى سوريا، فى الوقت الذى تبادلت فيه الحكومة السورية والمعارضة المسلحة الاتهامات بشأن اختراقات للهدنة. وبعد بشائر نجاح الهدنة بدخوله الأسبوع الثانى اليوم، عقد كل من الرئيس الروسى فلاديمير بوتين والرئيس الفرنسى فرانسوا أولاند والمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل ورئيس الوزراء البريطانى ديفيد كاميرون ورئيس الوزراء الإيطالى ماتيو رينتسى مؤتمراً عبر الهاتف أمس أعلنوا خلاله الاتفاق على ضرورة انتهاز فرصة الهدنة فى سوريا فى السعى لعملية سلام أشمل من جانبه، أشار وزير الخارجية الفرنسى جان مارك آيرولت إلى "تقدم فعلي" ميدانياً فى سوريا لكنه طالب بتحقيق "شرطين" لاستئناف مفاوضات السلام فى جنيف. وصرح آيرولت "نامل باستئناف سريع للمفاوضات فى جنيف لكن لابد من تحقيق شرطين هما ضمان وصول المساعدات الانسانية الى كل السوريين والاحترام التام للهدنة". واتفق وزير الخارجية الروسى سيرجى لافروف مع تقديرات آيرولت، حيث صرح بأن الهدنة فى سوريا تحمل طابعا دائما، ولا يوجد أى جدول زمنى أو شروط مسبقة لها. وأضاف أن "وقف إطلاق النار، وإيصال المساعدات الإنسانية، وتحريك العملية السياسية الشاملة لجميع الأطراف السورية يجب أن تجرى بالتوازي"، مشيراً إلى عدم وجود أى شروط مسبقة. وأكد أن الهدنة الحالية فى سوريا هى الخطوة الأولى لوقف إطلاق النار فى البلاد بالكامل. ورجح لافروف إجراء مباحثات مباشرة بين دمشق والمعارضة السورية أثناء الجولة الجديدة من المباحثات السورية، مضيفا أن المبعوث الخاص للأمم المتحدة إلى سوريا ستيفان دى ميستورا سيعقد فى 9 مارس اجتماعا لجهات سورية سيمهد الطريق للمفاوضات السورية، موضحا أن هذه العملية ستشارك فيها عدة جماعات من المعارضة السورية. وميدانياً، اتهمت وحدات حماية الشعب الكردية السورية جماعات المعارضة المسلحة بمنطقة حلب بعدم احترام اتفاق وقف الأعمال القتالية ومهاجمة منطقة الشيخ مقصود ذات الأغلبية الكردية فى حلب ومناطق أخرى قرب المدينة. واتهمت المعارضة من جانبها الجيش السورى بانتهاك وقف الأعمال القتالية، حيث ذكر نشطاء فى المعارضة أن مدينة دوما بريف دمشق تعرضت لأول قصف جوى أمس منذ بدء الهدنة. فيما ذكرت جماعة "جيش الإسلام" المعارضة أن "القوات الحكومية تحتشد فى محاولة للسيطرة على مزيد من الأراضى الخاضعة لسيطرة المعارضة". وتنتقد المعارضة السورية التأخر فى ادخال مساعدات الى المناطق المحاصرة. وقال رياض حجاب، المنسق العام للهيئة العليا للمفاوضات الممثلة لأطياف واسعة فى المعارضة السورية، إن المساعدات "لم تدخل إلا إلى مناطق محدودة". وكشفت "ديلى تليجراف" عن أن “داعش” يكسب نحو 20 مليون دولار شهرياً من المضاربة فى سوق العملة من خلال تحويل الأموال بالطرق المصرفية الرسمية . ووفقاً للتقرير فإن “داعش” استخدم ملايين الدولارات التى استحوذ عليها من فرع البنك المركزى العراقى فى الموصل عام 2014 للمضاربة فى أسواق المال العالمية وأسواق العملات. وبحسب الصحيفة فإن الأموال يتم تحويلها بشكل شبه رسمى عبر السلطات المصرفية العراقية والأردنية وفقاً لما يعرف بنظام “الحوالة”. وجاء الكشف عن هذه المعلومات فى جلسة استماع بالبرلمان البريطاني.