تواجه 50 مستشفى و2407 عيادة تنتشر فى محافظة البحيرة من مشكلات كثيرة فى التخلص من 3 أطنان من النفايات الطبية الخطرة تستقبلها 16 محرقة نتيجة عدم انتظام المرور الدورى للتخلص منها بطريقة آمنة، مما يؤدى الى تسريبها لمصانع «بير السلم» واستخدامها فى صناعة الأدوات المنزلية. الأمر الذى يمثل خطرا داهما على صحة الانسان والبيئة لانتشار التلوث والأمراض والأوبئة حيث يقوم بعض جامعى القمامة بتوريد المخلفات الطبية الخطرة الى السماسرة والتجار لإعادة تدويرها مرة أخرى حيث يصل سعر طن المخلفات الطبية الى 21 ألف جنيه ، وتعتبر مشكلة سوء ادارة هذه النفايات وراء ارتفاع الإصابة بالعديد من الأمراض المزمنة. يقول الدكتور عصام القاضى عضو لجنة الصحة بمجلس النواب أن النفايات الطبية أصبحت ظاهرة خطيرة بعد قيام التجار بإعادة تدويرها مرة أخرى فى صناعات متعددة مثل صناعة لعب الأطفال والمنتجات البلاستيكية مثل الملاعق والأطباق. واوضح أن سعر الطن من المخلفات الطبية يصل الى 21 ألف جنيه كماان سوء ادارة هذه النفايات وراء ارتفاع الاصابة بالعديد من الأمراض المزمنة، وهناك تقارير بيئية رصدت أكياس مخلفات طبية خطرة وأدوية منتهية الصلاحية داخل المدفن الصحى للمخلفات العادية بالبحيرة، كما تم رصد عمليات تسرب أدوية منتهية الصلاحية خلال نقلها بالسيارات الى المحرقة وقيام بعض «النبيشة» بالتسلل داخل المحرقة لسرقة الأدوية لحساب بعض التجار والصيدليات المخالفة ومصانع بير السلم لبيعها للمواطنين بأسعار أقل بكثير من السعر الحقيقى, مشيرا الى أن الأجهزة الرقابية ضبطت أخيرا طن ونصف الطن من النفايات الطبية الخطرة فى مخزن ومصنعين بمدينة دمنهور حيث تبين أن بعض متعهدى القمامة يقومون بجمع النفايات ببعض مستشفيات المحافظة ويتحايلون لاخراجها من المستشفى لبيعها وإعادة تصنيعها ورغم هذه المخاطر الجسيمة الا أن الأجهزة المعنية تقف عاجزة فى مواجة الكارثة . ويرى الدكتور سمير دغش رئيس لجنة الصحة السابق بمحلى محافظة البحيرة أن تعاقد بعض المستشفيات مع جامعى القمامة للتخلص من النفايات الطبية بطرق غير آمنة فتح أبوابا لظهور «مافيا» تستغل مخلفات المستشفيات فى تجارة لاتقل خطورتها عن المخدرات فى انتشار الأمراض الخطيرة وزيادة أعداد المصابين بالايدز والسرطانات والفيروسات الكبدية حيث يقوم بعض جامعى القمامة بتوريد المخلفات الطبية الخطرة الى سماسرة وتجار لإعادة تدويرها مرة أخرى مع ارتفاع سعر الطن من المخلفات الطبية الى 21 ألف جنيه. ويشير أحمد عمرو هلال أحد المترددين على مستشفى المحمودية الى أن النفايات الطبية الخطرة موجودة فى متناول العابثين والقطط فى الطرقات وداخل الأقسام ودورات المياه تهدد حياة المواطنين وأن عشرات أكياس المخلفات الطبية من حقن وفوط مستخدمة طبيا وعبوات وأدوات طبية مستخدمة ملقاة أمام غرفة عمليات الاستقبال وفى الطرقات. أما الدكتور يحيى زكريا أبوشعيشع استشارى جراحة الأسنان بدمنهور فيوضح أن منظومة التخلص الآمن من النفايات تحتاج الى تطوير عاجل لما يعتريها من مشكلات ومعوقات أهمها تعدد الجهات التى تتعامل مع المخلفات الخطرة مما يتسبب فى تضارب واضح موضحا أن بعض المؤسسات الطبية تقوم بإلقاء النفايات الطبية المشعة ومعامل الأشعة بالصناديق العادية المخصصة للقمامة وهذا مكمن الخطورة مشيرا الى أن النفايات التى بها آثار إشعاع ينبغى حفظها فى حجرة خاصة وإخطار هيئة الطاقة الذرية للتخلص منها أما أكواب المرضى المستخدمة أوسرنجات حقن المواد المشعة فيجب تجميعها فى أكياس مع ضرورة قياس كمية الاشعاع حتى تصل الى درجة الصفر ويتم التخلص منها كنفاية عادية، داعيا الى ضرورة وقف عمليات الحرق المفتوح لمخلفات المؤسسات العلاجية التى تضر بالصحة والبيئة بما يستهدف خفض التأثيرات الناتجة عنها. ومن جانبه يقول الدكتور أحمد آدم مدير عام وحدة النفايات الطبية بمديرية الصحة: إنه يتم فصل وجمع المخلفات الطبية من المنشآت الصحية تمهيدا لنقلها الى المحارق عن طريق 12 سيارة مخصصة لهذا الغرض الى المجمع الصحى بمركز بدر الذى يعد أكبر مجمع فى الوجه البحرى حيث يستوعب نحو 150 طن شهريا من جميع المخلفات الطبية الخطرة بمستشفيات المحافظة الى جانب مستشفيات محافظتى دمياط والغربية للتخلص منها بطريقة صحية آمنة.